السبت، 02 نوفمبر 2024

05:28 م

وزيرة البيئة: نقص التمويل يهدد التنوع البيولوجى فى العالم

السبت، 02 نوفمبر 2024 11:33 ص

باسم ياسر

وزيرة البيئة فى كولومبيا

وزيرة البيئة فى كولومبيا

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن نقص التمويل يهدد التنوع البيولوجى فى العالم، ودعت إلى تحفيز جهود توفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنوع البيولوجى.

إطلاق صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي: خطوة نحو استدامة التمويل البيئي

جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، في فعاليات المؤتمر السادس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP16) بكولومبيا، وذلك في حدث جانبي هام تحت عنوان "صندوق كونمينغ للتنوع البيولوجي - إطلاق الدعوة لتقديم مقترحات المشروعات". 

يهدف الحدث، الذي نظمته وزارة البيئة الصينية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى دعم إطلاق أولى حزم المشروعات التحفيزية الممولة من الصندوق، وفتح المجال للدول لتقديم مقترحات جديدة للمشروعات التي تدعم الحفاظ على التنوع البيولوجي.

وفي هذا السياق، أكدت الوزيرة فؤاد على أهمية الإعلان عن أول حزمة من المشروعات، مشيرةً إلى أن الصندوق يعتبر خطوة جادة لدفع عجلة تنفيذ "إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي" وتحقيق الأهداف المرتبطة به. 

وقد تأسس هذا الصندوق بدعم مالي أولي من الصين بقيمة 1.5 مليار يوان (ما يعادل حوالي 220 مليون دولار أمريكي) ليكون داعمًا للدول النامية في تسريع مسيرة الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز نهج مستدام وشامل لتحقيق هذه الأهداف.

أهمية صندوق كونمينغ في دعم تنفيذ الأهداف العالمية

خلال كلمتها في الحدث، أوضحت وزيرة البيئة أن صندوق كونمينغ يُعد بمثابة أداة حيوية تسعى إلى توفير التمويل اللازم للدول النامية، التي تحتاج إلى دعم مادي وتقني لتنفيذ خططها الوطنية للتنوع البيولوجي. 

وبحسب الوزيرة، فإن الصندوق يعزز من قدرة الدول على الحفاظ على التنوع البيولوجي ويعمل كعامل محفز لتعبئة المزيد من الموارد، مما يجعله مكونًا رئيسيًا في الجهود العالمية لمكافحة تدهور البيئة وضمان استدامتها.

وقد عبرت الوزيرة عن تقديرها للدور المحوري الذي يلعبه الصندوق في دعم تحقيق الأهداف البيئية العالمية، مؤكدةً أن إطلاق أول حزمة من المشروعات يأتي تلبيةً للوعود التي تم الاتفاق عليها سابقًا في مؤتمر التنوع البيولوجي COP15.

 وشددت على التزام مصر بدعم هذا المسار عبر المشاركة في مجلس إدارة الصندوق، إلى جانب دول أخرى مثل كمبوديا وكولومبيا وصندوق البيئة العالمي، بما يضمن استمرار تفعيل التعاون الدولي في مجال حماية البيئة.

دعوة لتكثيف الجهود لدعم صندوق كونمينغ وضمان استدامته

وفي سياق دعمها لاستمرارية الصندوق، دعت الدكتورة ياسمين فؤاد كافة الدول إلى تقديم الدعم اللازم لصندوق كونمينغ، ليس فقط للمساهمة في تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، بل لضمان استدامته وتعزيز الزخم نحو حماية التنوع البيولوجي في مختلف المناطق. 

وأضافت أن هذا الصندوق يُعد أحد الأدوات الأساسية لتحقيق التحول البيئي المطلوب، والذي يُسهم في بناء مستقبل آمن للأجيال القادمة.

وأكدت الوزيرة أن التحول نحو تمويل مستدام للتنوع البيولوجي يُشكل تحديًا هامًا للدول النامية، ولذا فإنها تدعو إلى ضرورة تعاون دولي أكبر لتعزيز هذا التوجه. وأشارت إلى أن نجاح الصندوق يعتمد بشكل كبير على استمرارية الدعم من المجتمع الدولي والعمل المشترك لضمان تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها إطار كونمينغ-مونتريال العالمي.

مائدة مستديرة لتعزيز التعاون في تمويل التنوع البيولوجي

ترأست الوزيرة فؤاد إحدى الموائد المستديرة في الحدث، التي شهدت مناقشات حول كيفية تعزيز تأثير تمويل التنوع البيولوجي واستدامته على المستويات الوطنية والدولية. وقد استعرضت الوزيرة في هذه الجلسة العديد من الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، مثل زيادة قوة التعاون بين الدول، وفتح فرص للاستثمار الاستراتيجي في مجالات تدعم التنوع البيولوجي.

كما أشارت الوزيرة إلى أن اتباع نهج تشاركي يُعد من الركائز الأساسية لضمان تنفيذ فعال لخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي، موضحة أن إدخال موارد إضافية لهذا القطاع الحيوي من شأنه تسريع تحقيق الأهداف المنشودة على المستوى العالمي. ودعت إلى ضرورة الانتباه لاحتياجات المواطنين المحليين وربطها بالتحديات البيئية مثل تغير المناخ وتدهور الأراضي، وضرورة تكامل الجهود لمواجهة هذه القضايا.

أهمية التعبئة المالية لتحقيق الأهداف العالمية للتنوع البيولوجي

أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن أحد أبرز أهداف إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي هو تعبئة 200 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030. 

غير أن التقدم نحو هذا الهدف لا يزال متواضعًا، مما يُعرض الإطار العالمي لخطر عدم تحقيق أهدافه، على الرغم من أن صندوق كونمينغ يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح.

وأكدت أن الصندوق، بفضل موارده الكبيرة، يمكن أن يُستخدم كمحفز قوي لجذب المزيد من الموارد المالية وتعبئة الجهود نحو تحقيق هذه الأهداف، مما يجعله أداة محورية في مسار حماية التنوع البيولوجي على مستوى العالم.

نصائح وتوجيهات لتقديم المشروعات في الجولة الثانية من التمويل

مع انطلاق الجولة الثانية لتقديم طلبات المشروعات المدعومة من صندوق كونمينغ، قدمت الوزيرة فؤاد بعض التوجيهات للدول الراغبة في المشاركة.

 وأوصت بضرورة مراعاة احتياجات السكان المحليين كأساس في حماية التنوع البيولوجي، وتكامل التحديات البيئية الكبرى مثل تغير المناخ وتدهور الأراضي مع قضايا التنوع البيولوجي لضمان فاعلية التأثير البيئي.

وأضافت الوزيرة أن هذه الجولة الجديدة تستهدف توفير تمويل بقيمة 50 مليون دولار، مما سيُسهم في تعزيز الزخم العالمي نحو حماية البيئة وجذب المزيد من الدول للمشاركة في هذه الجهود. وأشارت إلى أن المشاريع التي سيتم اختيارها من هذه الجولة ستعزز من الطاقة الإيجابية المحيطة بجهود التنوع البيولوجي، مما يُشجع المزيد من الدول على تقديم مقترحات مشروعات جديدة.

تطلعات مستقبلية نحو استدامة التنوع البيولوجي

تختتم الوزيرة فؤاد بملاحظاتها حول ضرورة استمرار العمل على ضمان استدامة التمويل للتنوع البيولوجي، موضحة أن التحديات الراهنة تتطلب استراتيجيات مستدامة ومتعددة الأطراف. 

ويعتبر صندوق كونمينغ جزءًا من رؤية أوسع تسعى إلى إشراك مختلف الدول في الجهود العالمية لحماية البيئة، وهو ما يُعد خطوة هامة نحو بناء عالم أكثر توازنًا وصحة بيئيًا.

search