السبت، 02 نوفمبر 2024

05:31 م

إسرائيل تعلن انتهاء الهجوم على إيران وطهران تعترف بخسائر محدودة

السبت، 26 أكتوبر 2024 11:08 ص

باسم ياسر

قصف إسرائيلى على طهران

قصف إسرائيلى على طهران

أعلنت هيئة البث الإسرائيلية اليوم السبت انتهاء سلسلة من الهجمات الجوية على مواقع عسكرية في إيران، حيث استهدفت ثلاث موجات هجومية حوالي عشرين موقعًا عسكريًا. 

تأتى الهجمات الإسرائيلية في وقت حساس تزداد فيه التوترات الإقليمية، وتنذر بمزيد من التعقيد في الساحة الشرق أوسطية.

تفاصيل العملية العسكرية: أهداف محددة وأضرار طفيفة

استهدفت الهجمات الإسرائيلية مواقع عسكرية حيوية في إيران، حسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، التي أشارت إلى أن العملية تركزت على منشآت تستخدم لإنتاج الصواريخ. وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته عادت بسلام بعد استهداف هذه المنشآت، مع تأكيده أيضًا قصف منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها تهدف إلى تقييد حركته الجوية.

من جانبها، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن الهجوم شمل مواقع في عدة مناطق، من بينها طهران وخوزستان وإيلام.

 وأوضحت الدفاعات الجوية الإيرانية، في بيان لها، أن الطائرات الإسرائيلية هاجمت أهدافًا على ارتفاعات مختلفة، وأن الدفاعات الجوية تمكنت من صد الهجوم، إلا أن بعض المواقع قد تعرضت لأضرار محدودة.

الرد الإيراني على الهجمات: استعداد للمواجهة

وردًا على هذه العملية، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن القوات الإيرانية في حالة تأهب قصوى، مشيرًا إلى أن إيران جاهزة للرد على أي اعتداء إضافي.

 ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، التابعة للحرس الثوري، عن مصادر رسمية قولها إن هذه الهجمات لن تمر دون رد، وأن الرد الإيراني سيكون متناسبًا مع حجم الهجوم الإسرائيلي، مما يزيد من احتمالات المواجهة المباشرة بين الطرفين.

وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إيرانية أن نظام الدفاع الجوي الإيراني قد رصد الطائرات الإسرائيلية على مدار مراحل العملية، وأشار التلفزيون الرسمي الإيراني إلى سماع دوي انفجارات قوية في العاصمة طهران. في حين لم تعلن طهران عن حجم الخسائر الدقيقة بعد، ولكنها نفت وقوع أي حرائق في مصفاة طهران.

الطائرات الإسرائيلية المشاركة: قوة هجومية ضخمة

حسب مصادر عسكرية إسرائيلية، شاركت أكثر من 100 طائرة مقاتلة في الهجوم،  وتضمنت العملية أيضًا استخدام طائرات للتزود بالوقود في الجو، مما سمح للمقاتلات بقطع مسافات طويلة والوصول إلى أهدافها في عمق الأراضي الإيرانية. 

ووفقًا لتقارير إسرائيلية، فإن الهدف من هذه الهجمات هو إضعاف القدرات العسكرية الإيرانية، وخاصة تلك التي تتيح لإيران تنفيذ عمليات هجومية عبر الحدود.

الأهداف المحددة للعملية: الابتعاد عن المنشآت النووية

أفادت تقارير إعلامية أن الهجمات استهدفت مواقع عسكرية فقط، وتجنبّت البنية التحتية للطاقة والمنشآت النووية. 

ويأتي هذا التأكيد بعد تحذير الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن واشنطن لن تدعم أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، مع دعوته إسرائيل إلى تجنب استهداف حقل النفط الإيراني.

 الولايات المتحدة، بحسب التصريحات الأمريكية، لم تشارك في العملية لكنها أُخطرت بها قبل تنفيذها.

تعليق مؤقت للرحلات الجوية

أثر الهجوم الإسرائيلي على حركة الطيران المدني في إيران؛ فقد أعلنت السلطات تعليق الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، ثم استؤنفت الرحلات بعد ساعات، وأوضح المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الإيرانية أن هذا الإجراء احترازي نتيجة الوضع الأمني المتوتر، وضمانًا لسلامة المسافرين.

موقف الولايات المتحدة: دعم لإسرائيل وتحذير من التصعيد

أعربت الولايات المتحدة عن تفهمها للعملية الإسرائيلية، حيث صرح شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، بأن الضربات تأتي ردًا على هجمات صاروخية شنّتها إيران في الأول من أكتوبر.

 ومع ذلك، حذر الرئيس بايدن من أن واشنطن لن تدعم أي تصعيد يشمل ضرب المواقع النووية الإيرانية، ما يشير إلى قلق متزايد لدى الإدارة الأمريكية من احتمالية تطور الأمور إلى حرب إقليمية واسعة.

ورغم هذا التحفظ الأمريكي على الأهداف النووية، أكد المسؤولون في واشنطن دعمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تقف بجانب إسرائيل في هذه المرحلة الحرجة.

تداعيات محتملة: هل تنذر بمرحلة جديدة من الصراع؟

يطرح التصعيد الأخير يطرح العديد من التساؤلات حول المستقبل، خاصة مع تزايد المخاوف من جر المنطقة إلى حرب شاملة.

 وتشير بعض التحليلات إلى أن هذه العملية قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الصراع بين إسرائيل وإيران، تتجاوز الهجمات السرية إلى صدامات عسكرية مباشرة. 

ويأتي هذا التصعيد في سياق تزايد العمليات الإسرائيلية في مناطق أخرى، مثل لبنان وقطاع غزة، حيث تستهدف الضربات الإسرائيلية قواعد حزب الله والجماعات المدعومة من إيران، مما يعزز القلق من احتمالية تمدد الصراع.

من ناحية أخرى، فإن أي رد إيراني قد يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي مضاد، وبالتالي يمكن أن تشتعل مواجهة عسكرية موسعة تشمل عدة دول إقليمية.

تراقب العديد من القوى الدولية الأوضاع عن كثب، بما في ذلك روسيا، التي تربطها بإيران علاقات وثيقة، إضافة إلى الصين والاتحاد الأوروبي، وكلاهما يفضل عدم تصاعد التوترات في منطقة الخليج الاستراتيجية.

تداعيات اقتصادية: التهديد على قطاع الطاقة

من المتوقع أن يكون لهذه العمليات العسكرية تأثير على قطاع الطاقة، حيث أن أي تصعيد بين إيران وإسرائيل يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في إمدادات النفط، خاصة إذا شملت الهجمات المقبلة منشآت نفطية إيرانية، ومع أن العملية الأخيرة تجنبت استهداف البنية التحتية للطاقة، إلا أن أي هجوم مستقبلي على المنشآت النفطية الإيرانية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا، مما سيلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي.

يضاف إلى ذلك أن الشركات العاملة في مجال الطيران والملاحة البحرية ستكون عرضة لمخاطر كبيرة في حال تزايد الهجمات، خاصة في الخليج ومضيق هرمز. ويعتمد الاقتصاد العالمي بشكل كبير على النفط الإيراني، وبالتالي فإن أي تعطيل لقطاع الطاقة الإيراني قد يؤدي إلى ارتفاعات حادة في أسعار النفط وإرباك الاقتصاديات العالمية.

الموقف الإقليمي: تعزيز التحالفات وضغوط دولية محتملة

إلى جانب الدعم الأمريكي لإسرائيل، تحظى إسرائيل بدعم من بعض الدول الخليجية التي تشاطرها القلق من تمدد النفوذ الإيراني، وبالرغم من أن معظم هذه الدول لم تصدر تصريحات رسمية تدعم العملية، إلا أن هناك شبه توافق بين الأطراف حول ضرورة الحد من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة.

ومن المتوقع أن يشكل هذا الهجوم نقطة محورية في تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، حيث ترى تلك الدول في إيران تهديدًا مشتركًا. ومع ذلك، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة قد تدفع المجتمع الدولي لزيادة الضغط على الأطراف للجلوس على طاولة الحوار، تجنبًا للتصعيد.

تشير هذه الهجمات إلى تصعيد غير مسبوق قد يؤدي إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران، خاصة إذا استمرت العمليات الانتقامية المتبادلة.

 ورغم عدم اعتراف أي من الطرفين بخسائر كبيرة، فإن هذه الهجمات تأتي لتؤكد أن الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران لم يعد محدودًا بالمواجهات السرية أو الضربات غير المباشرة، بل تجاوز ذلك إلى عمليات عسكرية واسعة النطاق.

يأتى الهجوم الإسرائيلى على إيران بعد نجاحها فى القضاء على البنية التحتية لحزب الله فى لبنان، واعتيال قيادات الصف الأول فى الحزب وعلى رأسهم حسن نصر الله الأمين العام، وهاشم صفى الدين المرشح لخلافته، كما أحدثت إسرائيل أضرارًا بالغة بحركة حماس فى غزة، وقتلت أكثر من 42 ألف من أهلى غزة، بالإضافة إلى تدمي المدينة بشكل كامل.

search