السبت، 02 نوفمبر 2024

09:33 م

وزيرة البيئة: الحفاظ على البيئة لم يعد ترفًا يمكن تجاهله

الأربعاء، 16 أكتوبر 2024 12:34 م

باسم ياسر

وزيرة البيئة أمام اجتماع وزراء البيئة العرب

وزيرة البيئة أمام اجتماع وزراء البيئة العرب

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة،  أن الحفاظ على البيئة لم يعد ترفًا يمكن تجاهله، بل أصبح ضرورة ملحة تهدد الأمن والسلام العالميين، إذا لم يتم التعامل معها بجدية على مستوى عالمي.

مشاركة وزيرة البيئة فى الدورة 35 لمجلس وزراء البيئة العرب

جاء ذلك في إطار مشاركة وزيرة البيئة في الدورة 35 لمجلس وزراء البيئة العرب، حيث شاركت في الاجتماع الوزاري الأول لمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، الذي عقد في المملكة العربية السعودية بحضور نخبة من الوزراء العرب المعنيين بقضايا البيئة.

 وجاءت تصريحات الوزيرة لتؤكد على أهمية هذه المبادرة باعتبارها منصة بيئية إقليمية تستهدف تعزيز التعاون بين كافة الأطراف لمواجهة التحديات المناخية، خصوصًا تلك المتعلقة بمكافحة التصحر وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة.

منصة للتعاون البيئي الإقليمي

أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" تسلط الضوء على التحديات المناخية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وخاصة المناطق الأكثر حساسية للتصحر والجفاف.

 واعتبرت أن الحفاظ على البيئة لم يعد ترفاً يمكن تجاهله، بل أصبح ضرورة ملحة تهدد الأمن والسلام العالميين، إذا لم يتم التعامل معها بجدية على مستوى عالمي. وتوقعت الوزيرة أن استمرار تدهور النظم البيئية من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم النزاعات والاضطرابات العالمية بحلول عام 2050.

أكدت الوزيرة أن هذه المبادرة ليست مجرد تجمع دولي للحديث عن المناخ، بل هي منصة حقيقية للتعاون بين الدول، حيث تهدف إلى تسريع الجهود للحفاظ على النظم البيئية وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة. وأضافت أن مصر تدعم المبادرة بشكل كامل، لكونها ترفع الطموحات المناخية العالمية وتستند إلى التعاون الإقليمي متعدد الأطراف.

الجهود المصرية في مكافحة التصحر

من جانب آخر، استعرضت الوزيرة جهود الدولة المصرية في مجال مكافحة التصحر واستعادة النظم البيئية، مشيرة إلى أن مصر كانت سباقة في هذا المجال على الصعيدين الإقليمي والدولي. فعلى سبيل المثال، خلال استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (COP14) في عام 2018، قامت بإطلاق مبادرة تهدف إلى الربط بين اتفاقيات تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر. هذه المبادرات، التي أطلقتها مصر، أسهمت في وضع موضوعات مثل وقف تدهور الأراضي في قلب عمليات التنمية المستدامة ومواجهة التحديات البيئية.

وخلال مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية (COP27)، الذي استضافته مصر، أطلقت البلاد مجموعة من المبادرات الدولية الهامة، مثل "مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام" (FAST)، والتي تهدف إلى تحسين الأنظمة الغذائية والزراعية لمواجهة تحديات التغير المناخي. كما أطلقت مصر مبادرة "التصدي المتسق لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتدهور الأراضي"، ومبادرة "العمل من أجل التكيف في قطاع المياه والقدرة على الصمود للتغيرات المناخية" (AWARe).

رؤية مصر 2050

ضمن استراتيجيتها الوطنية للمناخ 2050، وضعت مصر هدفًا خاصًا باستعادة النظم البيئية، وذلك من خلال اعتماد نهج الإدارة المستدامة للأراضي. وأكدت الوزيرة أن مصر تعمل على تحسين الوضع البيئي على المستوى الوطني من خلال خفض انبعاثات الاحتباس الحراري وتعزيز الغطاء النباتي. وأشارت إلى تنفيذ مبادرة "اتحضر للأخضر" التي أطلقها الرئيس المصري، والتي تهدف إلى تشجير مختلف المحافظات المصرية، بالإضافة إلى مبادرة "100 مليون شجرة"، التي تهدف إلى زيادة الغطاء الشجري في مصر.

كما تطرقت الوزيرة إلى الإجراءات الصارمة التي تتبناها الدولة المصرية لوقف التعدي على الأراضي الزراعية، واستنباط أصناف نباتية مقاومة للجفاف، وتطوير نظم الري من التقليدية إلى الحديثة. ولفتت إلى إنشاء محطات تحلية المياه في جميع أنحاء البلاد، والتي وصل عددها إلى نحو 60 محطة، وتبني مشروعات قومية مثل مشروع المليون ونصف مليون فدان ومشروع الدلتا الجديدة.

التزام مصر بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن جميع هذه المبادرات البيئية التي تنفذها مصر تتماشى مع الأهداف المنشودة لمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر". وقد كان تأييد مصر لهذه المبادرة منطلقًا من رؤيتها الشاملة للحفاظ على البيئة وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المناخية. وأشارت إلى أن استضافة مصر للقمة الثانية للمبادرة خلال مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية (COP27) هو دليل قوي على هذا التأييد والدعم.

وفي ختام كلمتها، شددت الوزيرة على أهمية مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" باعتبارها منصة حيوية لتبادل الخبرات وقصص النجاح والدروس المستفادة بين الدول العربية والإقليمية. وأعربت عن أملها في أن يتم من خلال هذه المبادرة وضع خارطة طريق فعالة لربط قضايا التغير المناخي والتحديات البيئية التي تواجه المنطقة العربية والأفريقية. كما أكدت على ضرورة الربط بين هذه القضايا والقضايا الدولية الأخرى، وخاصة التصحر.

شكر وتقدير للمملكة العربية السعودية

أعربت الوزيرة عن شكرها وتقديرها للمملكة العربية السعودية، وخاصة للمهندس عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي، على جهودهم الحثيثة لدعم العمل البيئي المشترك على كافة المستويات. وأشادت بالتعاون الإقليمي الذي يسعى إلى تعزيز الطموحات المناخية العالمية من خلال العمل المشترك لمواجهة التحديات البيئية والمناخية التي تشهدها المنطقة والعالم بأسره.

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر

من الجدير بالذكر أن مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" تم الإعلان عنها لأول مرة في القمة التي عقدت في الرياض في 25 أكتوبر 2021، برئاسة ولي العهد السعودي. وقد شاركت في هذه القمة أكثر من 35 دولة ومنظمة وهيئة دولية وإقليمية. وتهدف المبادرة إلى حماية البيئة في منطقة الشرق الأوسط، ومكافحة التغير المناخي من خلال معالجة تحديات مثل ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض معدل الأمطار، وارتفاع معدلات الغبار، والتصحر.

وتأتي هذه المبادرة كاستجابة ضرورية للتحديات البيئية المتزايدة في المنطقة، والتي باتت تهدد الاقتصادات المحلية والاستقرار الاجتماعي. ومن خلال التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات، تهدف المبادرة إلى تعزيز الجهود الجماعية لحماية البيئة وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

كانت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة قد أكدت على أهمية توحيد الجهود العربية لمواجهة القضايا البيئية الكبرى، وعلى رأسها التغير المناخي والتصحر.

جاء ذلك قبل توجه الوزيرة إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية للمشاركة في الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء البيئة العرب، وهي الدورة التي تترأسها مصر للفترة 2024/2025.

تأتي هذه الزيارة في إطار حرص وزيرة البيئة على تعزيز التعاون العربي في مجال مواجهة التحديات البيئية المشتركة، والمساهمة في تعزيز جهود التنسيق البيئي الإقليمي. 

كما ستشارك الوزيرة في الاجتماع الوزاري الأول لمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، الذي يُعقد بناءً على دعوة من المهندس عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي.

وخلال مشاركتها في اجتماع مجلس وزراء البيئة العرب، تسعى وزيرة البيئة إلى التأكيد على أهمية توحيد الجهود العربية لمواجهة القضايا البيئية الكبرى، وعلى رأسها التغير المناخي والتصحر، خاصة في ضوء استضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر "COP16". كما تدعو الدكتورة ياسمين إلى تنسيق المواقف العربية قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP29"، وتبني رؤية مشتركة تستند إلى المكاسب التي تحققت في مؤتمري "COP27" في شرم الشيخ و"COP28" في دبي.

يناقش المجلس عدة ملفات حيوية، منها خطة العمل العربية لمواجهة تغير المناخ، واستراتيجية تمويل المناخ حتى عام 2030، بالإضافة إلى مناقشات حول التحرك العربي في المفاوضات الدولية المتعلقة بتغير المناخ. يُتوقع أن تكون نتائج هذه المناقشات خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي في مواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي.

وفي سياق مشاركتها في الاجتماع الوزاري الأول لمبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، سلطت الوزيرة الضوء على أهمية المبادرة، التي تم إطلاقها في عام 2021، ودورها في تعزيز التعاون الإقليمي في مجال استعادة الأراضي المتدهورة والحفاظ على الغطاء النباتي. المبادرة تهدف إلى تقديم حلول مشتركة للحد من التدهور البيئي في المنطقة، وتعزيز الدعم الدولي لجهود استعادة الأراضي في الدول العربية، مع وضع إطار حوكمة واضح يضمن استدامة الأنشطة والمشروعات.

search