السبت، 21 ديسمبر 2024

04:28 م

طارق دراج يكتب: إشكالية تقدم الأمم

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2024 02:50 م

طارق دراج

طارق دراج

قبل أن ندخل في صلب الاشكالية واساس الحكاية، وقبل أن نطرح الأسئلة المهمة. يجب أن نقول أنه ينقصنا في منطقتنا العربية إدراك أهمية العمل الجاد، وضرورة فهم الممكنات  للانتقال من كوننا مهمشين الى القدرة على التأثير واتخاذ القرارات المناسبة لقضايانا العربية، التي تدار لنا من خارج المنطقة.
وفي سياق حديثنا نطرح سؤالا.. هل الدول العربية دول متخلفة؟.. بالقطع نعم.. فنحن في المؤخرة في العصر الحديث وهذا مكرر وقتل بحثا، وهل بعدنا عن الدين هو سبب تخلفنا؟ بالقطع لا، لان اليابانيين متقدمين جدا وكثير منهم ملحدون.. إذا العلاقة بين التقدم والدين يتغنى بها البعض للاستسهال او السببية في التخلف، ولكن هذا تخلف.. فهل الدين للناس هو الوسيلة الوحيدة للحصول على ما يريدون بالدعاء او الحفاظ على الشعائر الدينية؟ بالطبع لا.. وهذا واقع.. ونكرر ان اليابان لا فساد فيها ولا رشاوي وبالإحصائيات الدولية مع الحادهم وعدم ايمانهم بالجنة والنار!! إذاً هو القانون الذي يمنعهم، والذي وضعه العقل البشري. لهذا لم يكن الدين سبب التقدم.. فالمال إذا سبب التقدم؟.. والنفي القاطع اكيد.. فكم من دول غنية ولازالت غير متقدمة وتستورد بأموالها كل شيء. فالتقدم له معايير أخرى لا نريد ان نواجها بصدق ونخجل او ننكر اسبابها.. وادعي اننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن أي تقدم حديث قوي، لأن أسباب هذا التقدم غير متوفرة.. 

البداية هي التعليم وبخطة جريئة بأن يكون مجانا حتى نهاية المرحلة الإعدادية فقط، وتصرف له ميزانية ضخمة لهذه السنوات، مع مدارس مؤهلة وتغذية مناسبة، ومناهج متقدمة، يليها مرحلة غير مجانية، ويتم تخصيص 2% منحة من الدولة للمتفوقين غير القادرين، والبقية من الطلبة ـ وهم كثيرون جدا ـ يلتحقون بمدارس ملحقة بالمصانع على نفقة ذلك المصنع، للحصول على الخبرة والتأهيل للعمل به بعد حصولهم على الثانوية الفنية، ويكمل 1% منهم على نفقة المصنع. هذه نواة دولة متقدمة ويجب سن قوانين صارمة على السلوكيات العامة، وليأخذ كل ذي حق حقه... هذه فقط مجرد مقدمة لدولة متقدمة. وللحديث بقية

search