رئيس الوزراء يشهد ختام النسخة الثانية من مؤتمر السكان والصحة والتنمية

شهد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ختام فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية لعام 2024، بالعاصمة الإدارية الجديدة.

  انعقد المؤتمر تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت شعار "التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام"، واستضاف عددًا كبيرًا من الوزراء، المسؤولين، وخبراء دوليين ومحليين من مختلف أنحاء العالم، الذين حضروا لتبادل الأفكار والرؤى حول قضايا رئيسية مثل السكان والصحة والتنمية البشرية.

نائب رئيس الوزراء يسلط الضوء على أهمية التنمية البشرية

في كلمته خلال الجلسة الختامية، ألقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، الضوء على الدور الحاسم للتنمية البشرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 ووجه شكره العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته لهذا المؤتمر، وكذلك لرئيس مجلس الوزراء لدعمه المستمر في جميع مراحل الإعداد.

وأكد عبد الغفار على أن المؤتمر شهد على مدار خمسة أيام نقاشات ثرية وتعاونًا عالميًا من أجل مستقبل أكثر صحة وعدالة. وقد كان التركيز في النسخة الثانية من المؤتمر على محاور شاملة، منها محور "التنمية البشرية"، الذي يعكس الاهتمام المتزايد بالاستثمار في رأس المال البشري كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة.

نقاشات مكثفة وجلسات متعددة خلال المؤتمر

خلال الأيام الخمسة، انعقدت 165 جلسة رئيسية وحوارية حول السكان والصحة والتنمية البشرية، وشارك فيها أكثر من 1167 متحدثًا ومشرفًا يمثلون نخبة من الخبراء الدوليين والمحليين. تواجد 112 منظمة دولية ومصرية، وهو ما ساهم في جعل المؤتمر منصة تفاعلية لتبادل الخبرات والأفكار. وأتاح المؤتمر فرصة لـ 38,700 مشارك للاستفادة من هذه النقاشات، في خطوة تعكس الاهتمام العالمي والمحلي المتزايد بقضايا التنمية البشرية والصحة.

الزمالة الطبية والشباب في قلب الاهتمام

لم يكن المؤتمر مجرد منصة للنقاشات النظرية، بل شمل برامج عملية أيضًا، منها برنامج الزمالة الذي شارك فيه ما يقرب من 4000 متدرب. كما نظمت هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية جلسات تدريبية لتطوير المهارات المهنية لشباب الأطباء، وهو ما يُبرز الدور المحوري للشباب في دعم الرؤية المستقبلية للتنمية البشرية.

إطلاق مبادرتين وطنيتين لتعزيز التنمية المستدامة

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية خلال المؤتمر عن إطلاق مبادرتين رئيسيتين، هما البرنامج الوطني للتنمية البشرية والاستراتيجية الوطنية للصحة 2024-2030. تهدف هاتان المبادرتان إلى تحقيق التغطية الصحية الشاملة وتعزيز جوانب الأمن الصحي في مصر، بما ينسجم مع رؤية مصر 2030.

البرنامج الوطني للتنمية البشرية يُركز على تعزيز رفاهية المواطن المصري على كافة الأصعدة الاجتماعية والصحية والبيئية، بينما تستهدف الاستراتيجية الوطنية للصحة تحسين الرعاية الصحية الوقائية وتعزيز خدمات الرعاية الأولية والتثقيف الصحي. ويعد اتخاذ القرارات المبنية على البيانات جزءًا أساسيًا من هذه الاستراتيجية لتحقيق الأهداف المرجوة.

توصيات قيمة ومستقبل مشرق للتنمية البشرية

استعرض الدكتور خالد عبد الغفار خلال كلمته الختامية مجموعة من التوصيات التي خرج بها المؤتمر، مؤكدًا على ضرورة العمل المشترك لتحقيق مستقبل يتمتع فيه كل مواطن مصري بفرصة للعيش بكرامة وصحة جيدة. وأعرب عن شكره العميق لكل من شارك في تنظيم هذا الحدث الكبير، من وزراء ومسؤولين وضيوف المؤتمر من دول شقيقة وصديقة، إضافة إلى المؤسسات والمنظمات الدولية.

واختتم عبد الغفار كلمته بالإعلان عن انعقاد النسخة الثالثة من مؤتمر السكان والصحة والتنمية البشرية في الفترة من 10 إلى 13 نوفمبر 2025، مما يعكس استمرار الجهود الوطنية والدولية في هذا المجال.

ختام المؤتمر: رؤية مشتركة لمستقبل أكثر استدامة

مؤتمر السكان والصحة والتنمية البشرية 2024 لم يكن مجرد حدث مؤقت، بل كان تجسيدًا لرؤية طويلة الأمد نحو تحسين جودة الحياة للمواطنين في مصر والعالم. من خلال تعزيز الشراكات الدولية والاستفادة من الخبرات العالمية، تسعى مصر إلى تحقيق تقدم ملموس في مجالات الصحة والتنمية البشرية بما يحقق رفاهية أكبر لمواطنيها.