السبت، 02 نوفمبر 2024

05:31 م

طارق دراج يكتب: الهروب من الواقع

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024 01:43 م

طارق دراج

طارق دراج

الضعيف والمتخاذل ليس له الحق في الصراخ والعويل والاستنجاد، أو التودد للقوي لكي ينال الحماية أو المساندة. والشرق الأوسط ضعيف ومتخاذل في معظمه، من حيث المواقف أو التأثير في العالم، بل ويزداد ضعفا ووهنا بمرور الوقت. ولكي ندرك ما وصلنا اليه، علينا أن نرى كيف ينظرون الينا الأقوياء.. يقول جون ستيوارت في برنامج ديلي شو بالتليفزيون الأمريكي: نحن في الغرب عندما رسمنا حدود الشرق الأوسط واختارنا حكوماتكم بسلاسة، توقعنا منكم احسن من هذا الأداء، انظروا الى الاتفاق والذي نص على ان ننشيء مجموعة جديدة من البلدان بعضهم منطقي نوعا ما، وبالمقابل تعطونا بترولكم الشهي؛ بلا شك لم نكن نريد ان نتورط في كل هذه الدراما التي خلقناها بتصرفاتنا والتي ورطتنا في كل هذه الحروب، فساعدنا العراق في حربها مع ايران ثم غزونا العراق، وساعدنا ايران لمحاربة داعش، وبعدها استعملنا داعش لمحاربة الحوثيين، وضميرنا استيقظ وألقينا علي غزة الطعام بعد ما ألقينا عليهم القنابل.

 نعم هذه نظرة الاستعلاء التي يرانا بها الغرب، وهي نظرة واقعية الي حد بعيد، اما المتوحش والمتغطرس والدموي والجزار الصهيوني فلا جديد في أوصافه، فقد اعترف ببجاحة بلطجية أنه في عام ٤٨ كيف استولوا على أرض فلسطين، وقتلوا وحرقوا الأطفال والنساء، واستولوا علي منازلهم بأبشع الطرق غير الإنسانية. وهكذا فالحرب الآن لا جديد فيها من وحشية ودموية، ولكن هناك جديد آخر لا يريد احد التطرق اليه والجميع يعلمه؛ فقد اصبح الوقت ملائما لتوسع الكيان في آربع اجنحة تضاف لفلسطين وهم لبنان وسوريا والعراق واليمن. نعم انها اذرع لايران ويتم قذفهم كل لحظة في منازل شعوبهم والمساجد والكنائس والمدارس، لان مبررها اجتماع لحزب الله. وتنازلت هذه الأجنحة بان تكون دولا مستقلة ذات سيادة. والغريب والخطير أن جهابذة المحللين والعسكريين لم يتطرقوا الى هذه الحقيقة، بل والأخطر ان حزب الله يعلن انه يدافع عن شعب رسول الله(ص)، وجميع الدول العربية ضعيفة لا تستطيع الدفاع عن دينها. وهذا نوع من الغرور والتباهي بأنك تحمل راية الإسلام بمفردك. هذا هراء ما بعده هراء ومردوده واضح بعد ان أعلنت مصر بان سيناء اما ان تكون مصرية اويموت المصريون جميعا، والكيان يدرك ان هذه حقيقة وليست بروباجندا لان مصر لديها جيش قوي يستطيع ان يلقن من يعتدي عليها دروسا قاسية. والعالم كله ادرك ان الجامعة العربية والمنظمات الدولية بما فيهم مجلس الامن كلها تجمعات كرتونية هشة، لا تستطيع ان تقف امام العصابة الصهيونية. ولمن يريد ان يسأل والحل؟ نقول له بكل بساطة ان يكون لكل دولة جيش قوي ينتمي لبلده ولأرضه ولا ينتمي لمذهب. أما عن الأبطال في غزة فنرفع لهم القبعة، لشعبهم قبل مقاتليهم، لان ارضهم محتلة، ويحق لهم تحريرها بشتي الطرق، وان كنت متحفظا على مسمياتهم،  من حماس إلى القسام ثم الجهاد وخلافه. وأهمس في أذنهم أن يقرأوا التاريخ، وكيف تحررت الشعوب من الاستعمار، ليدركوا انه لا تحرر في ظل ما يسمي بمنظمة التحرير أو غيرها وأن يقرر الشعب الفلسطيني ان يحرر أرضه.

search