السبت، 02 نوفمبر 2024

05:34 م

وفاء أنور تكتب: بطولات أكتوبر وأولى ملامح النصر

الأحد، 06 أكتوبر 2024 11:03 ص

وفاء أنور

وفاء أنور

أكتوبر العظيم أتى إلينا بسلام، جاء طارقًا كل الأبواب، جاء يدعونا للاحتفال بذكرى انتصاراته، انصتوا إليه وإلى خطواته الواثقة.. إنها تقترب منا.. تأملوا معانيه.. استرجعوا ملاحم بطولاته، اقرأوا في كتاب إبائه كل الدروس والعبر، اذكروا وتذكروا رباطًا غاليًا جمع بيننا، وسيظل هكذا يوحدنا إلى الأبد؛ إنها نبوءة وردت في حديث النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، وبركة من رب واحد على الخير فطرنا وجمّعنا.

إن التلاحم الوطني المصري الذي جال في سماء مصر يوم العبور العظيم، كان أسطورة تتحدث عن عظمة مصر وبسالة أبنائها المخلصين، شعور بالفخر يتجدد في كل عام مع مشرق شمس يوم السادس من أكتوبر، إنه تذكرة لكل من لم يدرك بعد قيمة مصر وقدرها، لم ير شموخها أو يستشعر أهمية دورها، من تنكر لها وأنكر عليها هيبتها برغم وجودها في منطقة تمتلئ أرضها بألغام من صراعات كالنيران تشتعل ولا تخمد، إنها الأبية التي تعتز بنفسها ولا تترك حقًا من حقوقها ما دام مشروعًا لها.

مصر كانت ولا تزال حصن الأمن والأمان لكل من تاهت به سفينة نجاته الوحيدة، من ضلت خطواته طريق سلامته، من فقد بوصلته في ليلة مظلمة حالكة السواد، ليلة طويلة وسط طريق شائك تتأرجح فيه معظم أمنياته الطيبة، تعالوا وانظروا معنا من هنا من فوق أرضنا الحرة راقبوا هذا الأفق الواسع، وارصدوا إن استطعتم نجوم سمائها، إنهم أبطال جيش مصر.

رباط وثيق جمع بين جيش وشعب له حكاية واحدة، رباط محبة جمع بين نسيج هذه الأمة، جرس وأذان يناديان فيملآن الفضاء بدعوتهما، إيمان صادق بينهما صنع معجزة النصر الكبرى، روح مثابرة هامت فأتت بعزيمة وصلابة استلهمتها من جنود مصر، مرفوعو الهامة والهمة، مقاتلوها الذين قاموا بغرس شتلات الخير من تحت أقدامهم، فأنبتت بساتينًا من عزة وكرامة وفخر لكل أبناء مصر.  

ويظل السادس من أكتوبر ملحمة نصر وفداء، رسالة  موجهة لتذكر عالم أصابه هوس الخلاف وسيطر عليه شبح الحرب بأن السلام هنا في مصر، هى الحضارة والتاريخ هى الماضي والحاضر والمستقبل بأكمله، مصر هى الأصل.

search