الأحد، 22 ديسمبر 2024

06:58 ص

وزيرة التخطيط: لابد من دمج الأبعاد البيئية ضمن خطط التنمية

الخميس، 31 أكتوبر 2024 03:24 م

باسم ياسر

مشاركة وزيرة التخطيط فى فعاليات اليوم العالمى للمدن

مشاركة وزيرة التخطيط فى فعاليات اليوم العالمى للمدن

أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، ضرورة ربط العمل المناخى ضمن خطط التنمية، لتحقيق الاستدامة.

جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في جلسة وزارية تحت عنوان "تحفيز العمل المحلي من أجل الاستدامة الحضرية" بمناسبة اليوم العالمي للمدن، التي أُقيمت بمكتبة الإسكندرية.

 تهدف هذه الجلسة إلى تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية في تعزيز استدامة المدن، وتعزيز العمل المناخي، وتقديم رؤية متكاملة حول كيفية تمكين الشباب في هذه العملية.

الاستدامة الحضرية: ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية

تعتبر الاستدامة الحضرية من الأبعاد الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة. وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن تحسين جودة الحياة في المدن يستلزم دمج الاستدامة في جميع خطط التنمية. 

حيث يمكن أن تسهم الاستدامة الحضرية في تحسين جودة الهواء، وتوفير موارد مائية مستدامة، وتعزيز التنقل الذكي، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز رفاهية المواطنين.

الأبعاد البيئية في التخطيط

أشارت الوزيرة إلى أن دمج الأبعاد البيئية في التخطيط يُعد شرطًا أساسيًا لتحقيق نمو اقتصادي أخضر. حيث يجب أن تكون هناك استثمارات في البنية التحتية الخضراء، مثل تطوير الحدائق العامة، وأنظمة المياه المستدامة، والطاقة المتجددة. وأكدت على أهمية وضع أهداف واضحة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

دور الشباب في جهود التنمية

تؤكد الدكتورة رانيا المشاط أن الشباب هم قادة المستقبل، وأن دورهم حيوي في عملية التنمية. حيث أن توفير الفرص لهم وتمكينهم يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الابتكار وتحفيز ريادة الأعمال في المجالات المستدامة.

مبادرات لدعم الشباب

أوضحت الوزيرة أن الحكومة المصرية تُطلق مبادرات متعددة تستهدف تمكين الشباب وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات البيئية. ومن أبرز هذه المبادرات "مبادرة شباب بلد" التي أُطلقت خلال منتدى شباب العالم عام 2022. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري وتمكين الشباب من المشاركة في الجهود الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.

التمويل من أجل التنمية المستدامة

تعتبر مسألة التمويل من العناصر الأساسية في تعزيز الاستدامة الحضرية. حيث أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أهمية تعزيز التمويل من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة بمختلف القطاعات، حيث تساهم الاستثمارات في تحقيق الأهداف التنموية وتوفير بيئة مناسبة للنمو.

دعم التحول الأخضر

تعمل الحكومة المصرية على دعم التحول الأخضر من خلال استراتيجيات متعددة، بما في ذلك تعزيز الشراكات مع المؤسسات الدولية. ومن خلال التعاون مع هذه المؤسسات، تسعى الحكومة إلى دمج البعد المناخي في جميع جوانب التخطيط والتنمية.

منصة «نُوَفِّي»: نموذج للشراكات الوطنية

تمثل منصة «نُوَفِّي» أحد النماذج الوطنية التي تجمع بين جهود المناخ والتنمية. حيث تهدف هذه المنصة إلى تنفيذ مشاريع رئيسية في مجالات المياه والتكيف مع التغيرات المناخية، مما يعكس التزام الحكومة بدعم التنمية المستدامة.

الشراكات الدولية ودعم العمل المناخي

تحدثت الدكتورة رانيا المشاط عن أهمية دمج البعد المناخي والاستدامة في الشراكات مع المؤسسات الدولية متعددة الأطراف. حيث تعمل الحكومة المصرية على تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع الدول النامية والناشئة، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أهمية المؤتمر الرابع للتمويل

استعرضت المشاط استعدادات المجتمع الدولي للمشاركة في المؤتمر الرابع للتمويل من أجل التنمية المقرر عقده في إسبانيا العام المقبل. حيث ستتناول المناقشات رؤى الدول النامية وكيفية تعزيز التعاون الدولي في مجال التمويل. كما أكدت على أن التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب تكاتف جهود الحكومات والقطاع الخاص.

التحديات المناخية وصمود المدن

تتزايد التحديات التي تواجهها المدن في ضوء التغيرات المناخية. وبهذا السياق، أشار الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إلى أهمية تعزيز قدرة المدن والمجتمعات على الصمود من خلال التوسع في مشاريع التكيف مع التغيرات المناخية.

مشاريع التكيف والممارسات المستدامة

تعمل الحكومة على تنفيذ مشاريع تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الممارسات المستدامة. تتضمن هذه المشاريع تطوير أنظمة الإنذار المبكر وتوفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، مما يعزز قدرة المجتمعات على التكيف مع التغيرات المناخية.

المبادرات المختلفة لدعم العمل المناخي

سلطت الوزيرة الضوء على مجموعة من المبادرات التي تعمل عليها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، لدعم العمل المناخي وتعزيز وعي الشباب. تشمل هذه المبادرات:

مبادرة سفراء التنمية المستدامة "كن سفيرًا": التي تهدف إلى تعزيز وعي الشباب بأهمية التنمية المستدامة وأبعادها.

المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية: التي تستهدف دعم المشاريع التي تستخدم تقنيات صديقة للبيئة.

مسابقة Climatech Run: التي تدعم الشركات الناشئة في مجال العمل المناخي.

تكريم المدن الفائزة

شهدت الجلسة أيضًا تسليم جائزة التنمية المستدامة في المدن (جائزة شنغهاي) لعدد من المدن الفائزة. تم تكريم خمس مدن لهذا العام، مما يعكس الجهود التي تبذلها هذه المدن في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مصر في المحافل الدولية

تستعد مصر لاستضافة المنتدى الحضري العالمي، مما يعكس الدور الحيوي الذي تقوم به في إطار المنظومة الدولية لدعم جهود الاستدامة في المدن. حيث يُعتبر هذا المنتدى منصة مهمة لتبادل المعرفة والخبرات بين الدول المختلفة.

أهمية التعاون الثلاثي

تعمل الحكومة المصرية على تعزيز التعاون الثلاثي بين الدول النامية لتبادل الخبرات ودعم جهود التنمية المستدامة. وقد أكدت الوزيرة على أن تكامل الجهود بين الدول يمكن أن يسهم في تحقيق نتائج أفضل على صعيد التنمية.

في ختام كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن تحقيق التنمية المستدامة يعد هدفًا طموحًا يتطلب توجيه جميع جهود الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني نحو تمويل التنمية المستدامة. وأشارت إلى أهمية الابتكار في الأدوات التمويلية لسد الفجوة التمويلية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية.

تُعد مشاركة الدكتورة رانيا المشاط في هذا الحدث بمثابة تأكيد على التزام الحكومة المصرية بدعم الاستدامة الحضرية، وتمكين الشباب، وتعزيز الشراكات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر. هذه الجهود تأتي في وقت تحتاج فيه المدن إلى استراتيجيات مبتكرة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، مما يعكس رؤية الحكومة المصرية لدعم مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

search