الأحد، 22 ديسمبر 2024

07:24 ص

قمة الرياض الاستثنائية تواجه تبعات العدوان الإسرائيلى على المنطقة

الأحد، 10 نوفمبر 2024 01:50 م

باسم ياسر

صورة من قمة الرياض عام 2023

صورة من قمة الرياض عام 2023

بدأت الوفود الرسمية من الدول العربية والإسلامية بالتوافد إلى العاصمة السعودية، الرياض، استعدادًا للمشاركة في القمة العربية - الإسلامية الاستثنائية.

 تهدف هذه القمة إلى بحث التطورات الخطيرة الناتجة عن استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وامتداده إلى الأراضي اللبنانية، وسط تحذيرات من خطر انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي شامل.

وصول الوفود وتأكيد دعم القضايا الفلسطينية

شهدت الرياض وصول عدد من الشخصيات الرسمية على رأس وفود دولهم للمشاركة في القمة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية. من بين الحاضرين كان رئيس نيجيريا محمد بخاري، وممثل رئيس المجلس التشريعي في بوركينا فاسو، ورئيس الجمعية التشريعية الانتقالية عثمان بوغوما، ووزير الخارجية لجمهورية القمر المتحدة محمد مباي. 

كما شمل الحضور ممثلين عن جمهورية جيبوتي، ووزير الخارجية لغينيا بيساو كارلوس بينتو بيريرا، وممثل سلطان بروناي وزير التنمية، إضافة إلى حضور نائبة رئيس الوزراء الأوغندي روكيا إيسانغا ناكادا.
تأتي هذه القمة الاستثنائية في إطار متابعة مخرجات القمة العربية - الإسلامية السابقة، وتؤكد بحسب تصريحات الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، على قيمة استراتيجية كبيرة في دعم القضايا الفلسطينية. ويعكس هذا التجمع التزام الدول الإسلامية، بقيادة المملكة العربية السعودية، تجاه نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه على المستويين السياسي والإنساني.

القمة وعملها في تعزيز الاعتراف الدولي بفلسطين

من أبرز إنجازات القمة العربية - الإسلامية السابقة هو توسيع دائرة الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مستقلة. 

وأكدت جهود اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية المشتركة، المنبثقة عن القمة، نجاحها في حشد التأييد الدولي عبر المحافل الأممية، مما أدى إلى صدور قرارات من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة تدين العدوان الإسرائيلي.

 ويُعد هذا إنجازًا دبلوماسيًا يعزز قضية فلسطين ويضع المزيد من الضغوط على المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني. 

وفي حديثه عن أهمية القمة، أوضح طه أن هذه التحركات الدبلوماسية تأتي في إطار دعم كامل لحقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين لا يقتصر فقط على الجانب السياسي، بل يتعداه إلى الإنساني والحقوقي. وقد أعلنت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي دعمها للمساعدات الإنسانية والمالية إلى قطاع غزة، في محاولة لتخفيف وطأة الأزمة المتفاقمة على السكان.

التحركات القانونية في محاكم دولية لمساءلة إسرائيل

تسعى منظمة التعاون الإسلامي منذ انعقاد القمة السابقة إلى تصعيد قضية فلسطين إلى المستوى القانوني الدولي عبر توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتقديمها إلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية. 

وأعلن الأمين العام طه عن إنشاء مرصد قانوني لتوثيق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن هذا المرصد سيكون الأساس القانوني الذي تعتمد عليه المنظمة لرفع القضايا المستقبلية ضد إسرائيل في المحاكم الدولية. 

كما يسعى المرصد القانوني، الذي تم إنشاؤه بناءً على توصية من القمة السابقة، إلى تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال من خلال الرصد والتوثيق الإعلامي.

 وتتابع منظمة التعاون الإسلامي كذلك جهودها الإعلامية للتعريف بانتهاكات إسرائيل، عبر مرصد إعلامي متخصص، يشرف على توثيق الجرائم الإسرائيلية وتوفير البيانات للمنظمات الإعلامية والحقوقية حول العالم، ما يساهم في تعرية الجرائم أمام المجتمع الدولي.

أهمية التنسيق العربي - الإسلامي والتكامل في المواقف الدولية

جاء انعقاد هذه القمة في الرياض ليعكس أهمية التنسيق الإسلامي والعربي، خصوصًا مع استمرار العدوان الإسرائيلي. 

وأكد طه أن الاجتماع يهدف إلى توحيد المواقف بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، مما يعزز التأثير الجماعي في المحافل الدولية ويسهم في استنهاض مسؤولية المجتمع الدولي تجاه وقف العدوان وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة. 

وتشمل الخطوات المتوقعة في القمة تفعيل الجهود الرامية إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومساءلة الاحتلال الإسرائيلي، كما تهدف إلى التنسيق مع المجتمع الدولي لتطبيق حل الدولتين، بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية وقرار الجمعية العامة الأخير بشأن فتوى محكمة العدل الدولية. 

يُعتبر هذا التنسيق بين الدول الأعضاء في المنظمة وجامعة الدول العربية ضروريًا لمواجهة التحديات الناجمة عن توسيع العدوان الإسرائيلي، ولا سيما مع ارتفاع عدد الضحايا في الأراضي الفلسطينية ولبنان.

القلق من توسع الصراع إلى حرب إقليمية شاملة

في سياق تصاعد الأحداث وامتداد العدوان إلى الأراضي اللبنانية، حذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي من خطورة توسع الصراع إلى حرب شاملة في المنطقة. 

وأشار إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية قد يؤدي إلى انجرار المنطقة بأسرها إلى صراع إقليمي لا تحمد عقباه، مؤكدًا على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي، لمسؤولياته في تنفيذ قراراته الخاصة بالنزاع العربي - الإسرائيلي. ووفقًا للتقارير الأخيرة، ارتفعت حصيلة الضحايا في غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف جريح.

 كما شهدت لبنان سقوط أكثر من 3 آلاف قتيل ونحو 13 ألف جريح جراء العدوان الإسرائيلي. في ظل هذه الأرقام الصادمة، تأتي القمة العربية - الإسلامية كمحاولة عاجلة لاتخاذ ما يلزم من تدابير لحماية المدنيين وتجنب اتساع رقعة الحرب.

تقييم إنجازات القمة السابقة وتحديد خطط المستقبل

من المتوقع أن تشهد قمة الرياض تقييمًا شاملاً لمخرجات القمة العربية - الإسلامية السابقة، بما يشمل استعراض الخطوات والإجراءات المتخذة منذ ذلك الحين لوقف العدوان الإسرائيلي، وكذلك بحث الحرب الدائرة في لبنان، وذلك وفقًا للبيان السعودي الداعي إلى القمة. يتطلع القادة إلى توجيه الدعوات والمطالبات الحاسمة للمجتمع الدولي، بهدف إيقاف العمليات العسكرية وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين. 

كما ستركز القمة على تعزيز دور الدول العربية والإسلامية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تعزيز المساعي لحشد التأييد الدولي لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة. ستسعى القمة إلى تطوير آليات جديدة للتعاون الإسلامي العربي في مواجهة التحديات المشتركة، وتدعيم الجهود المشتركة للتأثير على القرارات الدولية ذات الصلة بقضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني.

search