وزير الصحة: نطور منظومة زراعة الأعضاء بأعلى المعايير العالمية

أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن الدولة المصرية تسعى إلى تحسين وتطوير منظومة التبرع وزراعة الأعضاء بما يتوافق مع أعلى المعايير العالمية، مع الحرص على توفير كافة الاحتياجات والبنية التحتية، في ظل وجود أساتذة واستشاريين متخصصين في زراعة الأعضاء،

مبادرة "تبرع مصر حياة"

جاء ذلك خلال كلمة وزير الصحة والسكان فى المؤتمر الختامي لمؤسسة "تبرع مصر حياة"، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبمشاركة واسعة من خبراء زراعة الأعضاء من مختلف دول العالم.

بناء مستقبل صحي مستدام

خلال كلمته في المؤتمر، أشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أن مصر تعمل على تحسين وتطوير نظام التبرع بالأعضاء بما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية، مؤكداً على أهمية توفير البنية التحتية اللازمة وتدريب الكوادر الطبية المتخصصة لضمان نجاح هذه المنظومة.

 وأوضح وزير الصحة أن التبرع بالأعضاء لا يمثل فقط إنقاذًا لحياة الأفراد بل يعد إرثاً للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أهمية توسيع نطاق المبادرة لتشمل مستشفيات وجامعات كبرى في مصر.

أكد عبد الغفار أن مصر، بفضل امتلاكها لمهارات بشرية ذات كفاءة عالية وتاريخ طويل في مجال الطب، قادرة على تحقيق إنجازات كبيرة في هذا المجال. 

واستشهد بالنجاحات التي حققتها الدولة مؤخراً في عمليات زراعة الكلى والكبد، مؤكداً أن الدولة ملتزمة بتقديم الدعم اللازم لتوسيع نطاق هذه النجاحات وتطوير منظومة متكاملة للتبرع وزراعة الأعضاء.

التوعية ركيزة أساسية

واعتبر وزير الصحة والسكان أن نشر الوعي الصحيح حول التبرع بالأعضاء يشكل ركيزة أساسية في تحقيق أهداف هذه المبادرة، مشدداً على ضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة حول عملية التبرع. وأشار إلى أن هذا التبرع يمثل رسالة عطاء تتجاوز الحدود وتهدف إلى بناء مستقبل أفضل لكل المواطنين. كما دعا إلى تعزيز الجهود التوعوية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لتشجيع المجتمع على المشاركة في هذه المبادرة الإنسانية.

ولفت عبد الغفار إلى أن مصر، بحكم مكانتها التاريخية في المنطقة، تسعى أيضًا إلى تقديم الدعم للدول العربية والأفريقية في هذا المجال، معربًا عن أمله في أن تتحول مصر إلى مركز إقليمي لزراعة الأعضاء بفضل الكفاءات والخبرات التي تمتلكها.

دور المنظمات العالمية

تأتي مبادرة "تبرع مصر حياة" في إطار تعاون مصر مع العديد من المنظمات العالمية الرائدة في مجال زراعة الأعضاء. وقد أكد عبد الغفار على أهمية بناء شراكات قوية مع هذه المنظمات لتعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات في هذا المجال. وتحدث عن الجهود التي تبذلها الدولة لتأمين أنظمة التبرع وزراعة الأعضاء وفق أعلى معايير الشفافية والعدالة، مشيراً إلى أن كل عملية تبرع تخضع لرقابة دقيقة لضمان الشفافية والإنصاف في توزيع الأعضاء.

رؤية تفاؤلية للمستقبل

من جانبه، عبر الدكتور أحمد الصباغ، استشاري زراعة الكبد وجراحات الجهاز الهضمي بجامعة المنصورة، عن تفاؤله الكبير بمستقبل زراعة الأعضاء في مصر بفضل الدعم المستمر من الدولة. وأكد أن ما يتم تحقيقه اليوم ليس مجرد تقدم طبي، بل هو خطوة حقيقية نحو إنقاذ الأرواح وبناء الأمل للمستقبل.

وأضاف أن مؤسسة "تبرع مصر حياة" ليست مجرد حملة توعوية، بل هي حركة تهدف إلى تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وتحسين حياة المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء.

 وأشار إلى أن المؤسسة تعمل على بناء جسور تعاون مع الخبراء والمؤسسات الصحية العالمية بهدف وضع معايير جديدة للرعاية الصحية في مصر.

دعم الإعلام والمجتمع

أحد العناصر الرئيسية التي ساهمت في نجاح هذه المبادرة هو الدعم الكبير الذي قدمه الإعلاميون والفنانون، الذين شاركوا في نشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء، ولعبت وسائل الإعلام دوراً محوريًا في تسليط الضوء على المبادرة، وهو ما ساهم في تعزيز التفاعل المجتمعي معها.