السبت، 02 نوفمبر 2024

09:41 م

ابن خالة نصر الله وصهر سليمانى.. هاشم صفى الدين المرشح لزعامة حزب الله

السبت، 28 سبتمبر 2024 01:03 م

باسم ياسر

هاشم صفى الدين المرشح لزعامة حزب الله

هاشم صفى الدين المرشح لزعامة حزب الله

تصاعدت الأصوات خلال الساعات الأخيرة لمعرفة خليفة حسن نصر الله فى زعامة حزب الله اللبنانى، عقب إعلان الجيش الإسرائيلى اغتيال نصر الله وعدد من قيادات الحزب خلال الغارة التى شنها امس على الضاحية الجنوبية من بيروت.

ورغم الغموض والسرية التي تحيط بعملية اختيار القادة في التنظيمات شبه العسكرية مثل "حزب الله"، يُعد هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وصهر القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، الأبرز بين الأسماء المطروحة لخلافته.

هاشم صفي الدين رجل الظل خلف نصر الله

يرى المتابعون أن صفي الدين ليس فقط مرشحًا محتملًا، بل أنه قد أُعد منذ سنوات لتولي هذا المنصب الحساس، فهو يشبه حسن نصر الله في الشكل والمضمون، حتى أنه يمتلك لثغة مشابهة للثغة التي تميز صوت نصر الله. 

لم يكن الظهور السياسي لصفى الدين محض صدفة، بل كان جزءًا من استراتيجية مدروسة منذ تعيينه رئيسًا للمجلس التنفيذي لـ"حزب الله" عام 1994، وهو المجلس الذي يعتبر بمثابة حكومة داخل التنظيم، ولعب دورًا محوريًا في الإشراف على الشؤون اليومية للتنظيم، بما في ذلك إدارة الأموال والاستثمارات.

في المقابل، ترك نصر الله الملفات الاستراتيجية الأوسع في يده، مما أكسبه لقب "ظل نصر الله"، حيث كان دائمًا خلف الكواليس، يدير الأمور دون الظهور العلني كثيرًا، رغم أن الولايات المتحدة أدرجته على قائمة الإرهاب منذ عام 2017، فإنه ظل يحتفظ بمكانته داخل الحزب بفضل علاقاته القوية مع الجناح العسكري والتنفيذي على حد سواء.

علاقات هاشم صفى الدين مع إيران 

تربط هاشم صفي الدين علاقات وثيقة مع إيران، حيث قضى سنوات في مدينة قم الدينية، وهو ما أسهم في بناء جسور قوية مع القيادة الإيرانية، هذه الروابط تعززت بزواجه من ابنة أحد رجال الدين اللبنانيين المؤثرين، وأيضًا من خلال مصاهرة قاسم سليماني، الذي كان يعتبر مهندس المشروع الإقليمي الإيراني قبل اغتياله في غارة أمريكية ببغداد عام 2020.

التحالف بين "حزب الله" وإيران يتجاوز الدعم العسكري والمادي، إذ يعد صفي الدين أحد الممثلين البارزين للفكر الإيراني داخل الحزب، وخاصة نظرية "ولاية الفقيه" التي تبناها بتأثير مباشر من فترة دراسته في قم، ويُعرف صفي الدين بتبنيه لفكرة "ولاية الفقيه"، التي طرحها الإمام الخميني، ويرى أنها الحل للمشكلات التي تواجه الحركات الإسلامية، ورغم أن بعض الشيعة في لبنان يعارضون هذه النظرية، فإن صفي الدين يعتبرها جزءًا أساسيًا من عقيدته السياسية.

الدعم الإيراني الحاسم في صعود صفي الدين

يعود تاريخ الدعم الإيراني المباشر لهاشم صفي الدين إلى بدايات التسعينيات، حينما كانت إيران ترعى صعود قادة "حزب الله" الجدد، وكان عماد مغنية، القائد الأمني للحزب والذي اغتيل في دمشق عام 2008، يلعب دورًا محوريًا في هذا الصعود، ويقال إن مغنية اهتم بتوجيه ثلاثة شخصيات في الحزب بشكل خاص، حسن نصر الله، هاشم صفي الدين، ونبيل فاروق، هؤلاء الثلاثة تلقوا الدعم والتوجيه من مغنية، وتم إرسالهم إلى قم لتعميق معارفهم الدينية والسياسية.

تمكنت هذه الشخصيات الثلاث من الوصول إلى مواقع القيادة في التسعينيات؛ فأصبح نصر الله الأمين العام، بينما تولى صفي الدين إدارة المجلس التنفيذي، والذي كان يشرف على كافة الشؤون المالية والتنظيمية للحزب، في المقابل، كان فاروق قائدًا ميدانيًا في جنوب لبنان، المنطقة الأكثر أهمية عسكريًا بالنسبة لـ"حزب الله".

إدارة الاستثمارات والشؤون المالية: ذراع الحزب الخفي

لا يقتصر دور هاشم صفي الدين على الشؤون التنظيمية والسياسية، بل يمتد ليشمل إدارة استثمارات الحزب، يدير المجلس التنفيذي، الذي يرأسه صفي الدين، مجموعة ضخمة من الاستثمارات التي تهدف إلى تأمين الاستقلال المالي لـ"حزب الله".

تنوعت هذه الاستثمارات بين نشاطات داخل لبنان وخارجه، وتشمل دولًا في العالم العربي، أفريقيا، أوروبا، وحتى أمريكا اللاتينية، و تقدر هذه الاستثمارات الضخمة بمليارات الدولارات، رغم أن البعض يشكك في الحجم الحقيقي لهذه الأموال.

وتشكل هذه الاستثمارات مصدر تمويل رئيسي للتنظيم، الذي يسعى للحفاظ على استقلاليته المالية بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الأموال الإيرانية، وكانت هذه الأموال تُستخدم لتمويل العمليات العسكرية والتنظيمية للحزب، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن المجلس الجهادي، الذي تم إنشاؤه في وقت لاحق، أصبح مسؤولًا عن الشؤون العسكرية، مما فصل بين الصلاحيات العسكرية والمالية في "حزب الله".

صعود صفي الدين بعد مقتل مغنية

ظل صفي الدين بعيدًا عن الأضواء لسنوات طويلة، حتى فرضته الأحداث الأخيرة للظهور، بعد اغتيال عماد مغنية في 2008، وجد صفي الدين نفسه مضطرًا للظهور في مناسبات الحزب، خاصة في الجنازات التي أقيمت لعناصر الحزب الذين سقطوا سواء في لبنان أو في سوريا، حيث كان "حزب الله" يشارك في الحرب الأهلية بجانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد، و كان هذا الظهور الضروري بمثابة إعلان غير رسمي عن مكانته كخليفة محتمل لحسن نصر الله.

ورغم أنه لا يُعرف الكثير عن حياته الشخصية، فإن صفي الدين وُلد في عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بمنطقة صور، وهي بلدة لها وزن اجتماعي وسياسي مهم في جنوب لبنان، تربى في عائلة لها حضور قوي في المجتمع، وهو ما ساعده في بناء قاعدة اجتماعية صلبة قبل أن يتوجه إلى الدراسة الدينية في قم.

التحديات أمام هاشم صفى الدين

إذا تأكدت الأنباء عن اغتيال حسن نصر الله، فإن صفي الدين سيواجه تحديات كبيرة في حال توليه زعامة "حزب الله"، أهمها الحفاظ على تماسك الحزب وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة، خاصة مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، كما سيتعين عليه إدارة العلاقات المعقدة بين الجناحين العسكري والسياسي للحزب، وهما الجناحان اللذان عمل نصر الله على موازنة قوتهما لسنوات.

كما أن عليه مواجهة الرأي العام اللبناني والعالمي الذي يراقب عن كثب كل تحركات "حزب الله"، خاصة بعد العقوبات المتزايدة التي تفرضها الولايات المتحدة على التنظيم.

كان الجيش الإسرائيلى قد أعلن اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله، وهلى كركى قائد قطاع الجنوب، وعدد من قيادات الحزب خلال الغارات التى شنتها أمس على الضاحية الجنوبية من بيروت.

وافاد الجيش الإسرائيلى فى بيان إعلامى أن سلاح الجو استهدف مقر حزب الله الذى يقع أسفل بناية سكنية، بعد معلومات استخباراتية دقيقة، بوجود نصر الله داخل المقر رفقة عدد من قيادات الحزب.

من ناحيته لم يصدر حزب الله حتى اللحظة أي بيان رسمي لتوضيح ما حدث، لكنه استمر في قصف مواقع في شمال إسرائيل، مما زاد التكهنات حول مصير زعيم الحزب.

وتضاربت الأنباء بين وسائل الإعلام حول حالة نصر الله؛ إذ أفادت بعض المصادر اللبنانية، وأخرى قريبة من حزب الله، أن نصر الله بخير ولم يُصب بأي أذى. ومع ذلك، فإن المعلومات تبقى غير مؤكدة، خاصة مع ما تداولته بعض التقارير حول انقطاع الاتصالات به بعد الضربة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية.

من جانبها، أكدت إيران أنها تجري تحريات حول حالة نصر الله. وقال مسؤول أمني إيراني كبير، بحسب وكالة "رويترز"، إن طهران تتحقق من صحة ما تم تداوله حول وضع نصر الله.

وفي المقابل، لم تصرح إسرائيل بشكل واضح ما إذا كانت استهدفت نصر الله تحديدًا، إلا أن مسؤولًا إسرائيليًا بارزًا أشار إلى أن كبار قادة حزب الله كانوا ضمن أهداف الغارات. وأضاف المسؤول أنه من المبكر الجزم بما إذا كان نصر الله قد قتل في الهجوم.

search