السبت، 02 نوفمبر 2024

09:44 م

وزير الصحة يحضر جلسة حول قوة الثقافة والإعلام فى تشكيل التصورات الصحية

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 03:03 م

باسم ياسر

جلسة حوارية حول دور الإعلام فى الثقافة الصحية

جلسة حوارية حول دور الإعلام فى الثقافة الصحية

أكد الدكتور خالد عبدالغفار على الدور البالغ الأهمية الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الوعي المجتمعي، خصوصًا بين فئة الشباب، مشيرًا إلى أن الشراكة بين وزارتي الصحة والثقافة تعتبر محورية في هذا السياق.

جلسة حوارية حول دور الإعلام فى الثقافة الصحية

جاء ذلك في إطار فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC24)، حيث عُقدت جلسة حوارية بعنوان «قوة الثقافة والإعلام.. تشكيل التصورات الصحية والسلوكيات الإنسانية»، حضرها الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، إلى جانب نخبة من المتحدثين والخبراء من بينهم وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان الدكتور حسام عبدالغفار، ومدير شركة فايزر مصر الدكتور عمرو سيف، والمخرج طارق رفعت.

الثقافة والإعلام في خدمة الصحة العامة:

في بداية الجلسة، أكد الدكتور خالد عبدالغفار على الدور البالغ الأهمية الذي تلعبه الثقافة في تعزيز الوعي المجتمعي، خصوصًا بين فئة الشباب، مشيرًا إلى أن الشراكة بين وزارتي الصحة والثقافة تعتبر محورية في هذا السياق. 

أوضح عبدالغفار أن الثقافة والإعلام، عبر الأعمال الدرامية والبرامج الحوارية، يساهمان بشكل فعّال في تغيير المعتقدات المجتمعية الخاطئة وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية. 

كما لفت إلى أهمية البرامج التوعوية الصحية المجانية التي تستهدف تحسين معرفة المواطنين بالأمراض والقضايا الصحية المختلفة.

وشدد عبدالغفار على أن الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا صحية واجتماعية تسهم بشكل مباشر في تحسين السلوكيات والمعتقدات، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية البشرية التي تسعى إليها الدولة. 

وأكد أن المحتوى الثقافي الذي يدمج القضايا الصحية والسكانية يساعد في مواجهة التحديات المجتمعية بشكل أكثر فعالية.

الثقافة كأداة للتنمية البشرية:

من جانبه، أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن الثقافة تُعد جزءًا أساسيًا في تكوين هوية الفرد والمجتمع المصري، مشيرًا إلى أنها تسهم في تشكيل الأفكار التي تساهم بدورها في بناء مجتمعات أكثر تطورًا ووعيًا. 

وأوضح أن التعاون مع وزارة الصحة يهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بالقضايا الحيوية مثل الصحة والسكان والتنمية البشرية، مشددًا على أن الفن والثقافة لهما قدرة فريدة على توصيل الرسائل الصحية بشكل فعّال من خلال الأعمال الدرامية، والفنون التشكيلية، والموسيقى، وغيرها من الأشكال الفنية.

وأشار هنو إلى أن وزارة الثقافة تعمل على مشروعات تكاملية بالتعاون مع الوزارات الأخرى لتحقيق أهداف التنمية البشرية. ويشمل ذلك تعزيز الوعي الصحي والاجتماعي عبر شبكة من القصور الثقافية التي تنتشر في مختلف أنحاء البلاد.

 وأكد أن تلك الجهود تركز على الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور لتعزيز التفاعل المجتمعي مع القضايا الهامة.

الإعلام كأداة لرفع الوعي الصحي:

في سياق متصل، تحدث الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، عن أهمية الإعلام في توجيه الرسائل الصحية والتثقيفية للمجتمع، لافتًا إلى أن الدراسات أثبتت أن الدراما لها تأثير كبير في رفع الوعي الصحي لدى المشاهدين. وأشار إلى أن نسبة كبيرة من الجمهور الذين تعرضوا لمحتوى صحي درامي، قاموا باتخاذ خطوات فعلية لتحسين صحتهم.

وأكد عبدالغفار على ضرورة رفع كفاءة الإعلاميين الصحيين لضمان توصيل الرسائل الصحية بشكل علمي دقيق وفعّال. 

وأوضح أن هناك تعاونًا قائمًا بين وزارتي الصحة والثقافة بالإضافة إلى الجهات الإعلامية المختلفة، لتقديم برامج تدريبية متخصصة للإعلاميين الصحيين بهدف تحسين جودة المحتوى الصحي المقدم للمجتمع.

الشراكة مع القطاع الخاص:

وفي نفس السياق، أشار الدكتور عمرو سيف، مدير شركة فايزر مصر، إلى أن رؤية مصر 2030 ترتكز على تنمية الإنسان المصري ليصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات والمشاركة بفعالية في المجتمع. وأكد أن الثقافة تلعب دورًا محوريًا في تحقيق هذا الهدف. وأعرب عن استعداد شركته لدعم وزارتي الصحة والثقافة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى وجود برامج تدريبية مشتركة تستهدف الإعلاميين الصحيين لرفع كفاءتهم في توصيل الرسائل الصحية بطريقة مبتكرة.

الدراما ودورها في مكافحة الشائعات:

من جانبه، ألقى المخرج طارق رفعت الضوء على أهمية استمرار الأعمال الدرامية التي تتناول القضايا الصحية والاجتماعية بشكل يتماشى مع التطورات التي يمر بها المجتمع. وأكد أن مصر تمتلك إرثًا غنيًا من الأعمال الدرامية التي ساهمت في رفع الوعي الصحي لدى الجمهور، ودعا إلى مواصلة هذه الجهود لمواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن الدراما يجب أن تلعب دورًا أساسيًا في توجيه المواطنين نحو مصادر المعلومات الصحيحة، وتشكيل الوعي الصحي لديهم بما يتماشى مع التطورات الحديثة.

النتائج المرجوة:

تُظهر هذه الجلسة الحوارية الدور الحاسم الذي تلعبه الثقافة والإعلام في تحقيق أهداف الدولة في مجالات الصحة والسكان والتنمية البشرية. وتبرز أهمية الشراكات المتعددة بين وزارات الصحة والثقافة، وكذلك بين القطاعين العام والخاص، لتقديم محتوى صحي توعوي يخدم المجتمع بشكل فعّال. كما تؤكد على ضرورة تطوير مهارات الإعلاميين في مجالات التوعية الصحية بما يضمن تقديم رسائل دقيقة وفعّالة للجمهور.

وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن الشراكة بين الثقافة والصحة، بالإضافة إلى دور الإعلام، تشكل قاعدة أساسية لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع. فمع ازدياد التحديات التي تواجه الصحة العامة في عصر المعلومات، تصبح هذه الأدوار أكثر أهمية، حيث يمكن للثقافة والإعلام أن يشكلا أدوات قوية لتحقيق رفاهية المجتمع، والتصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة، وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية.

وبهذا، تتجلى أهمية تكامل الجهود بين القطاعات المختلفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء مجتمعات أكثر وعيًا وصحة، قادرة على مواجهة تحديات العصر الحديث وتحقيق رفاهية المواطن المصري.

كان الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان،  قد افتتح فعاليات المؤتمر بكلمة أكد فيها على أهمية المبادرات التي تطلقها الدولة لدعم النمو البشري، لاسيما مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أطلقها الرئيس في سبتمبر 2024.

في كلمته، تقدم الدكتور خالد عبدالغفار بالشكر والتقدير للرئيس السيسي على دعمه المتواصل لقضايا الصحة والتنمية البشرية، مشيدًا برؤية القيادة المصرية التي تهدف إلى تحسين حياة المواطن المصري وتعزيز التنمية الشاملة. 

وتأتي النسخة الثانية من هذا المؤتمر في إطار مساعي مصر لمواصلة تحقيق أهدافها الوطنية المرتبطة برؤية "مصر 2030" ومخرجات الحوار الوطني، التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة.

يُعد المؤتمر، الذي يُقام تحت عنوان "التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام"، فرصة هامة للحوار وتبادل الخبرات بين مصر والدول المشاركة حول القضايا السكانية والصحية الملحة. 

وتمثل هذه الفعالية حدثًا استثنائيًا يجمع بين الخبرات المحلية والدولية، من خلال التعاون الوثيق بين المؤسسات المصرية والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي شاركت في تنظيم هذا الحدث. وقد أشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى أن المؤتمر يعكس نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي والمحلي في مجالات الصحة والسكان والتنمية.

خلال الجلسة الافتتاحية، أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن بناء الإنسان كان ولا يزال محور اهتمام الدولة المصرية، مشددًا على أن القيادة السياسية تدرك أن التنمية الشاملة لا تتحقق إلا من خلال الاستثمار في التعليم، والصحة، والبنية الأساسية للإنسان. 

كما استعرض إنجازات الدولة المصرية في السنوات الأخيرة في مجال تحسين الخدمات الصحية وتنمية القدرات البشرية، مشيرًا إلى المبادرات الصحية الكبيرة التي أطلقتها الدولة، مثل مبادرة "100 مليون صحة"، والتي ساهمت بشكل ملموس في تحسين حياة المواطنين.

search