السبت، 21 ديسمبر 2024

03:49 م

من هو هاشم صفى الدين الذى أعلن نتنياهو اغتياله

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2024 09:29 م

باسم ياسر

هاشم صفى الدين

هاشم صفى الدين

عاد اسم هاشم صفى الدين الخليفة المحتمال للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى واجهة الأحداث مرة أخرى، عقب إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اغتياله فى غارة جوية.

 هذا الهجوم يضع الأنظار مجددًا على هاشم صفي الدين، الذي يُعتبر واحدًا من الشخصيات الرئيسية التي كانت مرشحة لخلافة الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، منذ اغتيال الأخير في أواخر سبتمبر الماضي.

من هو هاشم صفي الدين؟

هاشم صفي الدين ليس مجرد قيادي عادي في "حزب الله"، فهو ابن خالة حسن نصر الله، ويشبهه في الشكل والجوهر، حتى أنهما يشتركان في نفس اللثغة التي تظهر في نطق حرف الراء.

 ولد هاشم صفى الدين عام 1964 في بلدة دير قانون النهر، بجنوب لبنان، لعائلة لها مكانة اجتماعية كبيرة. عائلة صفي الدين لعبت دوراً بارزاً في الحياة السياسية والاجتماعية في لبنان، فقد كان محمد صفي الدين، أحد نواب المنطقة المشهورين في الستينيات والسبعينيات.

إلى جانب علاقته الوثيقة مع نصر الله، صفي الدين أيضًا متزوج من ابنة السيد محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وهو ما عزز ارتباطه بالأوساط الدينية الشيعية، كما أنه يعتبر صهرًا للقائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، بعد أن تزوج ابنه رضا صفي الدين من زينب سليماني في 2020، مما يعزز مكانته داخل المحور الإيراني - اللبناني.

المسار التعليمي والديني: من قم إلى بيروت

قضى هاشم صفي الدين سنوات طويلة في إيران، وتحديدًا في مدينة قم، حيث درس العلوم الدينية. قم، بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، أصبحت مركزًا محوريًا للتعليم الديني والنفوذ السياسي، ونافست بذلك حوزة النجف العراقية.

 وفي عام 1994، استدعاه حسن نصر الله إلى بيروت ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي للحزب، الذي يعتبر بمثابة "حكومة حزب الله" والمسؤول عن إدارة شؤون الحزب اليومية، سواء على المستوى الإداري أو المالي.

تولى صفي الدين هذا المنصب بإشراف من القائد الأمني البارز في الحزب، عماد مغنية، الذي لعب دورًا كبيرًا في توجيه الثلاثي القيادي لحزب الله، حسن نصر الله، نبيل قاووق، وهاشم صفي الدين، في بدايات التسعينيات.

 مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كان له الفضل في إرسال هذا الثلاثي إلى قم وسهل لهم البقاء هناك لتعميق معرفتهم الدينية والسياسية.

الدور القيادي في "حزب الله"

هاشم صفي الدين لم يكن مجرد شخصية دينية بل كان لاعبًا سياسيًا وتنظيميًا من الطراز الرفيع داخل "حزب الله"، على مدى أكثر من ثلاثة عقود، كان الرجل الثاني في الحزب بعد حسن نصر الله، وكان مسؤولاً عن إدارة الملفات الحساسة والشؤون اليومية.

 تولى صفي الدين إدارة مؤسسات الحزب، استثماراته المالية، وحتى بعض الأنشطة العسكرية في بداية مشواره، قبل أن يتم فصل الجناح العسكري عن المجلس التنفيذي بإنشاء "المجلس الجهادي".

صفي الدين كان بمثابة "ظل" نصر الله، يتحرك في الكواليس ويدير الأمور من وراء الستار. وكان يتولى مهام إدارة الأموال واستثمارات الحزب سواء داخل لبنان أو خارجه. 

تمتد هذه الاستثمارات إلى مناطق مثل أفريقيا وأمريكا الجنوبية وحتى أوروبا، ورغم أن البعض يقدر قيمة هذه الاستثمارات بمليارات الدولارات، إلا أن هناك من يشكك في هذا الرقم، لكنه يعترف في الوقت ذاته بأهمية تلك الاستثمارات لضمان استقلالية الحزب المالية.

العلاقات مع إيران

تربط صفي الدين علاقات وثيقة مع إيران منذ فترة دراسته في قم، وهو من المدافعين عن فكرة "ولاية الفقيه"، التي صاغها الإمام الخميني كإطار نظري وسياسي للحكم الإسلامي. ورغم أن بعض الشيعة في لبنان لا يتفقون مع هذه النظرية، إلا أن صفي الدين يعتبر من المؤيدين المتحمسين لها.

جعلت هذه العلاقات منه مرشحًا قويًا لخلافة نصر الله، ليس فقط بسبب الروابط العائلية ولكن أيضًا نتيجة لقدرته على الحفاظ على العلاقات القوية مع القيادة الإيرانية.

الزواج من عائلة قاسم سليماني عزز من مكانة صفي الدين داخل محور "المقاومة"، الذي تدعمه إيران في المنطقة. 

زينب سليماني، التي تزوجت من ابنه رضا، تعتبر واحدة من الشخصيات المؤثرة في الدائرة الإيرانية، وارتباط صفي الدين بها يعكس التماسك بين "حزب الله" وإيران على المستوى الشخصي والمؤسساتي.

المرشح الأبرز لخلافة نصر الله

في ظل غياب حسن نصر الله نتيجة اغتياله في سبتمبر 2023، باتت الأنظار تتجه نحو هاشم صفي الدين كأبرز مرشح لخلافته. ورغم أن الحديث عن خليفة نصر الله ليس جديدًا، فقد تم طرح اسم صفي الدين منذ سنوات عديدة، في عام 2008، أشارت بعض التقارير الإيرانية إلى أن صفي الدين قد يكون الخليفة المنتظر لنصر الله، لكن يبدو أن الحزب قد اتخذ هذا القرار فعليًا منذ فترة طويلة.

في الواقع، تشير بعض المصادر المطلعة داخل الحزب إلى أن اختيار صفي الدين كخليفة لنصر الله تم منذ عام 1994، عندما استُدعي من قم إلى بيروت لتولي منصب رئاسة المجلس التنفيذي. هذا الاختيار كان مدروسًا بعناية ويعكس الثقة الكبيرة التي وضعها نصر الله في ابن خالته ليكون خليفته في المستقبل.

التشابه الكبير مع نصر الله

ما يزيد من احتمالية اختيار صفي الدين لخلافة نصر الله هو التشابه الكبير بينهما، ليس فقط على المستوى العائلي ولكن أيضًا في المسار السياسي والتنظيمي داخل الحزب. نصر الله، الذي يكبر ابن خالته بأقل من عامين، يبدو أكبر منه بكثير من حيث الشكل والحضور السياسي، لكن هذا لم يمنع صفي الدين من بناء قاعدة دعم قوية داخل الحزب.

كثيرًا ما كان صفي الدين يظهر نيابة عن نصر الله في المناسبات الرسمية، لا سيما خلال تشييع قتلى الحزب سواء في لبنان أو سوريا. وقد أدى الصراع في سوريا إلى زيادة ظهور صفي الدين في الساحة الإعلامية والسياسية، حيث كان يقوم بتمثيل الحزب في جنازات القيادات التي سقطت في القتال هناك، مما عزز من حضوره داخل الحزب وأمام الجماهير.

نتنياهو يعلن مقتل هاشم صفى الدين

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل تمكنت من تصفية هاشم صفي الدين، خليفة الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في غارة جوية نُفذت في بيروت الخميس الماضي.

وأكد نتنياهو، في تصريحاته، أن إسرائيل لم تكتفِ بذلك، بل استطاعت أيضًا القضاء على خليفة صفي الدين، دون الإفصاح عن هوية هذا الشخص.

وفي رسالة موجهة باللغة الإنجليزية إلى الشعب اللبناني، صرح نتنياهو قائلاً: "لقد أضعفنا حزب الله بشكل كبير، وتمكنا من القضاء على آلاف الإرهابيين، من بينهم نصر الله، وخليفته، وخليفة خليفته"، وأضاف أن الحزب بات اليوم في أضعف حالاته منذ سنوات عديدة.

ووجه نتنياهو تحذيرًا شديد اللهجة للبنانيين، معتبراً أن مصير لبنان قد يكون مماثلاً لما يحدث في قطاع غزة، حيث الدمار والمعاناة، إذا لم يتخلصوا من سيطرة "حزب الله. "

وقال: "أقول للشعب اللبناني، أمامكم فرصة لإنقاذ بلدكم قبل أن تنجرفوا نحو حرب طويلة الأمد تؤدي إلى دمار هائل، كما يحدث في غزة"، ودعا اللبنانيين إلى "تحرير" بلادهم من قبضة الحزب لإنهاء هذا النزاع.

search