السبت، 02 نوفمبر 2024

05:34 م

وفاء أنور تكتب: القراءة وعالمها الرحب

السبت، 12 أكتوبر 2024 02:29 م

وفاء أنور

وفاء أنور

 المعرفة والاطلاع لهما أولوية قصوى في تطوير عقل الإنسان، وتنمية مهاراته وقدراته الإبداعية. فالفكرة التي تمر بك كخاطرة عابرة هى في الأساس منحة ربانية أتت إليك كي تمكنك من العثور على حقيقة من الحقائق التي كنت تجهلها من قبل.

حقيقة ربما تكون قد أسقطتها من حساباتك سهوًا أو عن عمد، برغم أنه كان في مقدورها أن تساعدك على التعرف عن قرب على صميم أعماق ذاتك، تكشف أسرارها إليك، أو ربما قد تمنحك فرصتها الكبرى لتغيير مسارًا اعتادت قدميك السير فيه، لتصبح من بعدها إنسانًا آخر، تبعثك من جديد عالمًا أو أديبًا، فنانًا أو فيلسوفًا من الفلاسفة.

إن القراءة والتفكير الإبداعي مرتبطان ببعضهما البعض ارتباطًا وثيقًا؛ فهما بوجه عام يخلقان عالمًا مليئا بالسحر والجمال، وبروعة آتية من شعورك بالإنسانية المفرطة، فأنت عندما تقوم بتصفح كتاب ما يحوي علمًا أو أدبًا أو فنًا، ستجد نفسك على أثرها شغوفًا منطلقًا بين حكاياته.

تجد روحك قد تعلقت بموضوعاته مستسلمًا لشروطها التي قد تلزمك باتباع موجاتها المتلاحقة، التي سوف تجذبك وتأخذك باختيارك في اتجاهها، لتجد نفسك بعدها قد انفصلت عن عالمك الذي مللت سرعته وجنونه، وسئمت وقع ضوضائه المزعجة المثيرة لكل مشاعر القلق.

إن هذا الكتاب الذي تحمله بين يديك، متصفحًا له في هدوء خلقه لك إحساسك بأنك أخيرًا قد وجدت نفسك التي ضلت طريقها؛ وعثرت عليها وسط الزحام. لقد نجح الكتاب في جذبك لقراءة ما به من خفايا وأسرار، ومن معلومات عديدة وثقافات متجددة.

إنه يكشف لك مع مرور الدقائق عمق تفكيرك وكنز نفسك، يبذل قصارى جهده لكي يفيدك بتجارب من دونوا قصص نجاحهم من قبلك، حكايات وحكايات مروا بها وتحديات جمة واجهتهم، أخذت منهم ومن أعمارهم الكثير والكثير، لكنها في النهاية أعطتهم الأكثر والأعظم؛ وعندما تتم قراءتك سوف تشعر بأنك تغيرت ولم تعد أنت.

إن كتابك يشبه كثيرًا تلك الأشجار المثمرة في موسم حصادها؛ فهى ترسل إليك برسائلها عطرًا وثمرًا وباقات زهر، تزين لك الطريق وبحسنها تبعث في نفسك دفعات من الأمل، تلقي عليك بظلها لتحميك من توغلك وإقامتك داخل متاهة غربتك.

هذا هو الكتاب الذي أسرك وكان سببًا في معرفتك بقيمة كل علم وخلق. تذكر أن الحكمة تقول:"ابحث عن المعرفة؛ فالمعرفة لا تبحث عن أحد".

search