السبت، 02 نوفمبر 2024

05:38 م

طارق دراج يكتب: اشكالية تقدم الامم ( ٢ )

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024 06:54 م

طارق دراج

طارق دراج

كان يا مكان.. كان هناك شعب عظيم وأرض طيبة وحب بين الناس وعقول تفكر. عقول متفتحة وقلوب شفافة تشعر ببعضها.. كان يا مكان.. كان هناك تاريخ يضرب في الجذور، وتخجل وتتواضع أمامه من هول عظمته. وحتى العلم الحديث عجز في ادراك كيفية بناء هذه الحضارة العملاقة.. فهل فقدنا كل هذا مع مر التاريخ والأيام والحروب والفساد والعولمة وتصهين العالم؟.. الإجابة.  لا.. لن نفقد عظمة حضارتنا وأصولنا الضاربة في اعماق التاريخ ولكن لابد من تصحيح المسار لا اكثر، وقد بدأنا بالعلم. ونؤكد لا علم بدون صحة وليكن التأمين الصحي الشامل، بمرحلة التعليم حتى الاعدادية على نفقة الدولة وفي اهم المشافي تقدما، ويبدأ الطالب مرحلة الثانوية الفنية ويكون التأمين على نفقة المصنع الذي يدير المدرسة الفنية التابعة له.. ويتم تجديد جميع المشافي علي نفقة رجال الاعمال ويمتلكون ٤٠٪؜ من دخلها لاسترداد أموالهم مع الوقت. ويخصص ٢٪؜ لعلاج مرضى هذه المشافي بالمجان علي نفقتها، وليكن لهم تأمين صحي شامل، ويتم خصم ٣٪؜ من دخل جميع موظفي الدولة لصالح التأمين، و٥٪؜ منهم من أصحاب الرواتب المرتفعة. بحيث لا يكون علي ارض مصر مواطن بلا تامين.. ويتم تخصيص ١٪؜ من دخل جميع رياضي مصر المحترفين داخليا لصالح التأمين و٢٪؜ من دخل جميع رياضي مصر المحترفين خارجيا لصالح التأمين. ويتم فتح صندوق خاص في جميع سفارات مصر بالخارج لصالح التأمين فقط.. ويتم تخصيص ١٪؜ من دخل جميع فناني مصر لصالح التامين.. وهذا ليس بتبرع بل هذا إلزام ادبي على الجميع ولا علاقة له بضرائب الدولة، حتي يلتحم المصريون جميعا في هدف واحد مهما كان تواجدهم او مهنتهم. وهكذا يجب ان تتم المنظومة بكل دقة وشفافية حتى نصل لهدفنا المنشود في ظل قانون واضح لا لبس فيه ونقطع الفساد من العنق والقاع .. وتتحمل المشافي الخاصة ١٪؜ من مرضاها مجانا لصالح التامين بكشوف واضحة جغرافيا، علي ان تكون الأدوية علي نفقة التامين. ولكي تكتمل الفكرة لا بد من فتح مصانع جديدة للأدوية من قبل رجال أعمال بجانب أعمالهم .. نعم ستظهر مشاكل وعيوب في التطبيق، ولكن التجربة ستصحح نفسها بالممارسة، وخلال ثلاث سنوات لا اكثر نكون بلد صحتها جيدة ومتعلمة تعليما جيدا يناسب العصر واحتياجات السوق المحلي والخارجي.

واسأل هل تحقيق هذا وهم او شيء مبهم وغير قابل للتطبيق، اعتقد ان التطبيق ممكن بوضع جدول زمني ونص قانوني بكل دقة وشفافية وبشباب أكفاء في عملهم، وإذا عدت للمقدمة لا أتاجر بكلمات جوفاءً، ولكن اصحح مسارا لدولة عظيمة على مر العصور، ونستطيع باولادنا ان نفعل من يراه الغير مستحيلا.. وكان يا مكان..

search