الإثنين، 23 ديسمبر 2024

01:21 ص

رئيس الوزراء: الدولة منفتحة لسماع جميع الآراء بما فيها الانتقادات

الإثنين، 28 أكتوبر 2024 05:20 م

باسم ياسر

اجتماع رئيس الوزراء مع المفكرين

اجتماع رئيس الوزراء مع المفكرين

أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أن الدولة المصرية منفتحة على كل الآراء، بما فيها الانتقادات، مؤكداً أن الهدف من هذه النقاشات هو تحقيق المصلحة العامة للدولة. 

وشدد مدبولي على أن الاستماع إلى كافة الأفكار والطروحات يأتي في إطار التوجه نحو بناء قاعدة فكرية وسياسية تساعد في صياغة قرارات تعزز الاستقرار والنمو للدولة المصرية في المرحلة الراهنة.

جاء ذلك خلال اللقاء الى عقده رئيس الوزراء مع عدد من المفكرين السياسيين، من أساتذة العلوم السياسية والخبراء الاستراتيجيين، ومن بينهم الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور محمد كمال، مدير برنامج العلاقات الدولية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والسفير محمد توفيق، سفير مصر الأسبق لدى الولايات المتحدة وكاتب ومفكر سياسي.

وأشار مدبولي إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار جلسات متعددة سبق أن عقدها مع قامات فكرية بارزة في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة، بهدف الاستفادة من الأفكار البناءة التي تُقدم في مثل هذه المناسبات. وأكد أن الجلسات التخصصية الحالية ستسهم في وضع أطر محددة لمناقشة ملفات ذات أبعاد استراتيجية تتناول الجوانب السياسية الداخلية والخارجية.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية منفتحة على كل الآراء، بما فيها الانتقادات، مؤكداً أن الهدف من هذه النقاشات هو تحقيق المصلحة العامة للدولة. 

وشدد مدبولي على أن الاستماع إلى كافة الأفكار والطروحات يأتي في إطار التوجه نحو بناء قاعدة فكرية وسياسية تساعد في صياغة قرارات تعزز الاستقرار والنمو للدولة المصرية في المرحلة الراهنة.

الملفات السياسية الخارجية: أمريكا والشرق الأوسط 

تناول اللقاء عددًا من المحاور الهامة، كان من أبرزها الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية، حيث ناقش المجتمعون تطورات الانتخابات الأمريكية المقبلة وتأثيرها المحتمل على منطقة الشرق الأوسط. وتطرق الحاضرون إلى السيناريوهات المتوقعة لهذه الانتخابات، خصوصاً ما يتعلق بتأثيراتها على اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية، وإمكانية أن تشكل نتائجها فرصة لتعزيز الاستقرار وتهدئة التوترات الإقليمية في المنطقة. 

وركز النقاش على دور مصر المتوقع في هذا الإطار، وكيفية توظيف هذه التطورات لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

كما ناقش المفكرون الفرص المتاحة لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودول العالم، بما يتناسب مع الأولويات الوطنية ويعزز التعاون في مجالات مختلفة كالتعليم، والبحث العلمي، والاقتصاد. وأبرز الحضور أهمية توسيع نطاق "القوة الناعمة" المصرية، عبر استثمار الثقافة والفن والتعليم، ودورها في بناء جسور تواصل وثقة مع الشعوب المختلفة، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

الأوضاع الإقليمية: دور مصر في استقرار المنطقة 

انتقل النقاش إلى المحور الإقليمي، حيث تم التطرق إلى التحديات الملحة التي تواجه المنطقة، والتي تشمل الصراعات المستمرة في مناطق مثل قطاع غزة، ولبنان، والسودان. وأكد الحاضرون أن مصر تلعب دوراً محورياً في جهود التنسيق الإقليمي، حيث كانت ولا تزال داعمة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، والحفاظ على مصالحها ومصالح شعوب الدول المجاورة.

كما أشار الحضور إلى أهمية ملف أمن البحر الأحمر وضرورة تأمينه من أي تهديدات محتملة، وذلك لما يمثله من أهمية استراتيجية كبرى لمصر. إضافة إلى ذلك، ناقش المجتمعون قضايا متعلقة بأمن المياه في ظل التحديات الراهنة، مؤكدين على ضرورة توحيد الجهود الدبلوماسية المصرية لضمان استدامة الموارد المائية للدولة.

المحور الداخلي: الانتخابات البرلمانية والمحليات

 وعلى صعيد الشأن الداخلي، تناولت الجلسة عدة قضايا مهمة، من بينها الانتخابات البرلمانية القادمة، واستعدادات الدولة لضمان سير العملية الانتخابية بنجاح وشفافية.

 كما طُرحت مسألة دعم المحليات وتفعيل دورها في خدمة المواطن المصري، مؤكدين أن تفعيل دور المحليات يمكن أن يسهم في حل العديد من التحديات التي تواجه المناطق المختلفة، خاصة ما يتعلق بتقديم الخدمات العامة وتحسين جودة الحياة.

وأوصى الحضور بضرورة استمرار الجولات الميدانية التي يقوم بها رئيس الوزراء والمسؤولون، بهدف الاطلاع على المشاكل عن قرب والتفاعل مع قضايا المواطنين، بالإضافة إلى انتظام عقد المؤتمرات الصحفية الرسمية التي تستهدف الرد على شواغل الرأي العام. وشددوا على أهمية تعزيز الشفافية والوضوح في الرد على استفسارات المواطنين، لما لذلك من دور إيجابي في تعزيز الثقة بين المواطن والحكومة.

استفادة الحكومة من الأفكار المطروحة 

من جانبه، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، على أهمية الأفكار التي تم طرحها، معبراً عن تقديره لآراء المفكرين الذين أسهموا في إثراء النقاش حول قضايا حيوية. وشدد على أن الحكومة تستفيد بالفعل من مثل هذه اللقاءات التي تسهم في توجيه استراتيجياتها وأولوياتها وفقاً لمتطلبات المرحلة. وأعلن مدبولي أنه سيواصل عقد مثل هذه الجلسات شهرياً، لمواصلة التشاور حول المستجدات السياسية، والاستفادة من الأفكار المطروحة بما يعزز من فعالية عملية صنع القرار.

في نهاية اللقاء، أعرب المفكرون عن تقديرهم لرئيس الوزراء على إتاحة الفرصة لهم لطرح آرائهم بحرية والانصات الجيد لمقترحاتهم، مشيدين بهذه الخطوة التي تعكس التزام الحكومة بتبني آراء الخبراء وأصحاب الفكر.

search