السبت، 02 نوفمبر 2024

09:29 م

ظاهرة شيرين وحبيب والزوجة التانية!!

الخميس، 18 يوليو 2024 03:30 م

السيد الطنطاوي

السيد الطنطاوي

السيد الطنطاوي

ظاهرة شيرين وحبيب والزوجة التانية!! 

السيد الطنطاوي

مسلسل ضرب المغنية شيرين عبد الوهاب، على يد زوجها السيد حسام حبيب هو عبارة عن ظاهرة إعلامية، قبل أن تكون مشكلة أسرية أو اجتماعية، لأنه لا حل لظاهرة إعلامية يريد صاحبها أو صاحبتها استمراراً لها من أجل مزيد من الشهرة أو البقاء على "قيد الحياة الإعلامية". فبالرغم من أن حكاية ضرب حسام لزوجته يأتي في فترات زمنية تطول وتقصر، إلا أنها أصبحت حكاية مكررة أو مقررة على الناس التي "ملت" من ظهور هذه الحالات الفريدة على وسائل الإعلام، ونشرها في الصحف والمواقع الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتناول بعض المذيعين لوقائع الضرب والخلاف، ليستمر المسلسل بشكل لا يُخجل السيد حسام حبيب ولا السيدة شيرين. 

هذا "الموضوع" يراه كثيرون أنه زاد عن الحد المعقول وبشكل غير طبيعي، فمن خبر الضرب الرئيسي إلى خبر من جانب حبيب، ثم خبر ثاني من جانب شيرين، يضاف إليهما أخبار ثرثرة ونميمة من أصدقاء كل طرف، فلا يدرك الناس أين الحقيقة فيما يُنشر ويُتداول ويُقال. 

لو افترضنا أن خلافا كبيرا وفجوة اتسعت بين "شيرين وحبيب" يؤديان إلى قيام السيد حبيب بضرب شيرين وقيامها بالرد عليه - وهو حقها ولا ينكره أحد -!!، فالحل هنا يكمن في الابتعاد عن بعضهما "ويا دار ما دخلك شر"، و"يذهب كل حي إلى حال سبيله"، فيكونا في مأمن من الصراع والشد والجذب ثم التشابك بالأيدي، ويكون الناس في مصر والعالم العربي في مأمن من هذه الأخبار التي تعكنن عليهم عيشتهم.

إذن الحل سهل، وفي يد كل واحد منهما أن يقترح على الطرف الآخر الابتعاد والبحث عن شريك لا ينغص على شريك حياته صفاء نفسه.

يذكرني مسلسل "شيرين وحسام" بفيلم "الزوجة التانية" للمتألق صلاح منصور "العمدة عتمان" وخلافه مع زوجته سناء جميل "حفيظة" على أهمية وجود "ولد" ليرثه ويرث آل عتمان من بعده، و"تزوغ" عين عتمان على "فاطمة" سعاد حسني زوجة شكري سرحان "أبو العلا"، رغم أنه باعتقادي أن قريته بها ألف سعاد حسني "فاطمة"، ألف شابة غير متزوجة تتمنى "عتمان" شخصيا زوجا لها، ولكنه العمى - بعيد عنك - سميه كما تشاء "عمى الحب" أو "عمى المصير المحتوم لعتمان" على يد "فاطمة" بسبب ظلمه الذي طال جميع أهل قريته وأسرة أبو العلا، فيُشل ويموت كمدا كما تسبب في موت كثيرين كمدا.

تيمة الفيلم قامت على أن الرجل وقعت عيناه على فاطمة فقط ولا غير فاطمة "مرات" أبو العلا، وقد فعل كل شيء للفوز بها كزوجة ثانية وضرة لزوجته الأولى حفيظة لتكون سببا في تنغيص حياته وهلاكه وهو ما أراده صناع الفيلم!!

لكن لو افترضنا أن "عتمان" اختار فتاة أخرى من قريته للزواج وعلى عكس ما أراد صناع الفيلم، فيمكن القول أن حياته ستستمر بدون تنغيص ولا قلق وستؤخر حتمية نهايته بالطبع، وستكون بشكل مغاير لما حدث بالفيلم، ربما تكون أقل دراماتيكية مما شاهدناه، وجعل البعض ممن يكرهونه لأفعاله "يشفقون" على كسره وضعفه وهوانه.

فهل يشفق حسام حبيب على نفسه أو تشفق شيرين على نفسها وعلى جمهورها وعلينا من هذا المسلسل الذي طال؟!!  

search