السبت، 02 نوفمبر 2024

07:35 م

وزيرة البيئة تطالب المجتمع الدولى بوقف تدهور الموارد الطبيعية فى فلسطين

الأربعاء، 30 أكتوبر 2024 10:11 ص

باسم ياسر

كلمة وزيرة البيئة أمام مؤتمر السلام مع الطبيعة

كلمة وزيرة البيئة أمام مؤتمر السلام مع الطبيعة

طالبيت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة المجتمع الدولى بوقف تدهور الموارد الطبيعية فى فلسطين، فى إطار اهتمامه بالسلام مع الطبيعة.

جاء ذلك خلال كلمة مصر في مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP16، الذي يُعقد في كولومبيا تحت شعار “السلام مع الطبيعة”، والتى ألقتها وزيرة البيئة  نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة على دور مصر الريادي في قضايا البيئة، ومدى التقدم الذي أحرزته في تحقيق الأهداف البيئية العالمية.

التركيز على فلسطين وقضايا الموارد الطبيعية

وافتتحت الوزيرة كلمتها بدعوة المجتمع الدولي إلى العمل بجدية لتحقيق شعار "السلام مع الطبيعة"، مشيرة إلى ضرورة وقف التدهور البيئي الذي تتعرض له فلسطين جراء الصراع.

 وأكدت أن العالم بحاجة إلى اتخاذ موقف قوي لإنهاء هذه الانتهاكات التي لا تستهدف فقط التنوع البيولوجي، بل تدمر الموارد الطبيعية الأساسية، مما يشكل تهديداً لاستدامة البيئة وحياة الأجيال المقبلة.

مصر وتقدمها في أهداف التنوع البيولوجي

من خلال استراتيجيتها الوطنية، أحرزت مصر تقدمًا ملموسًا في تنفيذ الأهداف العالمية للتنوع البيولوجي، مركزة على استعادة النظم البيئية، وتشجيع الزراعة المستدامة، وتوسيع المحميات الطبيعية. وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن تحديث خطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي الذي قدمته مصر لسكرتارية اتفاقية التنوع البيولوجي يعكس التزامها بأهداف الاتفاقية، ويعزز خططها لاستعادة التوازن البيئي.

وسلطت الوزيرة الضوء على "الحلول القائمة على الطبيعة" (NBS)، والتي تتبناها مصر كجزء محوري من خطتها البيئية، إذ تُعد هذه الحلول أدوات فعالة لمكافحة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة. وأشارت إلى أن هذه الحلول تتجسد في مشاريع متنوعة تشمل المناطق الساحلية، وإعادة تأهيل الصحاري، وتوسيع المساحات الخضراء في المدن، مما يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي والتصدي لآثار تغير المناخ معاً.

دعم المحميات الطبيعية وتكاملها مع المجتمعات المحلية

وفي إطار استراتيجيتها الوطنية، أولت مصر اهتمامًا خاصًا بالمحميات الطبيعية، حيث وفرت البنية التحتية الضرورية لضمان استخدامها المستدام ودعم المجتمعات المحلية المجاورة. وأشارت الوزيرة إلى أن تسعة قبائل قد تم دمجها في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في المحميات، مع الحفاظ على ثقافاتهم وتقاليدهم. كما أكدت على استعداد مصر لإعلان رسمي حول الحيد المرجاني الكبير على طول ساحل البحر الأحمر، إدراكاً منها لأهمية هذه الأنظمة البيئية في حماية التنوع البيولوجي وضمان مستقبل مستدام للبيئة البحرية.

دمج التنوع البيولوجي في قضايا المناخ

أثبتت مصر نفسها كقوة إقليمية ودولية رائدة في دمج قضايا التنوع البيولوجي مع تغير المناخ، حيث أطلقت مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة (ENACT) بالشراكة مع ألمانيا والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، كشبكة متنامية تضم أكثر من 18 شريكاً دولياً. 

وأشارت وزية البيئة إلى إصدار تقرير افتتاحي حول أهداف هذه الحلول خلال الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في مارس 2024، مما يبرز اهتمام مصر بتعزيز التعاون الدولي لتحقيق الأهداف البيئية المشتركة.

دور مصر في حماية البحر الأحمر والمشاريع الإقليمية

وبالحديث عن جهودها على المستوى العربي، أشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى أن مصر، خلال رئاستها الحالية لمجلس أمناء الهيئة الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن (PERSGA)، تلعب دوراً بارزاً في تعزيز صون الموارد الطبيعية للمنطقة.

 وتهدف مصر إلى تفعيل قرار تحويل البحر الأحمر إلى منطقة خاصة، مع التركيز على ضمان حماية موارده البيئيةK كما تستضيف مصر "مركز السلام" في مدينة الغردقة، حيث يُعنى بمراقبة ومعالجة بقع الزيت في المنطقة، في إطار الجهود الإقليمية لحماية البيئة البحرية.

التحديات والرسائل الهامة للتمويل والتآزر البيئي

سلطت وزيرة البيئة الضوء على ضرورة توفير التمويل اللازم لتحقيق أهداف التنوع البيولوجي. وأشارت إلى أن التمويل المتاح حاليًا لا يزال محدودًا مقارنةً بالاحتياجات المتزايدة للبيئة العالمية، داعية الدول المانحة إلى دعم تنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي المعروف بإطار "كونمينغ-مونتريال" والذي يهدف إلى وقف وعكس تدهور التنوع البيولوجي بحلول عام 2030 واستعادة النظم البيئية بحلول عام 2050. كما شددت على ضرورة تضافر الجهود بين اتفاقيات الأمم المتحدة الثلاث حول تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، مطالبةً بابتكار حلول تمويلية جديدة، بما في ذلك التعاون الدولي والآليات المالية المبتكرة، لدعم خطط العمل الطموحة التي وضعتها الدول النامية.

دمج التنوع البيولوجي مع القطاعات الاقتصادية

تطرقت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى أهمية دمج قضايا التنوع البيولوجي مع خطط العمل الوطنية لتغير المناخ، لاسيما في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والزراعة والصحة والبنية التحتية. وأوضحت أن مصر تعتزم تقديم خططها المعدلة للتكيف مع تغير المناخ في فبراير القادم، بما يتضمن دمج التنوع البيولوجي كجزء أساسي من هذه الخطط، تأكيداً على أن حماية التنوع البيولوجي يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من السياسات الاقتصادية والتنموية.

تأكيد التزام مصر بالجهود البيئية الدولية

أعربت وزيرة البيئة عن فخر مصر بدورها الفعال في دعم الجهود العالمية المشتركة لتحقيق أهداف التنوع البيولوجي. وأكدت أن مؤتمر COP16 يمثل لحظة حاسمة لاتخاذ قرارات تعزز من استدامة وصحة كوكب الأرض، موضحة أن هذا المؤتمر يُعد منصة للتعاون الدولي لاتخاذ خيارات جوهرية تضمن حياة مستدامة للأجيال القادمة.

search