وزير الإسكان: المنتدى الحضرى العالمى فرصة لعرض التجربة الرائدة لمصر

 أكد المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن المنتدى الحضري العالمي يمثل فرصة استثنائية لمصر لعرض تجربتها الريادية في مجال التنمية العمرانية على المستوى العالمي. 

اجتماع لمتابعة التحضيرات النهائية للمنتدى الحضرى العالمى

جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عُقد لمتابعة استعدادات مصر لاستضافة المنتدى الحضرى العالمى، بحضور  كل من المهندس شريف الشربينى وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ووزيرة التنمية المحلية، الدكتورة منال عوض، ومحافظ القاهرة، الدكتور إبراهيم صابر، مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، السيدة أناكلوديا روسباخ، وذلك بحضور السفير عاطف سالم، المنسق العام للمنتدى الحضري العالمي، والدكتورة رانيا هدية، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الدول العربية.

ركز الاجتماع على مناقشة آخر المستجدات المتعلقة بالتحضيرات اللوجستية والتنظيمية التي تقوم بها مصر لاستضافة هذا الحدث الدولي الهام.

 عقب الاجتماع، قام الوفد بجولة في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، حيث تم تفقد التجهيزات اللازمة لضمان جاهزية الموقع لاستقبال المنتدى وضيوفه من مختلف دول العالم.

كلمة وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية

أعربت السيدة أناكلوديا روسباخ خلال الاجتماع عن تقديرها العميق للشراكة طويلة الأمد التي تربط بين مصر وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، والتي تمتد لأكثر من 15 عاماً، كما أشادت بالدور المصري البارز في دعم البرامج التنموية وتحقيق أهداف التحضر المستدام.

 وأضافت أن مصر تلعب دوراً محورياً في العديد من المشاريع الحضرية المهمة، بما في ذلك السياسة الحضرية الوطنية الجديدة، التي اعتبرتها خطوة هامة نحو تعزيز التنمية الحضرية في البلاد.

من جانبه، أكد وزير الإسكان، المهندس شريف الشربيني، أن المنتدى الحضري العالمي يمثل فرصة استثنائية لمصر لعرض تجربتها الريادية في مجال التنمية العمرانية على المستوى العالمي. 

وأوضح الشربيني أن مصر شهدت خلال السنوات القليلة الماضية، منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، نهضة عمرانية شاملة شملت كافة أنحاء الجمهورية، بداية من تطوير المناطق غير الآمنة، وصولاً إلى بناء مدن الجيل الرابع وتحديث البنية التحتية والمرافق.

كما أشار الوزير إلى أن مصر ستنظم على هامش المنتدى اجتماعاً وزارياً موسعاً لوزراء الإسكان من الدول الإفريقية، بناءً على طلباتهم للاطلاع على التجربة المصرية الناجحة في مجال العمران.

 وأضاف وزير الإسكان أن المنتدى سيخصص أسبوعاً كاملاً قبل انطلاقه لاستعراض أبرز إنجازات مصر في هذا المجال، مما يوفر فرصة ثمينة للترويج للتجربة العمرانية المصرية ونقل الخبرات إلى دول أخرى.

وأكد الشربيني أن الحكومة المصرية تولي أهمية قصوى لضمان خروج المنتدى بأفضل صورة ممكنة، نظراً لأنه يُعد ثاني أكبر حدث تنظمه الأمم المتحدة بعد مؤتمر التغير المناخي .

 وأكد أيضاً أن هناك تنسيقاً مستمراً بين مختلف الوزارات والجهات المعنية لضمان نجاح المنتدى وإبراز الوجه الحضاري لمصر على الساحة الدولية.

كلمة وزيرة التنمية المحلية

على صعيد آخر، أوضحت وزيرة التنمية المحلية، الدكتورة منال عوض، أن المنتدى الحضري العالمي يُعد أكبر منصة عالمية لمناقشة قضايا التحضر والتنمية الحضرية المستدامة. 

وأضافت أن استضافة مصر لهذا الحدث الدولي يأتي في إطار التزامها بتعزيز التنمية الحضرية على مستوى البلاد. 

وأكدت أن النسخة القادمة من المنتدى ستكون فرصة متميزة لعرض الإنجازات المصرية في هذا المجال، مشددة على أن الدولة المصرية تعمل جاهدة لضمان خروج المنتدى بصورة مشرفة تعكس تقدم مصر وريادتها.

كما أشارت الوزيرة إلى أن المنتدى سينعقد تحت شعار "الكل يبدأ من النطاق المحلي - العمل المحلي من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، مما يعكس أهمية العمل المحلي في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة. وأكدت أن مصر، عبر استضافة هذا المنتدى، تسعى إلى تسليط الضوء على التطورات الاستثنائية التي شهدتها البلاد خلال العقد الماضي، لا سيما في مجال القضاء على العشوائيات وتطوير الريف المصري.

وفي هذا السياق، أشادت الوزيرة بمشروع "حياة كريمة"، الذي أطلقه الرئيس السيسي في عام 2019، والذي يعتبر أكبر مشروع تنموي إنساني على مستوى العالم. ويهدف المشروع إلى سد الفجوة بين الريف والحضر من خلال تحسين جودة الحياة في 1470 قرية، وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء والبنية التحتية. وأكدت الوزيرة أن هذا المشروع سيكون أحد أبرز المواضيع التي سيتم تسليط الضوء عليها خلال المنتدى، نظراً لما حققه من نجاحات ملموسة على أرض الواقع.

وتحدثت الدكتورة منال عوض أيضاً عن أهمية "المعرض الحضري" الذي سيكون جزءاً من فعاليات المنتدى. 

وقالت إن المعرض سيخصص جناحاً مصرياً مميزاً يعرض التجربة المصرية في مجال التنمية الحضرية، بما في ذلك المشاريع الكبرى التي نفذتها الدولة للقضاء على العشوائيات وتطوير البنية التحتية والمرافق. وأكدت أن هذا الجناح سيتيح للمشاركين فرصة التعرف على الجهود المصرية في هذا المجال، وتأثير هذه الجهود على تحسين نوعية الحياة للسكان.

أما عن رؤية مصر المستقبلية، فقد أوضحت الوزيرة أن الحكومة تعمل وفقاً لاستراتيجية شاملة تنبثق من "رؤية مصر 2030"، والتي تركز على تحقيق التنمية الحضرية المستدامة والمتوازنة. 

وتستند هذه الاستراتيجية إلى عدد من المبادرات والمشاريع القومية التي تهدف إلى سد الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، وتحسين مستوى الخدمات والبنية التحتية في مختلف أنحاء البلاد. 

كما أشارت إلى أن المنتدى سيكون فرصة لعرض هذه الرؤية أمام المجتمع الدولي، واستعراض التقدم الذي أحرزته مصر في هذا المجال.

كلمة محافظ القاهرة

بدوره، أكد محافظ القاهرة، الدكتور إبراهيم صابر، على أهمية تحويل العاصمة إلى "متحف مفتوح"، مشيراً إلى أن هذا الهدف يأتي ضمن رؤية شاملة لتطوير القاهرة الكبرى. وأضاف أن المحافظة تعمل على تحسين التخطيط العمراني وتحديث البنية التحتية بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية، وذلك بهدف تقديم نموذج يُحتذى به في مجال التنمية الحضرية المستدامة.

.

و أكد "صابر" أن محافظة القاهرة شهدت قفزة نوعية في مجال التنمية الحضرية والبنية التحتية، خلال السنوات الماضية.

وأشار صابر إلى أن القاهرة تمكنت من تحقيق تقدم ملحوظ في مجالات تطوير الإسكان والقضاء على العشوائيات، بالإضافة إلى تحسين شبكة الطرق الرئيسية، التي لولاها لتحولت العاصمة إلى "جراج كبير". 

وأوضح أن هذه الجهود ساهمت في تعزيز قدرة القاهرة على استضافة أحداث عالمية هامة، مثل المنتدى الحضري العالمي، والذي يهدف إلى تعزيز الوعي بقضايا التنمية المستدامة والتخطيط العمراني.

في إطار فعاليات المنتدى، سيتم تنظيم "الأسبوع الحضري للقاهرة"، وهو حدث يسعى لتسليط الضوء على الإنجازات التي حققتها المحافظة، إلى جانب استعراض إرث القاهرة التاريخي العريق. وأوضح صابر أن المحافظة تهدف إلى تحويل القاهرة إلى متحف مفتوح يعكس تنوعها التاريخي والحضاري، مشيراً إلى أن هناك تعاوناً مكثفاً بين جميع أجهزة المحافظة ووزارات الإسكان والتنمية المحلية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (هابيتات) لضمان نجاح هذه الفعالية.

كما تطرق صابر إلى تجربة القضاء على المناطق العشوائية في العاصمة، مشيداً بجهود الدولة في هذا الصدد.

 وأكد أن هذه التجربة تُعد نموذجاً رائداً على مستوى مصر، حيث تم نقل ما يقرب من مليون مواطن إلى وحدات سكنية حديثة مجهزة بالكامل، مما ساهم في تحسين جودة حياتهم وتوفير مجتمعات عمرانية جديدة تتسم بالخدمات المتكاملة.