السبت، 02 نوفمبر 2024

09:32 م

"المسامح كريم".. التسامح يحافظ على صحتك!

الأربعاء، 17 يوليو 2024 09:10 ص

سوزان سعيد

التسامح

التسامح

تنازلت “جنة عليوة” لاعبة منتخب مصر للدراجات، عن القضية التى رفعتها ضد زميلتها “شهد سعيد”، موضحً أنها سامحت زميلتها، ولا تشعر تجاهها بأى ضغينة، بل وتتمنى لها النجاح والمشاركة فى أولمبياد2028!

أدركت جنة رغم صغر سنها أن الطريق للنجاح والسلام النفسى هو فى نبذ الخلافات والصفح عن الآخرين، فالحياة قصيرة لا تحتاج لأن نضيعها فى الحقد والضغينة التى تأكلنا ببطء، لنجد أن العمر يمضى بنا دون أن نحقق شيئاً ملموساً.

ولكن إذا كان التسامح عظيم الفوائد بهذا الشكل، فلما لا يقدر الجميع على فعله؟

بالرغم من فوائد التسامح العظيمة إلا أنه فعل فى غاية التعقيد، ولكن يمكنك أن تجعله سهلاً للغاية، فقط إذا اتخذت القرار وهو أنك ستسامح!

ماهو التسامح؟

 التسامح  فى علم النفس حسب موقع “Care Counseling” المتخصص فى الصحة النفسية،  هو اتخاذك قرار واع بالعفو عن أفعال الشخص، تجنباً للمشاعر السلبية المرتبطة بالحدث المؤلم، ولقدرتك  على التعاطف مع هذا الشخص حيث تستطيع أن تضع نفسك مكانه وتتفهم النية الطيبة الخفية التى قد تكون وراء هذا الأذى!

كيف تقتلك الضغينة ببطء؟
الضغينة تؤدى إلى احساسك بمشاعر الغضب والمرارة والقلق لفترة طويلة، مما يستهلك طاقة عقلية وعاطفية هائلة، وهذا بدوره يعيق نضجك الشخصي ويمنع عملية الشفاء.

الضغينة وعدم التسامح تعنى وجود طاقة هائلة من الغضب بداخلك ستنفسها بالتأكيد عبر علاقاتك وتجاربك الجديدة، مما ينتج عنه أنك ستخسر الكثير من العلاقات الجيدة.

 إذا كان قلبك مملوء بالضغينة، ستصبح فريسة سهلة للقلق والاكتئاب والغضب.

الضغينة والإحساس بالظلم، يجلبان دوماً الإحساس بأنك ضحية، لذا ستشعر بالعجز وعدم القدرة على مواجهة الحياة، مما سيعيق نجاحك وتقدمك.

ولكن لكى تعزز التسامح بداخلك تحتاج إلى عدة خطوات:

الاعتراف بالأذى: 

الخطوة الاولى غى التسامح  هى الاعتراف بالأذى وتأثيره على صحتك النفسية والجسدية، وهو أمر بالغ الأهمية لعملية الشفاء.


التخلص من الاستياء: 

التخلص من الاستياء، لا يعنى أن تنكر إقدام الشخص على فعل يؤذيك، ولا يعنى أن تبرر له هذا الفعل، بل أن تتخذ  خياراً واعياً  لتحرير نفسك من العبء العاطفي المرتبط بالأذى.


ممارسة التعاطف والتفاهم: 

يوجد حكمة تقول" وراء كل فعل سئ نية طيبة"، وهذه المقولة صحيحة إلى حدٍ كبير، لا يوجد شخص يقدم على إيذاء شخص لمجرد الأذى، بل يمكن القول أنه فى بعض الأحيان تتعارض المصالح، أو لا يستطيع الأشخاص إدراك حجم الأذى الذى سببوه للآخرين.

 تنمية التعاطف تسمح لك برؤية الموقف من منظور الشخص الذي تسبب في الأذى. مما يعزز التفاهم و التعاطف.


 

احتضان الرحمة الذاتية: 

إذا لم تكن تسامح نفسك، بالطبع لن تستطيع أن تسامح الآخرين، قد نرتكب أخطاء فى الماضى تترتب عليها  كوارث فى المستقبل، وإذا لم نستطع أن نرحم أنفسنا وندرك أننا بشر نخطئ فى تقديراتنا، كيف لنا أن نفعل هذا مع الآخرين؟

 اعترف بأن الجميع يرتكبون الأخطاء، وأن مسامحة النفس هي خطوة أساسية نحو الشفاء.


وضع الحدود: 

 التسامح لا يعني إطلاقاً أن تعود علاقتنا مع الشخص المؤذى كما كانت فى السابق، تعنى أنك لن تنهى العلاقة، ولكنك ستضع  حدوداً صحيةً لحمايتك من الأذى مستقبلاً.


فوائد التسامح للصحة العقلية


تقليل التوتر: 

التسامح يخلصك من التوتر حيث يخفض مستوى الكورتيزول فى الدم، الهرمون المسئول عن التوتر.



علاقات أفضل:

القدرة على التسامح تأتى من  ممارسة التعاطف والثقة والرحمة، مما يؤدي إلى اتصالات أعمق وأفضل.


زيادة المرونة: 

الحكمة تقول “ لا تكن صلباً فتكسر، ولا ليناً فتعصر”،  تبني التسامح يجعلك شخصاً مرناً قادر على مواجهة التحديات العاطفية بشكل أكثر فعالية.


التسامح وإن بدا صعباً فى البداية ولكنه الطريق الأسلم للسلام النفسى، أرجوك سامح لأجل نفسك أولاً!

search