السبت، 02 نوفمبر 2024

07:22 م

محمود الخطيب أسطورة الأهلي.. أصوله سورية ولعب الكرة بـ الكازوزة (بروفايل)

الأربعاء، 30 أكتوبر 2024 10:40 م

أحمد محمد

محمود الخطيب

محمود الخطيب

أحد أمهر اللاعبين المصريين عبر التاريخ، وأسطورة الأهلي الحية، مرواغ بارع و حريفًا، بكل تأكيد هو بيبو الكرة المصرية، محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي.

يحتفل محمود الخطيب، أسطورة ورئيس النادي الأهلي، بعيد ميلاده الـ70، حيث ولد فى مثل هذا اليوم 30 أكتوبر لعام1954.

ويقدم لكم «المصري الآن» في السطور القادمة بروفايل عن " بيبو الكرة المصرية" محمود الخطيب أسطورة الأهلي.

أصول  محمود الخطيب السورية

تعود أصول عائلة محمود الخطيب إلى بلاد الشام، وبالتحديد إلى سوريا. هاجر جد والده الأكبر إلى مصر واستقر هناك، حيث عاش حتى توفي عن عمر يناهز 124 عامًا.

سميت العائلة بلقب "الخطيب" لأن أحد أجدادها كان يعمل خطيبًا في مسجد. اشتهرت العائلة بالتدين الشديد، وهي السمة التي انعكست على نجم الكرة المصري منذ طفولته. نشأ في بيئة ملتزمة دينيًا، وكان يرافق والده لأداء الصلوات في المسجد منذ سن السادسة، ومنذ ذلك الحين يحرص على أداء الفرائض في أوقاتها، حتى في أيام المباريات.

مولد محمود الخطيب 

ولد الخطيب في قرية قرقيره التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية عام 1954، حيث قضى سنوات طفولته الأولى. ثم انتقل إلى القاهرة وأقام مع أسرته في حي عين شمس بشرق العاصمة.

بداية علاقة محمود الخطيب بـ كرة القدم .. سر الكازوزة

بدأت علاقة محمود الخطيب، بالرياضة، من خلال ممارسة لعبة رفع الأثقال، وكان دائما بممارستها في المنزل من خلال حمل الأشياء الثقيلة.

وعرف محمود الخطيب، حبه وعشه لكرة القدم عن طريق  مداعبة أغطية "الكازوزة"، والتى كان يقوم بمداعبتها أثناء ذهابه مع والده يوميا لمدرسة الأباظية التى كان والده يعمل وكيلا لها.

والد الخطيب كان يخاف من كرة القدم حرصًا على مستقبل ابنه. إبراهيم الخطيب، والد نجم الكرة المصرية والعربية محمود الخطيب، كان يعمل في وزارة الأوقاف ولم يكن يحب كرة القدم. كان يشعر بالقلق على مستقبل ابنه محمود، وعندما كان يراه يلعب مع أصدقائه في الشارع، كان يأمره بالتوقف عن اللعب والعودة إلى المنزل فورًا، حيث كان يخشى أن يصبح لاعبا لكرة القدم.

في ذلك الوقت، كان الوالد يعيش في مجتمع يعترف بالشهادات العلمية فقط كوسيلة للوصول إلى مستوى معيشي محترم. رغم ذلك، كان يتابع محمود في كل مكان يلعب فيه. وعندما لاحظ تعلقه الكبير بكرة القدم، نصحه بالانضمام إلى نادٍ قريب بدلاً من اللعب في الشارع، خشية تعرضه للإصابة. أبدى استعداده لدفع تكاليف نقلاته واشترى له ملابس كرة القدم التي عشقها محمود الخطيب، بينما كان يتولى إصلاح أو تغيير أحذية اللعب باستمرار لإسعاد ابنه.

ومنذ انضمام محمود الخطيب إلى النادي الأهلي، أصبح والده من مشجعي الفريق ويدعم ابنه بقوة. كان يدعو الله أن يكون محمود محبوبًا من جماهير النادي، وتحققت دعوة الوالد عندما أصبح "بيبو" معشوق الجماهير الأهلاوية في مصر والعالم

ولعب كرة القدم في فريق المدارس، عندما قرر ناظر مدرسته محمود صقر ناظر مدرسة "محمود خاطر" بتكوين فريق كرة قدم بها.

وعندما غاب قائد الفريق طلب مدير المدرسة نزول الخطيب، ليخطف الآنظار وينجح في مساعدة مدرسته  إحراز كأس منطقة مصر الجديدة.

الأهلي يخطف الخطيب من  الإسماعيلي

خضع والده لموهبة نجله الكروية، بعدما كان يكره كرة القدم، ليقرر انضمامه لصفوف فريق النصر القاهري، بعام 1968 .

وقضى الخطيب، ثلاثة سنوات في فريق النصر، خطف خلالها آنظار الجميع بمهارته و براعته الشديدة، وحظى حينها بإهتمام الإسماعيلي والعديد من الأندية المصرية.

وعندما كان قاب قوسين وأدني من الانتقال لصفوف الإسماعيلي، كما أوضح خلال أحدى حواراته التلفزيونية، أنه كان سينتقل للدارويش وقبل يوما واحدا من الذهاب إلى الإسماعيلية تدخل الأهلي وقرر ضمه في 1970.

الخطيب في الأهلي

جاء انضمام الخطيب للأهلي بعد اختياره من قبل فتحي نصير مدرب فريق الناشئين بالأهلي خلال هذه الفترة.

ولم يبقى الخطيب سوى عامًا واحدًا في فريق الناشئين ليتقرر تصعيده للفريق الأول لكرة القدم بالقعلة الحمراء، وتبدأ مسيرة أحد أساطير المادر الأحمر.

الخطيب بقميص الأهلي الأفضل في إفريقيا 

يُعد محمود الخطيب من أبرز الشخصيات في تاريخ كرة القدم المصرية، وقد سطر العديد من النجاحات مع النادي الأهلي. منذ انضمامه إلى الفريق، بات الخطيب رمزًا للنادي وأسطورة تبقى عالقة في الأذهان. خلال مسيرته الرياضية، ساهم بتحقيق العديد من البطولات المحلية والإقليمية، مما جعل اسمه مرادفًا للنجاح والتميز.

حصد الخطيب مع  الأهلي بتحقيق الدوري المصري الممتاز عدة مرات، حيث لعب دورًا حاسمًا بفضل مهاراته وبراعته في إحراز الأهداف. إلى جانب الدوري، حقق مع الأهلي كأس مصر في العديد من المناسبات، مما عزز موقفه كلاعب محوري في تاريخ النادي.

لم تقتصر إنجازات الخطيب على الساحة المحلية، بل شملت أيضًا البطولات الإقليمية. لقد كان له دور مهم في فوز الأهلي بلقب دوري أبطال أفريقيا، والذي يُعتبر إنجازًا بارزًا في تاريخ النادي، مما عزز مكانة الأهلي قارياً وأبرز الخطيب بين اللاعبين العالميين.

إضافةً إلى تحقيق البطولات، حصل الخطيب على جوائز فردية متعددة، من بينها جائزة أفضل لاعب في أفريقيا. هذه الجوائز لم تكن مجرد تقدير رمزي، بل تجسد اعتراف المجتمع الكروي بمهاراته وإسهاماته الكبيرة في كرة القدم.

باختصار، تتجاوز إنجازات محمود الخطيب مع النادي الأهلي حدود الألقاب والبطولات، حيث تمتد لتشمل تأثيره العميق في تاريخ النادي ومسار كرة القدم المصرية عامةً. ستظل إنجازاته محفورة في ذاكرة عشاق الأهلي لعقود مقبلة، مما يجعل الخطيب أسطورة حقيقية في عالم الرياضة

مسيرة بيبو مع المنتخب الوطني

امتدت إنجازات محمود الخطيب لتشمل المنتخب الوطني المصري، مما جعله يظل رمزًا في تاريخ كرة القدم المصرية. شارك في العديد من البطولات الدولية، وأسهم في تحقيق نتائج مبهرة للمنتخب. بدأ مشواره مع المنتخب في السبعينيات، وتميز بمهاراته الفائقة في التحكم بالكرة واللعب الجماعي.

إحدى أبرز مشاركاته كانت في كأس الأمم الأفريقية عام 1986 التي أُقيمت في مصر. هذه البطولة شكلت لحظة فارقة في مسيرته، حيث قدم أداءً رائعًا ولعب دورًا محوريًا في تحقيق الفوز. تألقه جعل منه نجمًا لامعًا محليًا وقاريًا.

شارك الخطيب أيضًا في تصفيات كأس العالم، وكان طموحه تحقيق حلم المصريين في الوصول إلى البطولة العالمية. رغم التحديات، استمر في تقديم أداء مميز وحقق العديد من الانتصارات التي عززت من فخر المصريين.

امتدت مشاركاته لتشمل المباريات الودية الدولية، حيث كان يستدعى دائمًا لتعزيز الفريق بلمسته الفنية. كانت هذه المشاركات بمثابة تأكيد على مكانته كأحد أعظم لاعبي الكرة المصرية.

من خلال مسيرته مع المنتخب، أكد الخطيب أنه ليس مجرد لاعب نادٍ بل رمز وطني يمثل الفخر والاعتزاز لكل عشاق كرة القدم. إنجازاته مع المنتخب خالدة في ذاكرة عشاق الرياضة وتبرز التزامه واحترافيته.

اعتزال حزين للخطيب 

في الأول من ديسمبر 1988، وقف الخطيب في ستاد القاهرة، محاطًا بجماهير "مصر" التي ترجته للتراجع عن قراره الاعتزال، مرددة بحماس "لأ يابيبو لأ.. لأ ملكش حق". إلا أن الخطيب كان قد اتخذ قراره بعد إصابة أبعدته لشهرين متتالين وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.

وفي برنامج "صاحبة السعادة"، تحدث بيبو عن تلك اللحظات قائلاً: "تعرضت لكثير من الصعوبات خلال محاولتي التعافي من هذه الإصابة. كان مجهدًا أن أعود بنفس القوة والحماس بعد الإصابات. كنا نتهيأ لخوض نهائي كأس إفريقيا عام 1987، الذي كان ينظم لأول مرة في مصر. كنت أتطلع للمشاركة في المباراة، حيث طلب مني أنور سلامة، المدير الفني، أن ألعب مباراة ضد المحلة كانت قبل النهائي بتسعة أيام كاستعداد لمواجهة الهلال السوداني، وشاركت بالفعل".

لكن إصابة الخطيب في لقاء المحلة وضعت حداً لأحلام فريقه في الفوز بالبطولة الإفريقية الكبرى: "بعد نصف ساعة من بداية المباراة، تعرضت لضربة غير مقصودة من لاعب المحلة أصابت وجهي وعيني، مما استدعى الخروج للإصابة. وفي طريق الدخول إلى غرفة العمليات، قررت أنني إذا تمكنت من المشاركة لعشر دقائق فقط في النهائي سأنهي مسيرتي في الكرة".

وبالفعل لعب الخطيب في آخر الدقائق من المباراة: "قبل نزولي إلى الملعب، تذكرت وعدي بالاعتزال وترددت للحظة وطلبت تأجيل مشاركتي، لكن قبل نهاية المباراة بربع ساعة، دخلت وبدأت بتمارين الإحماء. كان استقبال الجمهور لي رائعًا".

لا يستطيع الخطيب نسيان مشهد الجماهير في المدرجات التي جاءت لتوديعه رياضيًا. اختنقت الكلمات في حلقه، واكتفى بالقول وقد غلبته مشاعر التأثر والبكاء: “ألف شكر”

تحول الخطيب  إلى العمل الإداري 

بعد مسيرة رياضية رائعة، قرر الخطيب إنهاء مسيرته كلاعب والتوجه نحو العمل الإداري، وهو قرار حاسم للنادي الأهلي. جاء الاعتزال بعد تحقيق ألقاب وإنجازات جعلته من أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية والعربية.

كان التحول إلى الإدارة خطوة ضرورية للاستفادة من خبرته ورؤيته الثاقبة. بدأ كعضو في مجلس الإدارة وأثبت جدارته بسرعة. ركز على تطوير النادي من خلال تحسين البنية التحتية وتطوير فرق الشباب وتعزيز الأداء الإداري.

تحت قيادة الخطيب، شهد النادي الأهلي تطورات ملموسة. اهتم بتحديث المنشآت الرياضية وتوفير بيئة مثالية للتدريب والتطوير. كما عزز العلاقات مع الأندية والاتحادات الرياضية، مما رفع مستوى النادي إقليميًا ودوليًا.

رغم التحديات، استطاع الخطيب بفضل خبرته ورؤيته تحقيق إنجازات رفعت من شأن الأهلي، وجعلت منه نموذجًا يُحتذى به في الإدارة الرياضية.

دور الخطيب كإداري في النادي الأهلي

منذ توليه المناصب الإدارية بالنادي الأهلي، أثبت الخطيب جدارته بطرق مبتكرة. عمل على تحسين البنية التحتية وتحديث المرافق الرياضية وتطوير الأكاديميات، مما ساهم في رفع الأداء الرياضي للنادي بشكل شامل.

ركز على مشاريع تطوير البنية التحتية وتجديد الملاعب، ما جعل الأهلي يمتلك أفضل المنشآت الرياضية في المنطقة. شمل التطوير أيضًا تعزيز البرامج التدريبية للناشئين.

أسس أكاديميات لتطوير المواهب الشابة، وأصبحت موردًا رئيسيًا للفريق الأول. نتيجة لهذه الجهود، يُعد الأهلي من الأفضل في المنطقة في تطوير اللاعبين الشباب.

كما ركز الخطيب على تعزيز الجانب الإداري للنادي. حسن الإدارة المالية وضمان استدامة الموارد المالية. أسس نظامًا إداريًا يضمن الشفافية والكفاءة. بفضل هذه الجهود، أصبح الأهلي نموذجًا يُحتذى به في المجالات الإدارية والمالية.

دور الخطيب كإداري كان له تأثير بارز في نجاحات الأهلي، فقد استطاع بفضل رؤيته التطويرية وجهوده المستمرة رفع مكانة النادي محليًا ودوليًا

إنجازات وألقاب الخطيب لاعبًا و رئيسًا 

 

توج محمود الخطيب مع النادي الأهلي بتحقيق 20 لقبًا كلاعب، بالإضافة إلى قيادته للنادي كرئيس لتحقيق 22 لقبًا آخر، آخرها بطولة الثلاث قارات التي أحرزها الأهلي أمام فريق العين الإماراتي.

ألقاب الخطيب كلاعب مع النادي الأهلي تضمنت:

- 10 ألقاب في الدوري المصري

- 5 ألقاب كأس مصر

- لقبان في دوري أبطال إفريقيا

- 3 ألقاب كأس الكؤوس الإفريقية

كما حقق الخطيب لقبًا مع منتخب مصر عندما فاز ببطولة أمم إفريقيا عام 1986.

على الصعيد الفردي، حاز الخطيب على جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 1983 من مجلة فرانس فوتبول، إنجاز لم يكرره سوى محمد صلاح مؤخراً. كما حصل على لقب هدّاف الدوري المصري لموسمي 1977-78 و1980-81، وهو من أعضاء نادي أصحاب المائة هدف في الدوري المصري برصيد 109 أهداف.

أما كرئيس للنادي الأهلي، قاد الفريق لتحقيق:

- 5 ألقاب في الدوري المصري الممتاز، منها 3 متتالية من موسم 2017 - 2018 حتى موسم 2019 - 2020

- 4 ألقاب كأس مصر في مواسم 2016 - 2017 و2019 - 2020

- 6 ألقاب في كأس السوبر المصري

- 4 ألقاب في دوري أبطال إفريقيا

- لقبان في كأس السوبر الإفريقي في عام واحد، 2021

وحقق الإنجاز العالمي حين توج الأهلي ببطولة الثلاث قارات بعد الفوز على العين الإماراتي بثلاثية نظيفة، وحصل على كأس آسيا - إفريقيا للمحيط الهادئ

search