السبت، 02 نوفمبر 2024

09:28 م

إسرائيل تختطف مسؤولًا بحريًا بحزب الله فى عملية نفذها الكوماندوز

السبت، 02 نوفمبر 2024 04:56 م

باسم ياسر

المواطن اللبنانى المختطف

المواطن اللبنانى المختطف

 أعلنت مصادر لبنانية اختطاف مواطن يدعى عماد فاضل أمهز يرتبط اسمه بحزب الله، فى عملية إنزال نفذتها قوات كوماندوز إسرائيلية فى منطقة البترون شمال لبنان.

تمت العملية فجر يوم الجمعة، حيث نجحت وحدة الكوماندوز في اقتياد أمهز من مكان إقامته على الشاطئ، ثم انسحبت فوراً إلى البحر. 

ووفقاً لمصادر أمنية لبنانية، تمت العملية بسرعة ودقة، ما أثار تساؤلات واسعة حول الاستراتيجية الإسرائيلية في لبنان، خصوصًا بعد بدء الحرب الأخيرة.

عملية جريئة وأهداف دقيقة

حسبما أفاد مصدر أمني لبنانى، جرى الإنزال في منطقة حساسة، حيث كان أمهز يدرس العلوم البحرية بهدف الحصول على شهادة تؤهله كقبطان، مما أثار التكهنات حول دوره في هيكلية حزب الله. 

ومع أن المصادر لم تؤكد موقعه التنظيمي في الحزب، إلا أن هناك شكوكًا قوية بأن له صلة بالوحدة البحرية للحزب، ما قد يفسر دقة العملية واستهدافها لشخصية بارزة في هذا السياق.

تفاصيل عملية الإنزال

كشفت المصادر اللبنانية أن العملية نُفذت بواسطة قوة من 25 شخصاً، حيث ارتدى بعضهم ملابس مدنية وآخرون أقنعة وأسلحة ثقيلة، واستغلوا ظلام الفجر لتنفيذ المهمة. 

وصل أفراد القوة إلى منطقة الشاليهات الواقعة على بعد أمتار قليلة من الشاطئ، حيث أوقفوا مالك المكان وأمروه بالعودة إلى غرفته، مما يوحي بوجود تخطيط محكم لتجنب جذب الانتباه، بعد ذلك، توجهوا مباشرة إلى غرفة أمهز وقاموا باختطافه بسرعة قبل أن يغادروا المنطقة باتجاه البحر عبر زوارق سريعة.

ردود الأفعال اللبنانية والدولية

لم تُصدر قيادة حزب الله أي بيان رسمي حول الحادث، ولم تتجاوب مع الاستفسارات التي قدمتها الأجهزة الأمنية اللبنانية للتأكد من ارتباط أمهز بالحزب. بالمقابل، أكد وزير الأشغال اللبناني علي حمية أن أمهز هو قبطان بحري في السفن المدنية ويتلقى تعليمه في معهد مدني، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية اللبنانية بدأت تحقيقاتها في الحادث. من جهتها، أكدت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان "اليونيفيل" أنها لم تشارك في تسهيل أي نشاطات تنتهك السيادة اللبنانية.

التداعيات المحتملة للعملية

وصف إعلام مقرب من حزب الله الحادثة بأنها "خطيرة" وتحمل دلالات واضحة على استمرار إسرائيل في استهداف ما تعتبره تهديدات أمنية من جانب حزب الله، خاصة في ظل التصعيد العسكري القائم. 

أشار إعلاميون إلى أن العملية نُفذت على يد وحدة خاصة إسرائيلية يُرجح أنها تنتمي إلى إحدى الوحدات البحرية المتخصصة مثل "شيطت 13" أو "سيريت متكال"، مما يعكس الأهمية التي توليها إسرائيل لهذه العملية، في سياق استهداف الكوادر البارزة لحزب الله.

سياق تاريخي للعمليات الإسرائيلية في المنطقة

تُعد منطقة البترون شمال لبنان منطقة حساسة من الناحية الأمنية، إذ سبق أن رصدت السلطات اللبنانية نشاطات غير قانونية قد تكون مرتبطة بإسرائيل، تشمل لقاءات سرية يُعتقد أنها كانت تُجرى بين إسرائيليين وعملائهم قبل تصاعد التوترات الحالية، وأضافت هذه العملية بعداً جديداً للمخاطر الأمنية في المنطقة، خصوصاً مع تنامي التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وتزايد الضغوط على الساحة اللبنانية.

ردود أفعال وتحليلات

وصف مراسل لموقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن اسمه، أن عملية الاختطاف استهدفت "عضواً بارزاً في القوة البحرية لحزب الله". فيما تداول الإعلام اللبناني مشاهد فيديو تُظهر لحظات انسحاب القوة الإسرائيلية من الشاليه البحري، حيث بدا جنود القوة وهم يسحبون شخصاً من الموقع، ويتجهون به إلى زوارقهم في عرض البحر.

ويبقى اختطاف عماد أمهز مسألة مثيرة للجدل وقد تحمل تداعيات واسعة على المستوى الأمني والسياسي، ليس فقط على الصعيد اللبناني بل في المنطقة بأكملها.

search