السبت، 21 ديسمبر 2024

03:48 م

غموض مصير خليفة نصر الله وقيادة جماعية لحزب الله

الأحد، 06 أكتوبر 2024 01:35 م

باسم ياسر

قصف إسرائيلى على جنوب لبنان

قصف إسرائيلى على جنوب لبنان

يحيط الغموض بمصير هاشم صفى الدين المرشح الأقوى لخلافة حسن نصر الله فى قيادة حزب الله اللبنانى، عقب الصف الشديد الذى تعرضت له الضاحية الجنوبية، وتصريحات إسرائيل أنها استهدفت تجمعًا كان يحضره"صفى الدين".

وتشهد المنطقة تطورات دراماتيكة، في ظل تصاعد التوترات والعمليات العسكرية بين إسرائيل و«حزب الله»، أبرزها القصف العنيف الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، المنطقة المحسوبة على «حزب الله»، والذي أسفر عن وفاة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، واستهدفت غارات أخرى قيادات بارزة في الحزب، وعلى رأسهم هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ«حزب الله» والمُرشّح المحتمل لخلافة الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

الغارات المكثفة على الضاحية الجنوبية

استهدفت غارات جوية إسرائيلية مواقع يشتبه بأنها تحتوي على قيادات عسكرية وسياسية هامة داخل «حزب الله»، بما في ذلك صفي الدين.

 ووفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الضربات الجوية تركزت على مناطق متفرقة من الضاحية، بما في ذلك مناطق سكنية مثل برج البراجنة وعين السكة، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير العديد من المباني.

وسائل الإعلام الإسرائيلية، بما في ذلك «القناة 12» و«نيويورك تايمز»، أفادت أن القصف استهدف اجتماعًا لقيادات بارزة في الحزب، كان من بينهم هاشم صفي الدين. 

هذه التقارير، التي نقلتها أيضاً مواقع أميركية مثل «أكسيوس»، أشارت إلى أن الضربة الإسرائيلية جاءت بعد معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى وجود قيادات من «حزب الله» في الموقع المستهدف.

مصير هاشم صفي الدين: الشائعات والحقائق

 بدأت المعلومات المتضاربة تنتشر حول مصير هاشم صفي الدين، منذ اللحظات الأولى للقصف، فقد أفادت تقارير غير رسمية أن الاتصال به انقطع تمامًا بعد الغارة، كما انقطع الاتصال بمجموعة من رفاقه، وهو ما أثار شائعات حول مقتله.

 إلا أن «حزب الله» أصدر بيانًا رسميًا ندد فيه بما أسماه «أخبارًا كاذبة وإشاعات لا قيمة لها» تتعلق بالوضع التنظيمي لعدد من قادته، واعتبر الحزب أن هذه الإشاعات جزء من الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل وحلفاؤها بهدف التأثير على الروح المعنوية للحزب وأنصاره.

وبينما تسعى إسرائيل إلى إحكام حصارها حول المواقع المستهدفة في الضاحية الجنوبية، منعت فرق الإنقاذ والإسعاف من الوصول إلى مكان الحادث، حيث استمرت الغارات الجوية على محيط المنطقة، ما عرقل عمليات البحث والإنقاذ وأدى إلى تأخير تقديم المساعدات الإنسانية للمصابين.

في هذا السياق، أكد مصدر أمني لوكالة «رويترز» أن الاتصال فُقد مع هاشم صفي الدين بعد الغارة، وهو ما يعزز الشكوك حول مقتله، خاصة أنه كان المرشح الأبرز لخلافة حسن نصر الله في قيادة الحزب، وفي حال تأكيد هذه المعلومات، ستكون خسارة الحزب لقيادتين من الوزن الثقيل في فترة زمنية قصيرة ضربة قاسية لطهران و«حزب الله»، خاصة بعد مقتل نصر الله.

التداعيات الإقليمية والدولية

الهجمات الجوية الإسرائيلية المتصاعدة على الضاحية الجنوبية لبيروت تأتي في إطار توتر إقليمي أوسع يشمل الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، الذي تجلى في الضربات المتكررة ضد قيادات في «فيلق القدس» الإيراني التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى احتمال إصابة إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس» الذي خلف قاسم سليماني، خلال نفس الغارة التي استهدفت صفي الدين.

قاآني، الذي تولى قيادة «فيلق القدس» بعد مقتل سليماني في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد في يناير 2020، يعد واحدًا من الشخصيات العسكرية الإيرانية البارزة التي تلعب دورًا حاسمًا في دعم «حزب الله» والفصائل المسلحة الأخرى في المنطقة، وإذا ما ثبتت إصابته، فإن هذه العملية ستُعتبر ضربة قوية للمحور الإيراني في لبنان وسوريا.

من ناحية أخرى، تواصل الحكومة اللبنانية والجهات الدولية جهودها للضغط على إسرائيل لوقف الغارات الجوية والسماح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى المناطق المتضررة. وقد أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن قيامه بسلسلة من الاتصالات الدبلوماسية لطلب التدخل الدولي ووقف الهجمات، مشيرًا إلى أن القصف المستمر يُعد انتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية.

رد فعل «حزب الله» والمجتمع الدولي

في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من آثار هذه الهجمات، يحاول «حزب الله» الحفاظ على صورة التنظيم القوي والمتماسك، رغم الضربات التي استهدفت قياداته خلال السنوات الأخيرة. ففي بيانه الرسمي، ندد الحزب بـ«وحشية» الغارات الإسرائيلية التي تسببت في دمار واسع في مناطق سكنية، مشيرًا إلى أن الضربات لم تستهدف فقط القيادات العسكرية، بل أيضًا البنية التحتية والبيوت المدنية.

كما وجه الحزب انتقادات شديدة لإسرائيل لمحاولتها عرقلة جهود فرق الإنقاذ، واصفًا ذلك بأنه تصرف غير إنساني يهدف إلى إطالة أمد الأزمة الإنسانية في الضاحية، واعتبر الحزب أن هذه الممارسات هي جزء من استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إضعاف الدعم الشعبي للحزب داخل لبنان.

في المقابل، يرى بعض المراقبين الدوليين أن هذه الضربات تأتي في إطار تصعيد أوسع من قبل إسرائيل في محاولتها لتقليص نفوذ «حزب الله» وإيران في المنطقة. ومع تصاعد التوتر بين إسرائيل والمحور الإيراني، يبدو أن هذه الضربات هي جزء من حملة أوسع تشمل استهداف القيادات العسكرية البارزة التي تُعتبر العصب الرئيسي للعمليات العسكرية في «حزب الله» والفصائل التابعة لإيران في سوريا ولبنان.

المشهد القادم فى حزب الله

رغم تباين التقارير حول مصير هاشم صفي الدين، يبدو أن «حزب الله» يواجه تحديات غير مسبوقة، سواء على مستوى القيادة أو التنظيم، ومع استمرار الغارات الإسرائيلية على مواقعه وتزايد الضغوط الداخلية والدولية، يقف الحزب أمام مرحلة صعبة قد تتطلب منه إعادة تقييم استراتيجيته وخططه المستقبلية.

الخليفة المحتمل فى قيادة حزب الله

شهد الساحة اللبنانية تداولات مكثفة حول خليفة محتمل للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وذلك بعد مزاعم مقتله في غارة إسرائيلية قبل نحو أسبوعين في ضاحية بيروت الجنوبية، ومن بين الأسماء التي برزت كخليفة محتمل، رئيس المجلس السياسي للحزب، إبراهيم أمين السيد.

إلى جانب هذه الشائعات، هناك مزاعم أخرى تتعلق بمقتل هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله"، في الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع يعتقد بأنها تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت، رغم أنه كان يُتوقع أن يخلف نصر الله، إلا أن مصادر مطلعة داخل الحزب نفت هذه الأنباء بشكل قاطع، مؤكدة أن القيادة الحالية تتسم بالجمعية ولا يوجد أي خليفة محدد لنصر الله في الوقت الراهن.

في سياق متصل، أصدر "حزب الله" بياناً رسمياً عبر العلاقات الإعلامية، ينفي فيه جميع الشائعات المتعلقة بالتغييرات في هيكل الحزب، مشدداً على أن هذه الأخبار تهدف فقط لإضعاف الروح المعنوية للمقاومة وأنها جزء من الحرب النفسية التي تُشن ضد الحزب وأنصاره.

على الجانب الآخر، يرى الناشط السياسي المعارض لـ"حزب الله" علي الأمين أن الحزب غير قادر حالياً على تعيين أمين عام جديد، مشيراً إلى أن أي خليفة محتمل قد يكون "مرشحاً للموت" في ظل الظروف الحالية، لافتاً إلى أن الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام، يقوم بمهام الأمين العام بالوكالة.

وفيما يتعلق بشخصية إبراهيم أمين السيد، فهو شخصية بارزة في "حزب الله"، وُلد في منطقة البقاع عام 1955 وتلقى تعليماً دينياً مكثفاً، وانضم للحزب منذ تأسيسه في الثمانينات ولعب دوراً محورياً في تطوير الحركة السياسية والعسكرية للحزب.

search