وزارة البيئة المصرية تحقق إنجازًا عالميًا بفوزها بجائزة "Esri SAG Award 2024"

 تسلمت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، جائزة التميز الدولية في نظم المعلومات الجغرافية "SAG Award" من شركة "إيزري" العالمية، وذلك تقديرًا للجهود الكبيرة التي بذلتها الوزارة في حماية الموارد البيئية وضمان استدامة التنوع البيولوجي باستخدام أحدث وسائل الرقمنة والتقنيات الجغرافية المتقدمة. 

وتم منح الجائزة خلال الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر إيزري السنوي بمدينة سان دييغو في الولايات المتحدة، والذي يعد أحد أكبر المؤتمرات العالمية في هذا المجال.

التكريم العالمي ودوره في تعزيز المكانة البيئية لمصر

جاء فوز وزارة البيئة المصرية بهذه الجائزة بعد تفوقها على العديد من الجهات والمؤسسات المشاركة من جميع أنحاء العالم، مما يعكس حجم الإنجاز الذي حققته الوزارة في مسيرتها نحو التحول الرقمي البيئي. وتعتبر هذه الجائزة تكريمًا هامًا يعكس جهود مصر في الحفاظ على البيئة وتطوير السياسات البيئية بما يتوافق مع توجهات الدولة المصرية الحديثة نحو الرقمنة وتوظيف التكنولوجيا في حماية الطبيعة.

وأوضحت وزيرة البيئة أن هذا التكريم يعكس صحة المسار الذي اختارته الوزارة وتأكيدًا على فاعلية الاستراتيجية التي تنتهجها الوزارة في الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة، بما يسهم في دعم حماية الموارد البيئية ورفع كفاءة أنظمة الرصد البيئي في مصر. 

وأضافت الوزيرة أن التحول الرقمي أصبح أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها الدولة المصرية في مختلف القطاعات، وأنه يعزز قدرة مصر على مواجهة التحديات البيئية المتزايدة.

مشروع "حوكمة منظومة الرصد والتوثيق البيئي": نقلة نوعية في حماية التنوع البيولوجي

كانت الجائزة التي تسلمتها وزارة البيئة تتويجًا لمشروع "حوكمة منظومة الرصد والتوثيق البيئي"، والذي يُعد أحد أهم مشاريع الوزارة لحماية وإدارة التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية المصرية. هذا المشروع، الذي نفذته إحدى الشركات الوطنية المصرية لصالح جهاز شؤون البيئة، يعكس التزام الوزارة باستخدام التقنيات الحديثة لتحقيق استدامة التنوع البيولوجي وضمان حمايته للأجيال القادمة. من خلال هذا المشروع، تسعى الوزارة إلى توثيق ورصد الموارد البيئية بشكل دقيق ومستمر، مما يوفر بيانات محدثة تساعد في اتخاذ القرارات البيئية بشكل فعال ومستدام.

وأضافت وزيرة البيئة أن المشروع يعتمد على نظم الرصد اللحظي التي تراقب مختلف المكونات البيئية، بما في ذلك الهواء والمياه، كما تم تطوير منظومة متصلة بشبكة الانبعاثات الصناعية لرصد الانبعاثات البيئية الصادرة من المصانع. 

وساعد هذا الربط الإلكتروني في تسهيل مراقبة الانبعاثات بشكل فوري، وتطوير منظومة بيئية قائمة على البيانات الرقمية مما يسهم في تحسين صناعة القرار البيئي.

 تعزيز الخدمات البيئية ورفع كفاءة العمل الحكومي

عملت وزارة البيئة المصرية على تطوير العديد من الخدمات الإلكترونية التي تسهل تقديم الخدمات البيئية للمواطنين والشركات، مما يعكس حرص الوزارة على تبسيط إجراءات التواصل وتقديم الخدمات بشكل فعال. 

على سبيل المثال، تم تفعيل منظومة الشكاوى الحكومية، التي تسهل استقبال شكاوى المواطنين فيما يتعلق بالمشكلات البيئية وتوجيهها بسرعة للجهات المختصة.

كذلك قامت الوزارة بتطوير نظام رقمي لإصدار الموافقات البيئية للشركات، مما يسهل على المستثمرين الحصول على الموافقات المطلوبة بسرعة وسهولة، ويعزز التنسيق بين الجهات المعنية المختلفة.

 إضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة حاليًا على رقمنة منظومة دراسات تقييم الأثر البيئي، بما يشمل الربط الإلكتروني مع هيئة التنمية الصناعية، وهو ما يسهم في تيسير إجراءات الموافقات البيئية وتوفير الوقت والجهد على المستثمرين.

أداة استراتيجية لدعم التخطيط المستقبلي

أحد المشاريع المهمة التي أطلقتها وزارة البيئة مؤخرًا هو تطبيق "الخريطة التفاعلية لمخاطر التغيرات المناخية" في مصر، والذي يعد أداة استراتيجية حيوية للتخطيط التنموي ودعم القرارات الحكومية. يقدم هذا التطبيق تنبؤات بالتهديدات المناخية التي قد تواجهها مصر حتى عام 2100، حيث يتيح للمخططين والمسؤولين رؤية متقدمة حول التهديدات المناخية المتوقعة في مناطق مختلفة من البلاد. ويعتبر هذا التطبيق من الأدوات الرئيسية التي تساعد الحكومة المصرية على تحديد الأولويات التنموية في المناطق التي تواجه تحديات بيئية. كما تسعى الوزارة إلى استخدام هذا التطبيق في رصد البيئة البحرية بمحافظة البحر الأحمر، خاصة مع التأثيرات المناخية التي تهدد الشعاب المرجانية في تلك المنطقة، مما يساهم في التخطيط المستدام وإدارة الموارد البحرية.

أطلس المدن المصرية المستدامة: نحو تنمية حضرية مرنة ومستدامة

في خطوة تعكس حرص الوزارة على تعزيز التنمية الحضرية المستدامة، أطلقت وزارة البيئة مبادرة "أطلس المدن المصرية المستدامة" بالتعاون مع البنك الدولي، والتي تهدف إلى تحقيق تنمية حضرية قائمة على استدامة الموارد البيئية. 

وتم الإعلان عن المرحلة الأولى من هذه المبادرة ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي في القاهرة، حيث يسهم الأطلس في تقييم استخدامات الموارد الطبيعية وتحديد مدى توازنها وتقديم حلول تنموية تتناسب مع طبيعة كل منطقة.

يبرز "أطلس المدن المصرية المستدامة" التزام مصر بالتنمية الحضرية المستدامة ومواجهة التحديات المناخية، حيث يمثل هذا المشروع خطوة هامة نحو تعزيز الحوكمة البيئية. 

وتعمل المبادرة على ربط الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتطوير إطار عمل تشاركي بين الوزارات المعنية والمراكز البحثية، مما يعزز من قدرة مصر على تلبية متطلبات التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030.

رسائل شكر وتقدير ووعود بمزيد من الإنجازات

في ختام الحفل، عبرت الدكتورة ياسمين فؤاد عن شكرها وامتنانها لكافة الشركاء الذين ساهموا في إنجاز هذه التطبيقات البيئية الرائدة، بما في ذلك شركة "إيزري" وشركة "ستراتجيزت مصر"، وفرق العمل بوزارة البيئة، وخصت بالشكر فريق التحول الرقمي من قطاع حماية الطبيعة والإدارة المركزية للمعلومات. وأكدت على أهمية استمرارية العمل الدؤوب لتحقيق أهداف الوزارة في حماية البيئة ودعم التنمية المستدامة، مشيرة إلى تطلع الوزارة لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.

وأضافت الوزيرة أن التحول الرقمي هو الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها العالم اليوم لتحقيق تقدم سريع وفعال، حيث أسهمت التقنيات الحديثة في دعم التخطيط البيئي وإدارة المخاطر البيئية واتخاذ القرار بشكل دقيق.

 وأشادت بالتطور الذي شهدته نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن الوزارة ستواصل جهودها لتعزيز الرقمنة البيئية بما يسهم في تحسين جودة الحياة وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

تصريحات الرئيس التنفيذى لشركة "إزري" شمال أفريقيا

صرّح المهندس حاسم حميدة، الرئيس التنفيذي لشركة "إزري" شمال أفريقيا، أن اختيار المشروعات الفائزة بجائزة "Esri SAG" يتم من قِبَل لجنة مختصة يرأسها مؤسس الشركة جاك دانجرموند، ويُعلن عن الفائزين خلال مؤتمر إزري العالمي السنوي في سان دييغو، الولايات المتحدة، الذي يعدّ أكبر حدث عالمي لنظم المعلومات الجغرافية (GIS).

 وأشار إلى أن فوز وزارة البيئة المصرية بهذه الجائزة يعدّ إنجازًا يعكس دورها في حماية التنوع البيولوجي، وهو خطوة مهمة في سياق الجهود العالمية لمكافحة التغيرات المناخية.

وأكد حميدة أن الوزارة قدّمت نموذجًا رائدًا باستخدام تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد للمحافظة على التنوع البيولوجي في المحميات الطبيعية المصرية، مما يعزز الاستدامة البيئية للأجيال المقبلة.

 وتابع أن شركة "إزري"، الرائدة في برامج نظم المعلومات الجغرافية والموقع ورسم الخرائط منذ 1969، تدعم عملاءها حول العالم عبر تقنيات متقدمة لتحسين النتائج التشغيلية والتحول الرقمي.

واختتمت الاحتفالية بعرض مشروع التحول الرقمي لحوكمة عمليات الرصد والتوثيق البيئي وفق رؤية مصر 2030، مع استعراض أحدث التطبيقات والتوجهات المستقبلية لحماية البيئة.

إقرأ أيضًا:

وزيرة البيئة: "شرم الشيخ الخضراء" نموذج عملى للتنمية الحضرية المستدامة

وزيرة البيئة: دمج قضايا المناخ فى إعادة تأهيل المناطق الحضرية

وزيرة البيئة المصرية تناقش سبل تعزيز تمويل التكيف للمدن الأفريقية