السبت، 02 نوفمبر 2024

07:16 م

رئيس الوزراء: الإسكندرية نموذج يحتذى به فى المرونة الحضرية

الخميس، 31 أكتوبر 2024 12:54 م

باسم ياسر

رئيس الوزراء

رئيس الوزراء

أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن اختيار الإسكندرية لاستضافة "يوم المدن العالمي" يحمل رمزية كبيرة، حيث تُعد المدينة نموذجًا يحتذى به في المرونة الحضرية وقدرتها على التكيف مع التحديات البيئية التي تواجهها المدن الساحلية، خاصةً في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وارتفاع مستوى سطح البحر.

جاء ذلك خلال الاحتفالية الدولية بمناسبة "يوم المدن العالمي"، التى استضافتها مكتبة الإسكندرية، ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها مصر استعداداً لاستضافة المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة، المقرر انعقاده في القاهرة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

وينظم المنتدى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالتعاون مع وزارتي الإسكان والتنمية المحلية في مصر، مما يعكس اهتمام مصر العميق بقضايا التنمية المستدامة على الصعيد الدولي، لاسيما في ظل التحديات المناخية الراهنة.

حضر الاحتفالية عدد من الشخصيات الدولية والمحلية البارزة، من بينهم الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة والدبلوماسيين الدوليين والمحليين، وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني. وشمل الحضور ممثلين عن منظمات دولية مثل البنوك الدولية متعددة الأطراف، التي تجسد مدى الاهتمام العالمي بتجارب التنمية الحضرية المستدامة والمرونة المناخية.

الإسكندرية: نموذج المدن الساحلية المستدامة

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي كلمته أمام الحضور، مرحباً بهم ومشيداً بمدينة الإسكندرية التي تتميز بموقعها الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى تاريخها العريق كواحدة من أقدم وأشهر المدن الساحلية في العالم. أكد مدبولي أن اختيار الإسكندرية لاستضافة "يوم المدن العالمي" يحمل رمزية كبيرة، حيث تُعد المدينة نموذجاً يحتذى به في المرونة الحضرية وقدرتها على التكيف مع التحديات البيئية التي تواجهها المدن الساحلية، خاصةً في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وارتفاع مستوى سطح البحر.

وأشار مدبولي إلى أن تواجد هذا الحشد الدولي في الإسكندرية يعكس التزام مصر بالتعاون الدولي والعمل الجماعي في مجالات التنمية المستدامة، مؤكداً أن الاحتفال بيوم المدن العالمي في الإسكندرية يعزز من مكانة المدينة كمركز ثقافي وعلمي، فضلاً عن كونه يمثل فرصة لعرض التجربة المصرية التنموية ورؤية البلاد نحو مستقبلٍ يُراعي الاستدامة البيئية، ويضع نصب عينيه تمكين المدن من التصدي للتحديات المناخية المتزايدة بفعالية.

التقدم المصري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

أكد الدكتور مصطفى مدبولي في كلمته أن مصر حققت خطوات ملحوظة في مجالات التنمية المستدامة بفضل السياسات الحكومية التي تتبعها وتطبيقها الفعّال لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وأشار مدبولي إلى تقرير التنمية المستدامة لعام 2024، الذي أوضح أن مصر احتلت المرتبة 83 من بين 166 دولة، مما يمثل تقدمًا ملحوظاً يؤكد نجاح الاستراتيجيات الوطنية في دعم أهداف التنمية المستدامة، خاصةً فيما يتعلق بالهدف الحادي عشر المعني بجعل المدن والمجتمعات المستدامة والهدف الثالث عشر المتعلق بالعمل المناخي.

وأوضح مدبولي أن جهود مصر في هذا الإطار تتضمن مشروعات عديدة لتطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة وتقليل التحديات البيئية في المناطق الحضرية، فضلاً عن التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية، والذي تدعمه الحكومة المصرية من خلال السياسات الوطنية التي تهدف إلى دعم هذه المشروعات وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة في التحول إلى الاقتصاد الأخضر.

الشباب كعنصر فاعل في مواجهة التحديات المناخية

في كلمته، لفت رئيس الوزراء إلى أهمية دور الشباب في مواجهة التحديات المناخية، مشيراً إلى أن هذه الفئة تمثل نواة التنمية المستدامة في مصر، حيث إن الشباب لديهم القدرة على ابتكار حلول جديدة وخلاقة لمجابهة التحديات التي تواجه المدن والمجتمعات المحلية.

 وأكد مدبولي على التزام الحكومة المصرية بتمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في العمل المناخي من خلال توفير منصات حوارية وتدريبية وبرامج لدعم ريادة الأعمال الخضراء، مما يتيح للشباب فرصة لعب دور محوري في بناء مجتمعات مستدامة.

وأوضح مدبولي أن الاهتمام بدور الشباب لا يقتصر على الكلمات، بل يتجلى في السياسات والمشروعات التي تتبناها الحكومة، حيث تركز الحكومة المصرية على تحفيز الشباب للمساهمة في المشروعات البيئية والتنموية التي تدعم الاستدامة. كما تسعى الدولة إلى توسيع نطاق مشاركة الشباب في عملية صنع القرار البيئي على المستوى المحلي، وذلك بهدف تحقيق استدامة تنموية فعلية على المدى البعيد.

التمويل المستدام: تحديات وفرص

أشار رئيس الوزراء إلى التحديات المالية التي تواجه خطط التنمية المستدامة الطموحة في مصر، حيث يعد التمويل تحديًا كبيرًا يتطلب تضافر الجهود. وأوضح مدبولي أن الحكومة المصرية اتخذت خطوة هامة في هذا الصدد من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل، التي تمثل مرجعاً أساسياً لضمان توافق السياسات المالية مع احتياجات التنمية في المدن.

تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز التوازن بين المحافظات المختلفة وتهيئة بيئة ملائمة للشراكات بين القطاعين العام والخاص. كما تسهم الاستراتيجية في جذب الاستثمارات الخاصة لمشروعات تدعم المرونة المناخية في المدن المصرية، مستشهداً بتجربة مدينة الإسكندرية التي تمكنت من استقطاب استثمارات هامة لدعم مشروعات البنية التحتية الخاصة بالمرونة المناخية، مما يبرز دور القطاع الخاص في دعم تحقيق الأهداف الوطنية.

مصر في قلب القارة الأفريقية: ريادة في مجال التنمية المستدامة

أوضح رئيس الوزراء أن مصر تواصل لعب دور ريادي على مستوى القارة الأفريقية منذ قمة المناخ COP27 التي استضافتها في شرم الشيخ عام 2022، مشيراً إلى أن مصر تعمل بجدية لتعزيز الالتزام بالاستدامة الحضرية على مستوى القارة من خلال تقديم الدعم والمشورة لدول أفريقيا في مواجهة التحديات التنموية والمناخية.

 وتعمل مصر على تحويل هذه التحديات إلى فرص اقتصادية تساهم في دعم الاقتصادات المحلية من خلال توفير وظائف جديدة وتعزيز الاستثمارات المحلية.

كما أكد مدبولي أن الحكومة المصرية تتبنى نهجاً داعماً للامركزية، مما يتيح للمجتمعات المحلية والمدن دوراً مرناً وفعّالاً في عملية التنمية، ويعزز شراكاتها مع القطاع الخاص وشركاء التنمية الدوليين، وعلى رأسهم منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وترى الحكومة أن اللامركزية تعتبر أداة فعالة لتمكين المدن من اتخاذ القرارات الملائمة لاحتياجاتها التنموية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى أوسع وأشمل.

الإسكندرية كمثال للمدن الساحلية المرنة: تقدير عالمي وإنجازات محلية

سلط مدبولي الضوء على مكانة مدينة الإسكندرية كنموذج مثالي للمدن الساحلية القادرة على مواجهة التحديات المناخية وتحويلها إلى فرص تنموية. وقد حصلت المدينة مؤخراً على جائزة شنغهاي للتنمية المستدامة ضمن 6 مدن عالمية فازت بالجائزة، تقديراً لجهودها في تحقيق الاستدامة في البنية التحتية وتعزيز قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، مما يعزز مكانتها كمثال يحتذى به في مجال التنمية المستدامة.

من جانبه، أكد محافظ الإسكندرية، الفريق أحمد خالد، أن المدينة تسعى لتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات البيئية والمناخية من خلال مشاريع استراتيجية للتطوير الحضري تشمل تحسين شبكات الصرف الصحي وإدارة المياه الساحلية وحماية الشواطئ، كما تهدف إلى تقليل المخاطر البيئية من خلال تعزيز البنية التحتية وتقوية مرونة المدينة أمام التحديات المناخية. وشدد المحافظ على أن الإسكندرية تستهدف أن تكون وجهة سياحية مستدامة من خلال تطوير السياحة البيئية واستخدام مرافق تعتمد على الطاقة النظيفة، فضلاً عن حماية المواقع الطبيعية والتاريخية للمدينة.

الاستعدادات للمنتدى الحضري العالمي في القاهرة: دعوة إلى التعاون العالمي

اختتم رئيس الوزراء كلمته بالدعوة إلى مواصلة العمل في إطار المنتدى الحضري العالمي الذي ستستضيفه القاهرة في الأسبوع المقبل تحت شعار "الكل يبدأ محلياً: من أجل مدن ومجتمعات مستدامة". 

وأشار مدبولي إلى أن هذا الشعار يعكس إيمان مصر العميق بأهمية التعاون المحلي لتحقيق التنمية المستدامة، ويؤكد التزام مصر بتقديم الدعم للشركاء الدوليين في جهودهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً أن المنتدى الحضري سيكون بمثابة منصة هامة للتعاون وتبادل الخبرات بين الدول من أجل بناء مدن أكثر استدامة.

كما أعرب رئيس الوزراء عن تطلع مصر إلى أن تكون احتفالية اليوم والمنتدى الحضري المرتقب منطلقاً لخطوات عملية تتخذها المدن في مختلف أنحاء العالم لتعزيز التنمية المستدامة والعمل المناخي، بما يفتح آفاقاً واسعة أمام المدن والمجتمعات المحلية لتبني ممارسات مستدامة تضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.

search