د. منى طه عبد العليم تكتب: ماذا لو كسبت كاملا هاريس؟!
الأحد، 03 نوفمبر 2024 11:10 ص
دكتورة منى طه عبد العليم
حاليا تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي بدأت منذ شهرين، وسيكون يوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر الجاري هو اليوم الحاسم والنهائي للإدلاء بالأصوات. حتى هذه اللحظة أدلى ما يقرب من 55 مليون أمريكي بأصواتهم. حيث تمر الانتخابات الرئاسية الأمريكية بمرحلة المخاض وتعلو في الأفق بوادر أزمات وتحديات جمة.
تقارب الأصوات لكل المرشحين
عدد الولايات الأمريكية هي 50 ولاية، ومعظم هذه الولايات معروف ولائها مسبقا سواء للحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسة حاليا الرئيس الأسبق دونالد ترامب، أو ولائها للحزب الديمقراطي ومرشحته للرئاسة الحالية كاملا هاريس. ومثل تلك الولايات المعروف ولائها مسبقا لا تمثل مشكلة بالنسبة للمرشحين، إنما المشكلة الحقيقية تكمن في الولايات المتأرجحة، وهي الولايات التي يتأرجح صوتها ما بين ترامب أو هاريس، وتتمثل في سبع ولايات هي نيفادا وأريزونا وجورجيا وكارولينا الشمالية ووسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا. أصوات هذه الولايات مؤثر للغاية، وحاسم في اختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة. ولذا يبذل كل من المرشحين جهدا مضاعفا في محاولة التأثير على الناخبين، ويتبعهم الداعمون من خلال حملات شرسة وانفاق الملايين من الدولارات في الدعاية والسفر والمقابلات وطرق الأبواب. تمثل هذه الولايات المتأرجحة حتى الآن مشكلة، حيث التقارب الشديد في الأصوات وغير المسبوق في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية ما بين ترامب وهاريس.
شطط المرشح الجمهوري
كيف وصل ترامب إلى الترشح لرئاسة الانتخابات الأمريكية؟ سؤال لا أجد إجابة عليه. حتى بالحديث مع أصدقاء وأساتذة أمريكيين لي هنا في ولاية كاليفورنيا حيث أتواجد حاليا، لم أجد إجابة واضحة، بل في الواقع هم أنفسهم لا يعرفون! وللتوضيح، فأن على ترامب قضايا واتهامات كفيلة بإدخاله السجن فورا؛ من تحريض على مهاجمة الكونجرس وأعمال الشغب والاعتداءت التي حدثت بالفعل عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020 والتي فاز بها الرئيس جو بايدن. ثم قضايا أخلاقية خطيرة تتعلق بالتحرش والاعتداءات الجسدية على آخرين. ناهيك عن قضايا تتعلق بمجالات عمله من عقارات وأمور مالية واتهامات بالعنصرية وغيرهما. وياللعجب! هو أول مرشح رئاسي أمريكي يكون مدانا وثبتت ضده إدانات وملاحقات قضائية!
إضافة إلى طبيعته الشرسة، وهجومه الحاد على كل خصومه السياسيين، فهو لا يتورع عن التهديد والوعيد بأنه لن يقبل بأي نتيجة للانتخابات غير أنه الفائز! هو يعلم أنه إن لم يفز برئاسة أمريكا فالسجن من وارئه ينتظره. وفقا لاستاذتي في جامعات أريزونا وواشنطن بروفيسورة فيرن تيجر، أستاذة السياسات العامة والتواصل وحشد الآراء!
معضلة المجمع الانتخابي
الانتخابات في الولايات المتحدة معقدة بأكثر مما نتصور بكثير. هي ليست فقط نتائج التصويت في الانتخابات العامة لاختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة، ولكن يجب أيضا أن يحظى المرشح الفائز بتأييد وتصويت المجمع الانتخابي.
والمجمع الانتخابي هذا حكاية في حد ذاته. ووفقا لبعض الأصدقاء الأمريكيين فإن وجود المجمع الانتخابي يرجع إلى الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، والذين شرعوا لها نظامها الديمقراطي وحق الانتخاب والتصويت. ولكن لأن الآباء المؤسسين كانوا من الصفوة وعلية القوم وآثرياء أمريكا وقتها، فخشوا من صوت الأغلبية أن يكون مضللا وليس في محله، ولذلك ابتدعوا ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي" والذي إن لم يصوت بالإيجاب للمرشح لم يكن هو الفائز حتى لو فاز في الانتخابات العامة بأعلى الأصوات! ولعل هذا ما حدث بالفعل مع هيلاري كلينتون والتي فازت جماهيريا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 على دونالد ترامب، ولكن جاءت كلمة المجمع الانتخابي لصالح ترامب!
ولكن.. ماذا لو فازت كاملا هاريس ؟!
أن تفوز كاملا هاريس، فهذا أمر في حد ذاته ليس غريبا أو مفاجئ، فالانتخابات مازالت ما بين فوز لطرف وخسارة لطرف آخر، من هو الفائز؟ ومن هو الخاسر؟ لا أحد يعلم! السؤال المحير هنا والملح ماذا لو فازت كاملا هاريس واعترض ترامب؟ ومتوقع جدا أن يرفض النتيجة حينئذ ويعترض؟! ليت الأمر يتوقف على اعتراض (مهذب) دون عنف أو شغب. لكن توقع الشغب أمر لا مفر منه. هل يتوقف الأمر عند هذا الحد؟ لا. فترامب يجهز منذ وقت طويل مضى جيشا من المحاميين المستعدين بملفات معدة مسبقة للاعتراض على نتيجة الانتخابات، في حالة هزيمته، متهمين أياها بأنها نتيجة مزيفة. أي لو فاز فالنتيجة صواب ولو خسر فالنتيجة مزيفة!. وأول تشكيك في النتيجة سيكون موجها إلى وجود أصوات مهاجريين غير شرعيين صوتوا لصالح كاملا هاريس دون حق في التصويت. وسيتم رفع القضية إلى المحكمة الدستورية العليا، وهنا يزداد التكهن بضعف موقف كاملا هاريس حيث أن هناك عدة قضاة ولائهم للحزب الجمهوري.
معضلة من سيوقع على حسن سير العملية الانتخابية
للاعتراف بنتيجة الانتخابات الأمريكية وقبولها، فإن على نائب الرئيس الأمريكي الحالي مراجعة سير الانتخابات، والتوقيع بأنها كانت سلمية والنتيجة مقبولة. في حالة الانتخابات الحالية فإن كاملا هاريس وهي نائبة الرئيس الأمريكي الحالي هي نفسها المرشحة للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، وبالتالي لن تكون هي المخول لها حق التوقيع. وفي هذه الحالة يتحول حق مراجعة الاجراءات الانتخابية والتوقيع على حسن سيرها إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي. وياللهول!.. هنا تكمن حقا معضلة أن رئيس مجلس النواب وهو مايك جونسون أهو أحد صقور ومدعمي الحزب الجمهوري والذي يؤمن مثله مثل ترامب بأن جو بايدن لم يفز حقا في انتخابات 2020م، والفائز الحقيقي كان مفترض أن يكون دونالد ترامب!
بقي السؤال الذي لا نعرف أجابة صريحة حالية، إلى أين تسير نتائج الانتخابات الأمريكية؟ ومن سيفوز؟ لعل الأيام القليلة القادمة وخاصة يوم الثلاثاء 5 نوفمبر سيخبرنا بالكثير!
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
أسعار الذهب اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024.. انخفاض ملحوظ في عيار 21
22 ديسمبر 2024 01:37 ص
سعر الدولار اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024 وفق أحدث البيانات
22 ديسمبر 2024 01:13 ص
استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 21 ديسمبر 2024: تفاصيل الأسعار في البنوك
21 ديسمبر 2024 12:29 م
أسعار الجنيه الإسترليني مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 21 ديسمبر 2024
21 ديسمبر 2024 12:18 م
أسعار الدينار الكويتي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 21 ديسمبر 2024
21 ديسمبر 2024 12:14 م
أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 21 ديسمبر 2024
21 ديسمبر 2024 12:11 م
الأكثر قراءة
مواقيت الصلاة
-
الفجر
05:14 AM
-
الشروق
06:47 AM
-
الظهر
11:53 AM
-
العصر
02:41 PM
-
المغرب
05:00 PM
-
العشاء
06:23 PM
أكثر الكلمات انتشاراً