الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

10:00 م

سامية فاروق: مصطفى فهمي.. قصة حياة حافلة بالفن والأصالة

الإثنين، 04 نوفمبر 2024 06:18 م

سامية فاروق

سامية فاروق

رحل الفنان الكبير مصطفى فهمي عن عالمنا تاركاً فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه وعائلته الفنية، وخاصة شقيقه الفنان حسين فهمي. فالعلاقة التي جمعت الشقيقين كانت أكثر من مجرد علاقة أخوية، بل كانت شراكة فنية وأنسًا ودفئًا في الحياة.
ولد مصطفى فهمي في أسرة أرستقراطية ذات أصول شركسية، كان جده محمد باشا فهمي رئيسًا لمجلس الشورى، ووالده محمود باشا فهمي، 
وجدته أمينة هانم المانسترلي صاحبة استراحة المانسترلي الشهيرة. الخلفية الأرستقراطية تركت أثرًا واضحًا على شخصيته الفنان الراحل مصطفى فهمي وعلي أدائه الفني، الذي تميز بأداء الأدوار الكلاسيكية والأرستقراطية ببراعة،  وكانت أناقته علامة فارقة في السينما المصرية. 
بعد تخرج مصطفي من معهد السينما، بدأ مشواره الفني كمساعد مخرج، قبل أن يكتشف موهبته التمثيلية ويقدم العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي نالت إعجاب الجمهور، تضمنت الأعمال الرومانسية والسياسية والوطنية ورجل الأعمال وغير ذلك من الأعمال المتميزة. وعلي الرغم من موهبته الكبيرة وأدائه المتميز، إلا أنه تعرض للظلم الفني،  فأدواره لم تعطِه الفرصة الكاملة لإظهار إمكانياته التمثيلية، ولم يكون محظوظاً في إبرازه وشهرته .

تزوج فهمي ثلاث مرات أُولاها من امرأة إيطالية، وأنجب منها  عمر ودينا، وتزوج من الفنانة رانيا فريد شوقي، عام 2007 طلاقها في 2012، وفي عام 2015 تزوج من الإعلامية اللبنانية فاتن موسى و طلاقها في عام 2021.

العلاقة بين مصطفى وحسين فهمي علاقة خاصة جدًا، فقد نشأ الشقيقان معًا وتعلقا بالفن منذ الصغر. وعلى الرغم من اختلاف شخصياتهما، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود رابطة قوية تجمعهما، حيث كانا يشاركان في العديد من الأعمال الفنية سوياً، وكانا دائمًا يدعمان بعضهما البعض.

لم يكن مصطفى فهمي مجرد فنان موهوب، بل كان إنسانًا طيب القلب ومتواضعًا، يتمتع بروح الدعابة وحب الحياة. كان يحظى بتقدير واحترام الجميع بفضل شخصيته المحببة وأخلاقه العالية. ترك مصطفى فهمي إرثًا فنيًا غنيًا، حيث قدم العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية التي حفرت في ذاكرة الجمهور. تميزت أعماله بالتنوع، حيث قدم أدوارًا مختلفة ومتنوعة، مما أظهر براعته التمثيلية وقدرته على تجسيد الشخصيات بواقعية.
الرحيل المفاجئ:
رحل مصطفى فهمي عن عالمنا بعد صراع مع المرض، تاركًا حزنًا كبيرًا في قلوب محبيه وعائلته. وقد نعى الفنانون والنقاد رحيله، مشيدين بمسيرته الفنية وإنسانيته. وكان رحيل مصطفى فهمي صدمة كبيرة لحسين فهمي، حيث فقد شقيقه وصديقه المقرب. وقد ظهر الحزن على ملامح حسين فهمي خلال تشييع جنازة شقيقه، مما يؤكد عمق العلاقة التي كانت تجمعهما. على الرغم من رحيل مصطفى فهمي، إلا أن إرثه الفني والإنساني سيظل خالداً. فسيظل الجمهور يتذكر أدواره المميزة وأناقته الفائقة، وستظل عائلته تتذكره بحب وإعجاب.

رحيل مصطفى فهمي هو خسارة كبيرة للفن المصري، ولكن إرثه الفني والإنساني سيظل حياً في قلوب محبيه. وسنظل نتذكر هذا الفنان الكبير بفضل أدواره المميزة وشخصيته المحببة.

search