السبت، 21 ديسمبر 2024

07:55 م

وفاء أنور: سلوا الله العفو والعافية

الخميس، 31 أكتوبر 2024 05:34 م

وفاء أنور

وفاء أنور

يحدث أن يداهمنا المرض في وقت ما فهذا قدر، عندما يأتينا فجأة ويأتي معه الضعف بكل طاقته ليهزمنا في كل معاركنا معه، نرى عقب هزيمته لنا حقيقة أنفسنا كما هى، هزيلة ضعيفة تشكو من أدنى شعور بالإرهاق والتعب، يتعالى صوت أنينا فيؤلمنا، يسلب راحتنا منا فنستسلم لرغبة جامحة وإصرار منه يلازمنا فيلزمنا باتباع أوامره فيستقر ويقيم عنوة بداخل أجسادنا.

نجد أنفسنا ومن تلقاء نفسها تتخلى عن التفكير فيما كنا نراه هامًا أو ملزمًا لنا بالأمس، نكف عن الإتيان بكثير من عادات ألفناها وأعمال كلفنا بها ولو لبعض الوقت، نتعجل الشفاء لكي نستريح ونتحرر به من سجن الشكوى والألم. 
لم يكن الأمر أكثر من نزلة برد أصابتني، شعور بالخدر راح يسري في جسدي يصحبه قدر عظيم من التشويش الذي أصاب تفكيري.

وبرغبة عارمة تسير على عكس اتجاه رغبتي، كانت دومًا تطالبني بالتنحي جانبًا لتبعدني تمامًا عن منطقة كنت أظنها منطقتي إلى الأبد، وأمر صادر منها يلزمني بالبقاء في فراشي، تتعدد أفكاري وترخي معها بطرف خيوطها ترسل لي دعوتها بعنوان موضوع أو مقال تحاول أن تستفز  به استعدادي وتستعيد شغفي، ثم تنفلت الفكرة تلو الأخرى وتتولى عني، عندما تجد مني صدودًا تامًا عن ممارسة أي شكل من أشكال الكتابة.

أعاتب نفسي بعدها بسبب إعراضي عن القيام بما أحببته واستهوته نفسي وأبغض كل لحظة تراجعت فيها عن أداء مهمتي ودوري. أتساءل في نفسي قائلة: أين هربت مني كلماتي؟ وفي أي أرض فقدت شغفي؟ أدركت الآن أنه المرض الذي جاء كي يوضح لي مدى ضعفي، يبارزني بسيف آلامه، يرهقني لكي يصل بي لشعوري بالتعب، يجعلني أضع كل أمر هام في موضعه الصحيح وفي حجمه؛ فإذا بي أضعه فورًا خلف ظهري.

ليست تلك هى المرة الأولى، فكم تكررت تلك الحالة التي أصفها بالمحزنة أو المحبطة. ثمة إحساس بالضعف وقلة الحيلة يملأن نفوسنا عندما نضطر للاطلاع على حقيقة غابت عنا فترة من الزمن، حينما كنا نتمتع بالصحة والعافية، فلنسأل الله لنا العفو والعافية ولنسأله أن يعجل بالشفاء لكل مريض ضم جسده ألمًا أو انطوت نفسه عليه.

search