الأحد، 22 ديسمبر 2024

05:34 ص

وزير الرى: مصر من أكثر دول العالم جفافًا

الإثنين، 04 نوفمبر 2024 11:49 ص

باسم ياسر

مشاركة وزير الرى فى منتدى مشغلى المياه

مشاركة وزير الرى فى منتدى مشغلى المياه

أكد الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى على ضرورة تحسين الخدمات المرتبطة بالمياه عالميًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، في الملتقى الخامس عشر للتحالف العالمي لشراكات مشغلي المياه (UN GWOPA)، التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.

تناول وزير الموارد المائية والرى في كلمته عدة محاور رئيسية تعكس رؤية مصر الطموحة وتوجهاتها الإستراتيجية في إدارة الموارد المائية، بدءًا من رؤية مصر 2030 ووصولاً إلى دعم الدول الإفريقية، وإطلاق المبادرات العالمية مثل "مبادرة AWARE" لتعزيز التعاون الدولي في مجال المياه والتكيف المناخي.

تحديات المياه في مصر: إدارة موارد محدودة بكفاءة عالية

افتتح وزير الموارد المائية والرى حديثه بتسليط الضوء على التحديات التي تواجه قطاع المياه في مصر، من ندرة المياه وتغير المناخ، إلى الاعتماد شبه الكامل على نهر النيل كمصدر رئيسي لتلبية الاحتياجات المائية. وقال الوزير: “إن مصر تعد واحدة من أكثر دول العالم جفافاً، وتعتمد بنسبة كبيرة على نهر النيل الذي يُمثل 75% من احتياجات البلاد المائية”، وأكد أن هناك عجزًا في تلبية الاحتياجات المائية بنحو 50%، ما يتطلب تطوير حلول مبتكرة ومستدامة.

رؤية مصر 2030 ترتكز على إدارة فعالة للموارد المائية، من خلال تبني استراتيجيات تهدف إلى تحقيق الاستخدام الرشيد للمياه. 

وأوضح الوزير أن مصر تعتمد على العديد من المبادئ التي تضمن تحقيق التنمية المستدامة، بما يشمل تعزيز الاعتماد على مصادر المياه غير التقليدية ومعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها.

إنجازات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة": تحسين الخدمات المائية في الريف

سلط وزير الموارد المائية والرى الضوء على مساهمة وزارة الموارد المائية والري في المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، والتي تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة في الريف المصري من خلال تعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية. 

وشملت مساهمة الوزارة في هذه المبادرة عدة مشاريع بارزة، مثل تأهيل الترع وحماية المجتمعات من أخطار السيول وتشغيل الآبار بالطاقة الشمسية.

ومن بين إنجازات المبادرة، تأهيل حوالي 3280 كيلومترًا من الترع حتى الآن، وتستمر الأعمال لتغطية المزيد من المساحات. وأشار الوزير إلى تنفيذ ستة مشاريع للحماية من السيول في محافظات مثل المنيا وأسوان والجيزة، وتشغيل ثمانية آبار بالطاقة الشمسية في منطقة الفرافرة بالوادي الجديد. كما تم تخصيص قطع أراضٍ بمساحة تزيد عن 4 ملايين متر مربع لتنفيذ 188 مشروع خدمي تشمل محطات رفع مياه وصرف صحي، ومدارس، ووحدات صحية.

استراتيجية متقدمة لإدارة المياه: التركيز على الابتكار والتكنولوجيا

تحدث وزير الموارد المائية والرى عن استراتيجية وزارة الموارد المائية والري التي تعتمد على تعزيز الاستفادة من الموارد المائية المتجددة، مع التركيز على تطوير مصادر المياه غير التقليدية مثل معالجة وإعادة استخدام مياه الصرف. 

وقال الوزير: "إن الوزارة توسعت في معالجة وإعادة استخدام المياه لتضيف حوالي 21 مليار متر مكعب من المياه غير التقليدية، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 26 مليار متر مكعب خلال العامين المقبلين".

وتبنت الوزارة أيضًا تقنيات حديثة تشمل الذكاء الاصطناعي وحوكمة المياه، بهدف تحسين الكفاءة وتقليل تكلفة تحلية المياه. ويأتي ذلك ضمن إطار الجيل الثاني من منظومة الري 2.0، والتي تهدف إلى تحسين جودة الري وضمان توافر المياه للزراعة، ما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي بمصر.

الترابط بين المياه والغذاء والطاقة: نهج متكامل لمواجهة التحديات

أكد وزير الموارد المائية والرى على أهمية مفهوم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة، الذي يعتبر ضروريًا لتحقيق التنمية المستدامة في مصر. وقد أطلقت مصر خلال مؤتمر COP27 المنصة الوطنية للترابط بين المياه والغذاء والطاقة (نوفى)، للاستفادة من الشراكات الدولية في تمويل مشاريع متعلقة بالمناخ. وذكر الوزير أن الوزارة تدرس حاليًا إنشاء وحدة لتعزيز مفاهيم هذا النهج (WEFE NEXUS)، والذي يعزز التكامل بين المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية.

ويعكس هذا النهج توجهات مصر في تبني استراتيجيات مبتكرة وشاملة لمواجهة التحديات المناخية، حيث يمثل الترابط بين المياه والطاقة والغذاء أساسًا قويًا لدعم النمو المستدام وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان.

مبادرة AWARE ودور مصر في دعم الدول الإفريقية

وأشار وزير الموارد المائية والرى إلى مبادرة AWARE التي أطلقتها مصر خلال مؤتمر COP27، وتهدف لدعم الدول الإفريقية والنامية من خلال توفير التمويلات لتنفيذ مشاريع التكيف مع تغير المناخ. وقد شهدت المبادرة إقبالاً كبيرًا، حيث انضمت إليها حتى الآن 30 دولة. وأوضح الوزير أن المبادرة تتيح للدول النامية تمويلات لتنفيذ مشاريع بنية تحتية وتطوير قدراتها للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

وأضاف وزير الموارد المائية والرى أن البنك الدولي يقدر العجز في البنية التحتية للمياه في إفريقيا بما يتراوح بين 43 إلى 53 مليار دولار سنويًا، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام تحقيق الأمن المائي في القارة. وخلال رئاسة مصر لمجلس وزراء المياه الأفارقة (الأمكاو)، عملت على تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية وتقديم خبراتها لتطوير القدرات المحلية، من خلال مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA).

دور مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي (PACWA) في تعزيز القدرات الإفريقية

أوضح وزير الموارد المائية والرى أن مركز (PACWA) الذي أنشأته مصر يلعب دورًا محوريًا في تدريب وتطوير الكوادر الإفريقية في مجالي المياه والمناخ، حيث يقدم دورات تدريبية مكثفة تهدف إلى بناء القدرات وتطوير المهارات العملية. 

وأظهرت مصر التزامها تجاه دعم الدول الإفريقية من خلال تنظيم دورات تدريبية تستهدف تعزيز المعرفة ونقل الخبرات المصرية في إدارة المياه والتكيف المناخي.

وأكد وزير الموارد المائية والرى أن دعم الدول الإفريقية هو جزء من مسؤولية مصر تجاه القارة، مشيرًا إلى أهمية تبادل المعرفة والخبرات لتحسين مستوى الخدمات المائية وتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا.

التطلع للمستقبل: خطوات مصرية ثابتة نحو تحقيق الأمن المائي

يُعد خطاب وزير الموارد المائية والرى في ملتقى التحالف العالمي لشراكات مشغلي المياه دليلاً على توجه مصر الجاد نحو تحقيق الأمن المائي وتطوير قدراتها في إدارة الموارد المائية. وأكد الوزير أن وزارة الموارد المائية والري ملتزمة بتعزيز الابتكار وتبني التكنولوجيا الحديثة لمواجهة التحديات المائية في مصر.

تستمر مصر في سعيها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر إدارة مواردها بكفاءة عالية، وتطبيق مفاهيم الترابط بين المياه والغذاء والطاقة، وتعزيز التعاون الدولي من خلال مبادرات مثل AWARE، ودعم الجهود الإفريقية لتحقيق استدامة المياه.

search