السبت، 02 نوفمبر 2024

09:33 م

وزير الصحة: التنمية البشرية أساس لتحقيق النمو المستدام فى مصر

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 11:51 ص

باسم ياسر

مائدة مستديرة حول التمية البشرية فى مصر

مائدة مستديرة حول التمية البشرية فى مصر

أكد الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، أن مصر تولى أهمية كبيرة للتنمية البشرية، لأنها الطريق إلى التنمية المستدامة.

جاء ذلك فى إطار فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC'24) والذي يُقام تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

مائدة مستديرة لمناقشة التنمية البشرية والسكانية فى مصر

 انعقدت مائدة مستديرة رفيعة المستوى حول "التنمية البشرية والسكان في مصر". برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ومشاركة عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والخبراء، تم مناقشة التحديات والفرص المتعلقة بالقضية السكانية والتنمية البشرية في مصر، وكيفية دفع عجلة النمو المستدام في البلاد.

جاء انعقاد هذه المائدة المستديرة كجزء من فعاليات المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية في نسخته الثانية، الذي انعقد تحت شعار "التنمية البشرية: من أجل مستقبل مستدام".

يمثل هذا الحدث الدولي منصة حيوية لتبادل الخبرات والأفكار حول كيفية التعامل مع التحديات العالمية المتعلقة بالنمو السكاني والتنمية البشرية، مع التركيز على تعزيز البنية التحتية الصحية والتعليمية لتحقيق مستقبل أفضل.

مشاركة بارزة من كبار المسؤولين

شارك في المائدة المستديرة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، واللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كما حضر ممثلو المجالس القومية والمجتمع المدني، وممثلون عن الوزارات المختلفة، مما أضفى على اللقاء أهمية كبيرة وشمولية في معالجة القضايا المطروحة.

التصريحات والرسائل الرئيسية: رؤية مشتركة لحل الأزمة السكانية

أوضح الدكتور خالد عبد الغفار في كلمته أن القضية السكانية تشكل تحديًا رئيسيًا أمام فرص الاستثمار وتعيق التنمية البشرية في مصر.

 وأكد أن هذه القضية ليست مسؤولية وزارة بعينها، بل هي قضية تتطلب تكاتف جميع الوزارات والجهات المعنية للعمل على معالجتها بفعالية. 

كما أشار إلى أن مصر تعمل على حل هذه المشكلة منذ أكثر من 60 عامًا، وحققت بعض التقدم، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، مما يستدعي المزيد من الجهود المنسقة.

وأكد الدكتور عبد الغفار أن التعليم هو أحد أهم المفاتيح لمعالجة هذه القضية، مشيرًا إلى أهمية ترسيخ مفهوم "الأسرة السعيدة" لدى الأجيال القادمة من خلال المناهج الدراسية، وشدد على أن النهوض بالتعليم من شأنه أن يؤدي إلى تخريج أجيال قادرة على دفع الدولة نحو التنمية المستدامة.

دعم مالي كبير من الحكومة

من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن الحكومة المصرية تولي أهمية قصوى لقطاع التنمية البشرية، سواء من خلال التمويل المحلي أو الخارجي. 

وكشفت أن ميزانية التنمية البشرية للعام المالي 2024/2025 بلغت 118 مليار جنيه، إلى جانب 7 مليارات دولار من التعاون الدولي لدعم هذا القطاع. وبيّنت أن تعزيز التنمية البشرية هو أحد المحاور الرئيسية للتعاون مع الشركاء الدوليين، مشددة على أن التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال تحسين قدرات العنصر البشري.

الشباب والصحة الإنجابية: محور رئيسي للجهود المشتركة

من جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، على أهمية الشباب في هذه الجهود. وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تطوير عدد من البرامج والمبادرات بالتعاون مع الوزارات الأخرى لتمكين الشباب وتعزيز صحتهم الإنجابية. 

يأتي ذلك في إطار سعي الدولة لخلق جيل واعٍ ومدرك للتحديات السكانية والصحية التي تواجه البلاد.

التعليم والتنمية: علاقة وثيقة بين التحصيل العلمي والزيادة السكانية

أكد وزير التربية والتعليم، السيد عبداللطيف، على الارتباط الوثيق بين مستوى التعليم والنمو السكاني.

 وأشار إلى أن التعليم يلعب دورًا أساسيًا في رفع مستوى الوعي بالقضايا السكانية والتحديات المرتبطة بها. وأوضح أن الوزارة تعمل على تضمين هذه القضايا في المناهج الدراسية، إلى جانب تنفيذ فعاليات توعوية لتعزيز فهم الطلاب لهذه المشكلات.

كما أشار إلى أن التسرب من التعليم يعد أحد العوامل الرئيسية التي تفاقم من الأزمة السكانية، مؤكدًا أن التوعية والتعليم هما الأدوات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

الهوية الثقافية والتنمية البشرية: دور وزارة الثقافة في تعزيز التراث

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن الوزارة تعمل على تعزيز الهوية الثقافية للمصريين من خلال برامج متكاملة تهدف إلى بناء مواطن متميز يفخر بتراثه وثقافته. وبيّن أن دعم المواهب في مختلف المجالات الفنية والثقافية هو جزء من الجهود التي تبذلها الوزارة لتطوير الإنسان المصري، وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية.

تحركات البنك الدولي لدعم رأس المال البشري في مصر

قدمت الدكتورة سميرة التويجري، ممثلة البنك الدولي، عرضًا شاملًا حول التحركات السكانية في مصر، مشيرة إلى الإنجازات التي حققتها البلاد رغم التحديات. وأكدت أن العنصر البشري يمثل أحد أهم عوامل دفع عجلة التنمية في مصر. وأشارت إلى أهمية توفير بيئة تعليمية وصحية جيدة للأطفال لتحقيق التنمية البشرية، مما يمهد الطريق لجيل قادر على المنافسة في سوق العمل.

كما أكدت على أهمية الرعاية الصحية للأطفال والشباب، مشيرة إلى أن النجاح في تحسين هذه المؤشرات يمكن أن يؤدي إلى تحقيق تنمية مستدامة تسهم في تحقيق النمو الاقتصادي.

الخطط العاجلة والمستقبلية: خطوات نحو تحسين الخصائص السكانية

استعرضت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان لتنمية الأسرة، الخطة العاجلة التي تتبناها الدولة لتسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية. وتستهدف الخطة خفض معدل الإنجاب الكلي ليصل إلى 2.1 طفل لكل سيدة، من خلال تحسين الخصائص السكانية في مختلف المناطق.

كما أشارت إلى أن الخطة تتضمن لامركزية مطلقة في تنفيذ المشاريع، مع هيكلة جديدة للمجلس القومي للسكان لتعزيز التنسيق بين مختلف الجهات، وشملت الخطة أيضًا مبادرات لرفع كفاءة الوحدات الصحية وتحسين الرعاية الصحية الأولية.

توقيع بروتوكولات التعاون: جهود مشتركة لتعزيز الصحة الإنجابية

شهدت الجلسة توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يهدف إلى تعزيز الصحة الإنجابية من خلال تدريب الكوادر الطبية وتحسين خدمات الولادة الطبيعية في المستشفيات الجامعية. ويأتي هذا التعاون في إطار جهود الدولة لخفض معدلات الولادات القيصرية وتشجيع خدمات الصحة الإنجابية بعيادات تنظيم الأسرة.

انطلقت أمس النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية لعام 2024 في حدث بارز شهد حضور كبار المسؤولين والشخصيات الدولية، وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي جاء دعمه المستمر لقضايا الصحة والتنمية البشرية في مقدمة اهتمامات المؤتمر. وافتتح الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، فعاليات المؤتمر بكلمة أكد فيها على أهمية المبادرات التي تطلقها الدولة لدعم النمو البشري، لاسيما مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أطلقها الرئيس في سبتمبر 2024.

 وتأتي النسخة الثانية من هذا المؤتمر في إطار مساعي مصر لمواصلة تحقيق أهدافها الوطنية المرتبطة برؤية "مصر 2030" ومخرجات الحوار الوطني، التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة.

يُعد المؤتمر، الذي يُقام تحت عنوان "التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام"، فرصة هامة للحوار وتبادل الخبرات بين مصر والدول المشاركة حول القضايا السكانية والصحية الملحة.

 وتمثل هذه الفعالية حدثًا استثنائيًا يجمع بين الخبرات المحلية والدولية، من خلال التعاون الوثيق بين المؤسسات المصرية والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي شاركت في تنظيم هذا الحدث. وقد أشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى أن المؤتمر يعكس نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي والمحلي في مجالات الصحة والسكان والتنمية.

search