السبت، 02 نوفمبر 2024

07:22 م

مريم نعوم ومراد في جلسة تحويل الروايات للسينما بمهرجان الجونة

الإثنين، 28 أكتوبر 2024 08:59 م

مهرجان الجونة السينمائي

مهرجان الجونة السينمائي

من الكتب إلى الشاشة.. “التقريب بين الأدب والسينما” كان عنوان الحلقة النقاشية التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الخامس لمهرجان الجونة السينمائي في دورته السابعة وضمت الجلسة الكاتبة مريم نعوم والسيناريست تامر حبيب، والمؤلف أحمد مراد، وأدار الجلسة الكاتب والناقد السينمائي رامي عبد الرازق.


هل هناك قطيعة بين الأدب والسينما؟ بدأت الجلسة بطرح هذا السؤال، والذي أجاب عنه تامر حبيب، مؤكدًا أن هناك بالفعل قطيعة. واستند إلى تجربته، حيث بدأ مشاهدة الأفلام في سن مبكرة واستوعب فكرة أن هناك أعمال أدبية تحولت إلى أفلام بالفعل. ومن هذه النقطة، وجد شغفه وحبه لقراءة الروايات. ثم تحدث عن تجربته في مسلسل "لا تطفئ الشمس"، مشيرًا إلى أن الرواية مليئة بالتفاصيل التي وجدها مادة للسرد في 30 حلقة، وأصر على تحديث القصة لتناسب الجيل الجديد، والتي استمتع آنذاك بكتابتها وإضافة أفكاره لها مع الاستلهام من شخصيات في أعمال أدبية أخرى. وأكد أنه يسعى لتحويل أكثر من رواية إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية في الفترة القادمة.


ثم انتقل الحوار إلى أحمد مراد، الذي تُعد مسيرته الأكثر بروزًا في تحويل أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية. ناقش مراد فكرة التحويل، حيث يرى أن الكتابات في الفترة الأخيرة توجهت إلى الفوز بجوائز مثل جائزة نجيب محفوظ، مما أدى إلى تجاهل اهتمامات الجمهور، حتى عادوا لتحويل مسارهم مرة أخرى لتوجيه الاهتمام إليهم من جديد. ومن وجهة نظره، فهو غير معترف بقدسية النص، لأن تحويل الرواية إلى سيناريو يمنح الكاتب فرصة للتجويد وخلق عناصر بصرية جديدة تضيف إيجابيًا إلى الرواية. وعن فرصته لتحويل نص أدبي كتبه روائي آخر إلى سيناريو، أكد مراد أنه متحمس لخوض مثل هذه التجربة. وأما المعايير التي يضعها لأي سيناريست لتحويل رواياته إلى سيناريو، فهي ضرورة التأكد أولًا من قدرة السيناريست الفنية على تحويل النص الأدبي، حيث يعتبر أعماله مثل أبنائه.

مريم نعوم وتجربة اقتباس الرواية
أما عن الاقتباس من الروايات، فتحدثت مريم نعوم عن تجربتها في اقتباس "بنت اسمها ذات"، الذي حقق لها رغبة في الحكي والتأريخ الاجتماعي. لم يكن من السهل أن تحكي أكثر من 60 سنة في فيلم، بل كانت شاشة التلفزيون هي الأفضل لاحتواء هذا العمل.
وأكدت مريم نعوم أن هناك جيلًا جديدًا من الأدباء متمسكًا برواياتهم، مما أدى إلى ظهور عدد من النصوص الأدبية التي يمكن تحويلها إلى سيناريو، ولكن القيود التي يفرضها الأديب على السيناريست تجعل الأمر معقدًا.


وأكدت مريم نعوم أنه من المهم عند التحويل إلى سيناريو الحفاظ على وجهة نظر الأديب في طرح القضية التي يناقشها العمل.
وأضافت مريم نعوم أنها تعرضت للهجوم في فترة، وتم وصمها بالإفلاس الفكري، حيث اعتُبر أنها ليست لديها القدرة على كتابة سيناريو بل تقتبس فقط. وعلق تامر حبيب على ذلك، مؤكدًا أن السيناريست ليس مطالبًا بأن يكون مؤلفًا، والأهم أن يجيد كتابة السيناريو.
وعندما تبدأ في تحويل النص الأدبي إلى سيناريو، أكدت مريم نعوم أنها تعتبر نفسها حاسمة مع الأديب، حيث لا تسمح له بالتدخل في مرحلة الكتابة. وتجد أن واحدة من أسباب تعطيل عملية الانتهاء من الكتابة وتنفيذ المشروع هي أن الأديب اعتاد على أنه يكتب وينتهي من الكتابة ثم تُنشر، على عكس التحويل إلى سيناريو، الذي قد يمتد إلى 4 سنوات.


فيلم الافتتاح

وقد أعلن مهرجان الجونة السينمائي عن إجراء تعديل في برنامج دورته السابعة، حيث تقرر عرض الفيلم القصير الحائز على السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي "الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا" كفيلم افتتاح الدورة، بعد تعذر عرض فيلم "آخر المعجزات" للمخرج عبد الوهاب شوقي.

ولم يفصح المهرجان عن سبب تغيير عرض الفيلم قبل ساعات من حفل الافتتاح المقرر مساء اليوم، فيما تشير المصادر إلى رفض الفيلم المصري القصير من قبل الرقابة.

"الرجل الذي لم يستطع أن يبقى صامتًا" (THE MAN WHO COULD NOT REMAIN SILENT) هو فيلم قصير للمخرج نيبويشا سلييبسيفيتش، من إنتاج كرواتيا، وفرنسا، وبلغاريا، وسلوفينيا، مدته 14 دقيقة، يتابع قصة ركاب قطار أوقفتهم ميليشيا عسكرية في عام 1993 في البوسنة والهرسك، خلال عملية تطهير عرقي. ومن بين 500 راكب، رجل واحد فقط يجرؤ على التصدي لهم.


تهدف هذه الدورة إلى تقديم تجربة سينمائية فريدة تجمع بين العروض الأولى للأفلام، الندوات الثقافية، وورش العمل، بالإضافة إلى خلق فرص تواصل مثمرة بين صناع السينما في أجواء راقية ومميزة.

مهرجان الجونة السينمائي

يعد مهرجان الجونة السينمائي أحد المهرجانات الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويهدف إلى عرض مجموعة متنوعة من الأفلام من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على السينما العربية، لجمهور متحمس ومطلع، كما يسعى إلى تعزيز التواصل بين الثقافات من خلال فن صناعة الأفلام.

ويهدف مهرجان الجونة السينمائي إلى ربط صناع الأفلام من المنطقة بنظرائهم الدوليين بروح التعاون والتبادل الثقافي. علاوة على ذلك، يهدف المهرجان إلى تعزيز ودعم نمو الصناعة في المنطقة وتوفير منصة لصناع الأفلام لعرض أعمالهم بالإضافة إلى اكتشاف أصوات ومواهب جديدة تثري صناعة السينما.

يُعتبر مهرجان الجونة السينمائي واحدًا من أبرز الفعاليات الثقافية والفنية في العالم العربي، حيث يجمع بين شغف السينما والجمال الطبيعي لمدينة الجونة الساحلية. تأسس المهرجان في عام 2017، وحقق منذ ذلك الحين شهرة واسعة، مما جعله وجهة مميزة لصناع الأفلام والمحبين من جميع أنحاء العالم. يهدف المهرجان إلى تعزيز الثقافة السينمائية، وتقديم منصة للأفلام العربية والعالمية، مما يساهم في تطوير صناعة السينما في المنطقة.

يشمل المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة، من عروض الأفلام إلى ورش العمل والندوات، مما يتيح للمهتمين فرصة التعلم والتفاعل مع الخبراء في المجال. كما يسعى المهرجان إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والبيئية من خلال الأفلام المختارة، مما يعكس التزامه بالتأثير الإيجابي على المجتمع.

يتميز المهرجان أيضًا بجو احتفالي، حيث يتم تنظيم حفلات ومناسبات تجمع بين الفنانين والمبدعين. يتيح هذا التفاعل بين الأسماء اللامعة والجمهور فرصًا لنقاشات مثمرة وتبادل الأفكار. يتناول المهرجان في كل دورة مجموعة من الموضوعات التي تعكس التحولات الثقافية والاجتماعية، مما يجعله منصة ديناميكية تعكس نبض المجتمع.

من خلال الدعم المتواصل لصناعة السينما العربية، أصبح مهرجان الجونة السينمائي رمزًا للإبداع والتنوع، وهو يطمح دائمًا إلى تقديم تجارب فريدة للجمهور، واستقطاب أفضل المواهب من كافة أنحاء العالم. يُعتبر المهرجان تجسيدًا للتواصل الثقافي وبناء جسور بين الشعوب من خلال لغة الفن.

search