السبت، 21 ديسمبر 2024

03:57 م

هشام عياد يكتب : غزو السوشيال ميديا وانتهاء عصر الصحافة الكلاسيكية

الجمعة، 04 أكتوبر 2024 11:43 ص

هشام عياد

هشام عياد

□ عقب ظهور السوشيال ميديا وانتشارها بشكل لم يكن احداً يتوقعه علي الإطلاق في عقود مضت ، 
وما فرضته طبيعة السوشيال ميديا المتمثلة في الويب ومواقع التواصل الاجتماعى بكافة اشكالها من سيطرة وتحكم غير طبيعي علي كافة وسائل الإتصال في ظل التطور التكنولوجي المذهل والذي اتاح الفرصة لها لفرض سيطرة غير عادية ، والتى من الممكن أن تكون كارثية علي المجتمعات في بعض الأحيان ، خاصة المجتمعات التى تعتبر هدفا لتوجيه نيران مشتعلة في مرمى شعوبها وتصبح تحت هدف التوجيه الاعلامى من حيث اللعب علي وتيرة الغرائز والاحتياجات الايدولوجية لتلك المجتمعات، 
وبعيدا عن هذه الأهداف سواء كانت سلبية او ايجابية 
وبعد ان كانت الصحافة اليومية توصف بأنها سلعة سريعة البوار ،
فلقد أدى هذا في النهاية الي أن الصحافة العربية بأكملها أصبحت سلعة بائرة بالفعل لاقيمة لها بما تحتويه من مواد صحفية مختلفة ومتنوعة، 
وبالتالي فإن العديد من الفنون والقوالب الصحفية اصابها التراجع والضمور .
فلقد ساهمت تلك القوالب في عقود مضت في تشكيل الوعى الثقافي وإثراء اللغة  فضلا عن تمهيد الطريق الي تكوين مبدعين لديهم مخزون ثقافي ضخم  وحصيلة لا بأس بها من الأساليب والمفردات، نظرا للمراجعة والتدقيق والصديقين من كبار الاصحفيين والمتخصصين 
ونظراً للوتيرة السريعة وتدفق الحياة، فضلاً عن ضيق الوقت للتواصل الفعال في عصرنا، أصبحت السوشيال ميديا الوسيلة المثالية الأسهل للتواصل، سواء على المستوى الاجتماعي أو العملي أو حتى العائلي. ولاسيما عقب ظهور وانتشار الشبكات الاجتماعية، وكسر حواجز الزمان والمكان بشكل فعال، مما سمح للأشخاص بالتواصل مع أشخاص آخرين في أي وقت، بغض النظر عن بعد المسافة.
الا ان هناك سلبيات اودت بحياة الكلاسيكية الصحفية والتى أختفت معها العديد من أدوات الصحافة التى كانت تؤثر وتشكل الرأي العام بموضوعية وجدية وصدق ،
واختفي قالب التحقيق الصحفي الذى كانت له العديد من السمات ،
منها الواقعية والتى تعد الأكثر أهمية في الوسائل الاعلامية وخاصة انها تعتمد بشكل رئيسي على الواقعية في نقل الأخبار، وتقدم أدوات تعكس من خلالها العالم المحيط بواقعية استبيان لمعالجة القضايا والأحداث , وذلك من خلال التعامل مع الحقائق بموضوعية تتناسب مع الجمهور المتلقي .
والوضوح في تقديم الخبر الواضح متكامل العناصر  , دون أن يكون هنالك مجال لنقص المعلومات أو أن تكون المعلومات متضاربة .
والموازنة ما بين الأشياء 
الموضوعة في الصورة ,  
وبالتالي يكون التوازن في التحقيقات الصحفية من خلال إتاحة المجال أمام 
تناول وجهات نظر مختلفة , 
فضلاً عن تركيزه على كافة الجوانب دون أن يكون هناك أي إهمال للجوانب الأخرى , 
هذا نوع من انواع الفنون الصحفية أو القوالب الكلاسيكية المكتوبة الذى أصبح مندثراً وطغت عليه السوشيال ميديا التى تطل علينا في كل ثانية بموضوعات اغلبها غير معالج بالشكل الكافي ولم تكتب بالصيغة التى يمكن أن نطلق عليها صيغة ذات قالب مهنى وفقا لمدرسة صحفية معينة من المدارس الثلاثة .
وتلخيصاً لما يحدث علي الساحة الاعلامية الأن،
فإن البعد القومى ابعد وأشمل من أن يتحكم في السوشيال ميديا اعداد كبيرة من قطيع لا يعلمون من هم صناع  الخبر ومن أين يأتى وما هى أبعاده والمراد من توجيه تلك الأخبار أو الموضوعات وترويجها.
لابد أن ننتبه جيدا لما يحدث علي الساحة الاعلامية خاصة ماتقوم به مؤسسات عالمية تتبع في حقيقتها أجهزة ومنظمات حمقي ، ترسم للعرب جميعاً مخططاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً خرب ،
وتوجه لنا غزواً ظاهره يختلف عن باطنه اختلافاً مرعباً .

search