السبت، 02 نوفمبر 2024

09:32 م

«رجل الصواريخ».. رحلة المشير محمد علي فهمي ودورة في نصر أكتوبر

الجمعة، 04 أكتوبر 2024 10:28 م

أسامة محمد

المشير محمد علي فهمي

المشير محمد علي فهمي

تستعد مصر للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، حيث نتذكر سيرة أحد أبرز أبطالها وقادتها، المشير محمد علي فهمي، الذي وُلد في 11 أكتوبر 1920، ويُعتبر المشير فهمي من فرسان حرب أكتوبر 1973، وقد تولى قيادة قوات الدفاع الجوي في 23 يونيو 1969.

في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات "الله أكبر" تتردد بقوة على ضفاف قناة السويس، حيث عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، وقد تكبد العدو خسائر فادحة لن ينساها أبدًا، بينما استعاد المصريون كرامتهم واحترامهم في عيون العالم.

لقد علمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية دائمًا قادرة على النهوض للدفاع عن حقوقها وفرض احترامها على الآخرين. كما أدركنا من خلال حرب أكتوبر أن الحق المدعوم بالقوة يعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يتنازل عن أرضه وقادر على حمايتها.

وفي هذا التقرير، نستعرض مسيرة المشير محمد علي فهمي، الذي يُعتبر "أول مهندس لحرب الصواريخ في الحروب العسكرية الحديثة"، لقد لعب دورًا بارزًا في تعطيل حركة القوات الجوية الإسرائيلية، مما ساهم في تحقيق نصر أكتوبر المجيد.

نشأة المشير محمد علي فهمي

- وُلد المشير محمد علي فهمي في 11 أكتوبر 1920 بمحافظة الجيزة.

- التحق بالكلية الحربية عام 1938 وتخرج منها في 1 نوفمبر 1939.

- انضم إلى سلاح المدفعية وتخصص في المدفعية المضادة للطائرات.

- بفضل تميزه تم ترشيحه للالتحاق بكلية القادة والأركان، وتخرج منها عام 1951.

تولى قيادة قوات الدفاع الجوي خلال حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، حيث كان له دور بارز في هيئة عمليات القوات المسلحة.

في عام 1965، سافر المشير محمد علي فهمي إلى الاتحاد السوفيتي للحصول على دورة في الأكاديمية العليا للدفاع الجوي. بعد عودته، شغل منصب قائد فرقة مدفعية مضادة للطائرات، حتى استدعاه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكلفه بوضع نظام دفاع جوي لمصر، مما أدى إلى إنشاء قيادة قوات الدفاع الجوي، حيث تم تعيينه رئيساً لأركانها.

 قيادة قوات الدفاع الجوي

في 23 يونيو 1969، تولى المشير محمد علي فهمي قيادة قوات الدفاع الجوي في وقت كانت فيه حرب الاستنزاف في أوجها، حيث واجه تحديات عديدة وخطيرة. عمل على إعادة بناء منظومة الدفاع الجوي وتلبية الاحتياجات المطلوبة من خلال أكبر صفقة صواريخ «سام 2» و«سام 3»، حيث كان يعمل بلا كلل أو ملل.

أشرف المشير على إنشاء حائط الصواريخ على الجبهة وفي العمق المصري، في ملحمة بطولية أظهرت قوات الدفاع الجوي أروع صور الشجاعة والإصرار على التحدي. وقد ارتفع مستوى الكفاءة القتالية لقوات الدفاع الجوي، مما زاد من قدرتها على مواجهة القوات الإسرائيلية. كما تم تنفيذ كمائن ضد القوات الإسرائيلية، وكانت النتائج مبهرة وأثرت سلبًا على العدو.

في 30 يونيو 1970، اكتمل بناء «حائط الصواريخ»، مما أدى إلى تدمير 16 طائرة خلال ما يُعرف بـ«أسبوع تساقط الفانتوم». تزامن ذلك مع مبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار بعد أن أرهقت حرب الاستنزاف القوات الإسرائيلية. ورغم وقف إطلاق النار، أسقطت مصر طائرة استطلاع حاولت إسرائيل استخدامها لاستكشاف الجبهة.

 

رتبة مشير و نجمة الشرف العسكرية

تم تكريم المشير محمد علي فهمي بأعلى الترقيات حتى رتبة مشير، وحصل على نجمة الشرف العسكرية.

في أكتوبر 1975، تولى منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة، حيث ساهم في إعادة بناء وتطوير القوات المسلحة مستنداً إلى خبرات حرب أكتوبر. وفي أكتوبر 1978، اختاره الرئيس السادات ليكون مستشاراً عسكرياً، ثم تمت ترقيته في 26 مايو 1979 إلى رتبة فريق أول، وبعد ذلك رُقي إلى رتبة المشير.

توفي المشير محمد علي فهمي في 11 سبتمبر 1999، وعاد إلى مصر ملفوفاً بعلمها ليدفن في تراب وطنه الذي أحبه وأمضى حياته في الدفاع عنه.

search