الإثنين، 23 ديسمبر 2024

02:21 ص

اربع خطوات حتى لا يستغلّك الآخرون بسبب لطفك وطيبتك

الإثنين، 15 يوليو 2024 10:00 م

سوزان سعيد

شخص يتعرض للاستغلال

شخص يتعرض للاستغلال

هل تشعر طيلة الوقت أنك مستغل، عاجز عن التعبير عن رغباتك وكأنك موجود فى هذه الحياة فقط لتلبية رغبات الآخرين، إلى الحد الذى أصبحت معه تفضل العزلة والابتعاد عن الناس!

اطمئن لا داعى لكل هذا التشاؤم، هون علي نفسك، لا يعدو الأمر أكثر من انك تنقصك بعض المهارات التى يمكنك تعلمها والتدرب عليها حتى اتقانها، وبعدها لن يستغلك أحد فى هذا العالم!

أولا: افهم سماتك التوافقية

يعرف علم النفس  الشخص  اللطيف بشدة مع الآخرين وكثير المراعاة لهم ولمشاعرهم بإسم الشخص التوافقي.

لذا فإن الحل هو ان تدرك أن شخصيتك تحتاج الى التغيير، وهذا يحتاج إلى الكثير من الجُرأة والاعتراف بأننا أخطأنا فى حق أنفسنا عندما كنا نتنازل عن حقوقنا للآخرين خوفاً على مشاعرهم للحد الذى تم استباحتنا بهذا الشكل البغيض!

راقب  إجاباتك وطريقة تعاطيك مع الآخرين، ولاحظ كيف تورّط نفسك بنفسك عن طريق عدم الإفصاح عن رغباتك الحقيقية.

تعلم أن اللطف جيّد في نطاقات معيشية محدّدة، لكنّه يضرك ويلقى عليك عبئاً كبيراً عندما تتعامل به فى الوظيفة أو أمام الغرباء أو الأصدقاء غير المُقرّبين، لانك ستجد نفسك عاجزاً عن رفض طلباتهم أو مواجهتهم حين الاقدام على تصرفات تؤذيك!

ثانيا: تمرّن على التفاوض مع شخص مقرب:

كونك شخصاً توافقياً يعنى أنك تخشى التورّط في الخلافات والنقاشات التي قد تتحوّل إلى نزاعات، لأنّك تعتقد أنّ تحوّل النقاش إلى مشكلة سيُظهرُكَ بمظهر مُحرِج 

 لذلك يجب أن تتعلّم مهارات التفاوض، وهو الاستمرار بالنقاش لإيصال ما تُريد دون أن تنفعل أو تسارع إلى إنهاء النقاش والتخلّي عمّا تريد قوله، ولتفعل هذا عليك بالآتى:

  • حدّد طلبك بدقة

اى اطلب ما تريده بوضوح  وبكلمات واضحة ومحددة، على سبيل المثال (أريد أن أغير هذا الشئ)

ابتعد عن التردّد وعدم الوضوح لانهما يقللان من فُرَص استجابة الآخرين لطلباتك أو رغباتك.

  • اخلق موقفا افتراضيا وتمرّن مع شخص مقرب

تدرب مع أخ أو صديق مقرب على أن يكون شخصاً مقابلاً وانك ستقوم بالتفاوض معه على شئ تريد أن يفعله لك، واطلب منه أن يوجد حججاً صعبة فى المقابل لتدريبك على التفكير وسرعة البديهة!

  • تجهّز بحجج مُتعدّدة واحتمالاتٍ مختلفة (ماذا أفعل حين تفشل حجّتي الأولى؟)

الشخص التوافقى ليس لديه سوى حجة واحدة، تعلم أن تتجاوز التفكير ذي الخطوة الواحدة، وأن يكون لديك أكثر من مبرر

ثالثا: تعلّم أن تقول "لا" حين تشعر بأنّه يتوجّب عليكَ ذلك

الأمر فى غاية البساطة، لا تفعل شيئاً لا ترغب بداخلك أن تفعله، وقم بالموازنة بين الطلبات المرجوّة منك وبين إمكانياتك الحالية،  لا تفكر فى احراج مشاعر الاخرين أو التورط معهم فى خلاف، إفعل الشئ فقط إذا كان يناسبك دون أى اعتبارات أخرى!

تذكر أن رضاء الناس غاية لا تدرك!

رابعاً: ارسم حدودا صحّية

يقول إميل سيوران في كتابه "المياه كلّها بلون الغرق"،: لا أحد يستطيع أن يحمي عزلته إذا لم يعرف كيف يكون بغيضا مع النّاس"،  قد تبدو هذه العبارة قاسية بعض الشيء، لكنّها بداية لقاعدة هامة حول وضع الحدود الصحّية. 

الحدود الصحّية هي أن تحافظ  على مسافة بينك وبين الآخرين بطريقة تضمن لكَ الأمان في أن تقول ما ترغب به حقّا دون التعرض لعواقب وخيمة. 

 لا تُخلَط علاقات المهنة أو الوظيفة بعلاقات العائلة، وعلاقات العائلة بعلاقات الوظيفة، لا تجعل من الرئيس في العمل أبا، سيؤدى هذا الى اختراق خصوصيتك واستباحة أوقاتك ورغباتك في أوقاتٍ كثيرة.

هل تعلم أن رسم الحدود دائما  يحافظ على العلاقات أكثر ممّا يُفسدها!

search