السبت، 02 نوفمبر 2024

11:33 م

وزيرة البيئة: ننفذ مشروع الملاذ الآمن بالتعاون مع مؤسسة الأميرة عاليا

الأربعاء، 02 أكتوبر 2024 12:47 م

باسم ياسر

اجتماع تطوير محمية وادى الريان

اجتماع تطوير محمية وادى الريان

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، ترحيب مصر بالتعاون مع جميع الأطراف المهتمة بالحفاظ على البيئة، سواءً الدول أو مؤسسات المجتمع المدنى، خاصة الدول والمنظمات العربية الشقيقة.

اجتماع وزيرة البيئة مع الأميرة عاليا ومحافظ الفيوم

جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقدته الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية،  عبر تقنية الفيديوكونفرانس مع صاحبة السمو الملكي الأميرة عاليا بنت الحسين، شقيقة ملك الأردن، والدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، بهدف استعراض آخر التطورات المتعلقة بمشروع "الملاذ الآمن" المقرر تنفيذه في محمية وادي الريان بمحافظة الفيوم. 

يأتي هذا المشروع في إطار التعاون المصري الأردني لدعم الاستثمار البيئي وحماية الطبيعة، ويهدف إلى إنشاء ملاذ آمن للحياة البرية على مساحة تبلغ حوالي ألف هكتار، مع التركيز على حماية الحيوانات المهددة بالخطر وتقديم تجربة سياحية بيئية جديدة.

عُقد الاجتماع بمشاركة عدة شخصيات بارزة، من بينهم الدكتور محمد التوني نائب محافظ الفيوم، والدكتور أمير خليل ممثل مؤسسة "فور باوز" (Four Paws) التي تلعب دورًا رئيسيًا في تنفيذ المشروع، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والخبراء في مجالات البيئة والتخطيط والاستثمار.

مشروع الملاذ الآمن لتطوير وادى الريان فى الفيوم

تضمن النقاش بين الأطراف مراجعة آخر التعديلات التي تم إدخالها على المشروع في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك دراسة تقييم الأثر البيئي للمشروع وخطة الزراعة واستهلاك المياه المطلوب.

كما تم التطرق إلى خطة استهلاك المياه الخاصة بالبحيرات الصناعية التي سيتم إنشاؤها ضمن المشروع، مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات المائية للزراعة والمرافق المختلفة، وجرى التركيز على كيفية تقليل استهلاك المياه عبر استخدام مياه الصرف الزراعي للتوسعات المستقبلية.

كما عرض الجانب المصرى عدد الأشجار المقرر زراعتها خلال المرحلة الأولى من المشروع التي تمتد لثلاث سنوات، بالإضافة إلى مناقشة المرحلة الأولى من المشروع التي تغطي مساحة ألف هكتار.

تفاصيل تطوير محمية وادى الريان فى محافظة الفيوم

 تشمل المرحلة الأولى من تطوير محمية وادى الريان بمحافظة الفيوم، إنشاء بنية تحتية ملائمة للحيوانات سواء المفترسة أو العاشبة، مع الاستفادة من التجربة الأردنية الناجحة في هذا المجال.

مشروع الملاذ الآمن ودوره البيئي

يعد مشروع "الملاذ الآمن" الأول من نوعه في مصر في إطار التعاون المصري الأردني لحماية التنوع البيولوجي، ويعكس التزام مصر المستمر بحماية البيئة وتعزيز الفرص الاستثمارية في هذا القطاع. 

وكما أكد المشاركون فى الاجتماع فإن مشروع تطوير منطقة وادى الريان ليس مجرد ملاذ للحيوانات المهددة، بل يمثل نموذجًا للتنمية المستدامة يوفر فرص عمل جديدة للسكان المحليين في الفيوم، ويعزز التضامن الاجتماعي من خلال إشراك المجتمع المحلي في إدارة المشروع واستثماره.

أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال الاجتماع، أن فكرة المشروع بدأت منذ أكثر من عام، وأنه سيحقق نوعًا جديدًا من السياحة البيئية في مصر.

 وأشارت وزيرة البيئة إلى ضرورة استكمال النموذج المالي للمشروع خلال الفترة القادمة تمهيدًا لبدء التنفيذ في بداية عام 2025، مؤكدة أن هذا المشروع سيسهم في تحقيق أهداف الدولة المصرية لحماية الحيوانات المهددة وتعزيز الاستثمار في المحميات الطبيعية.

كما أوضحت أن المشروع يأتي في إطار الاستراتيجية الوطنية لحماية الطبيعة، والتي تهدف إلى توظيف الإمكانيات الطبيعية والبيئية لمصر بشكل مستدام، بما يعزز من فرص التنمية ويحقق فوائد اجتماعية واقتصادية ملموسة للمجتمع المحلي.

أهمية مشروع تطوير محمية وادى الريان لمحافظة الفيوم

من جانبه، أكد الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، على أهمية مشروع "الملاذ الآمن" في تعزيز التنمية الاقتصادية والسياحية بالمحافظة. وذكر أن المشروع، الذي سيقام على مساحة ألفي فدان في محمية وادي الريان، سيسهم في توفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، ويضيف نوعًا جديدًا من السياحة الجاذبة للزوار من داخل وخارج مصر.

وأشار المحافظ إلى أن المشروع يمثل فرصة اقتصادية كبيرة بفضل موقعه الجغرافي المتميز بالقرب من العاصمة القاهرة، ما يسهل جذب السياح والمستثمرين على حد سواء. وأكد الأنصاري على ضرورة استدامة المشروع على المدى الطويل، مع التأكيد على ضرورة إجراء دراسة اقتصادية متكاملة لضمان نجاحه وتحقيق الأهداف المرجوة منه.

كما كشف المحافظ عن توفر محطات معالجة ثنائية ضمن مشروعات الهيئة القومية للصرف الصحي، التي يمكن استخدامها لتوفير المياه اللازمة للمشروع دون التأثير على منسوب المياه في بحيرات وادي الريان. وهذه الخطوة تعد جزءًا من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات العامة في جميع أنحاء مصر.

دعم التعاون المصري الأردني

من جهتها، أعربت صاحبة السمو الملكي الأميرة عاليا بنت الحسين عن تقديرها للتعاون مع الجانب المصري في تنفيذ مشروع الملاذ الآمن، مؤكدة أن هذا المشروع سيسهم في وضع مصر على خارطة الريادة العالمية في حماية الحيوانات المعرضة للخطر. وأكدت الأميرة على أهمية استدامة المشروع ماليًا من خلال جذب رعاة ومستثمرين للمشاركة في تمويله وتنفيذه، مشددة على ضرورة وضع رؤية واضحة لتحقيق العوائد المتوقعة من المشروع على المدى البعيد.

وأشارت الأميرة عاليا إلى الخبرة الواسعة التي تمتلكها مؤسسة "فور باوز" في إنشاء وإدارة ملاذات آمنة للحيوانات، حيث تدير المؤسسة 11 ملاذًا في 16 دولة حول العالم، وبهذه الخبرة، ستكون قادرة على تقديم الدعم اللازم لضمان نجاح المشروع في مصر.

توأمة بين مصر والأردن فى مجال الحماية الطبيعية

يُذكر أن مشروع "الملاذ الآمن" يأتي نتيجة بروتوكول تعاون رباعي تم توقيعه العام الماضي بين محافظة الفيوم ووزارة البيئة المصرية ومؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين ومؤسسة "فور باوز"، ويهدف البروتوكول إلى إنشاء أول ملاذ آمن للحياة البرية في مصر، بالشراكة مع الأردن، مما يمثل توأمة بين البلدين في مجال حماية الطبيعة.

يشمل البروتوكول تنفيذ جميع الأعمال المطلوبة بما يتوافق مع شروط المحميات الطبيعية في مصر، مثل بناء الأسوار والممرات وحفر الآبار والمرافق المختلفة. كما تم التأكيد على مراعاة توفير مسارات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، نظرًا لطبيعة المحمية.

رؤية مستقبلية لمشروع الملاذ الآمن

يعد مشروع "الملاذ الآمن" فرصة استثمارية رائدة في مجال السياحة البيئية وحماية الحياة البرية في مصر، حيث من المتوقع أن يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم لمشاهدة الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض في بيئة طبيعية آمنة.

 ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز الوعي بأهمية حماية البيئة والتنوع البيولوجي، فضلاً عن كونه نموذجًا للتعاون الإقليمي بين مصر والأردن.

يمثل المشروع أيضًا خطوة نحو تحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، من خلال تحقيق التوازن بين الحفاظ على الموارد الطبيعية والاستثمار في القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل السياحة البيئية. ومع اكتمال المشروع، سيصبح وادي الريان وجهة سياحية بيئية متميزة توفر تجربة فريدة للزوار، وتدعم في الوقت ذاته المجتمع المحلي من خلال توفير فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي.

 يعد مشروع "الملاذ الآمن" نموذجًا للتعاون الدولي في مجال حماية البيئة، ويعكس التزام مصر بتعزيز التنمية المستدامة وحماية التنوع البيولوجي. ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تعزيز مكانة مصر على الساحة العالمية كوجهة رائدة في السياحة البيئية والاستثمار الأخضر، بما يعود بالفائدة على المجتمع المحلي والبيئة الطبيعية على حد سواء.

search