السبت، 02 نوفمبر 2024

09:42 م

وزيرة التخطيط: إصلاح الهيكل المالى العالمى أصبح ضرورة ملحة

الخميس، 26 سبتمبر 2024 12:29 م

باسم ياسر

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى

وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى

أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى أن إعادة هيكلة النظام المالى العالمى أصبح ضرورة ملحة، لتحقيق التنمية المستدامة فى الدول النامية.

جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في فعالية هامة ضمن الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة المستقبل المنعقدة في نيويورك، حيث ركزت على مبادرة "بريدجتاون" التي أطلقت في عام 2022 بهدف إصلاح الهيكل المالي العالمي. 

مشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى فى مناقشات"بريدجتاون"

وتأتي مشاركة الوزيرة في ظل تصاعد التحديات التي تواجه الاقتصادات العالمية، خاصة في الدول النامية، والتي تعاني من أزمات متعددة تشمل تغير المناخ والتفاوت الاجتماعي والأعباء المالية المتزايدة.

خلال كلمتها، أبرزت الدكتورة رانيا المشاط أهمية مبادرة "بريدجتاون" التي تهدف إلى إعادة هيكلة النظام المالي الدولي، بما يتيح التعامل مع الأزمات المعاصرة. 

وأكدت"المشاط" أن البيئة الاقتصادية الحالية دفعت العديد من الدول الفقيرة إلى خفض استثماراتها الأساسية في محاولة للوفاء بمدفوعات الديون الخارجية، مما يعوق تنميتها ويزيد من التحديات التي تواجهها، مثل ضغوط الديون المتزايدة والمخاطر البيئية.

وأشارت إلى أن مبادرة "بريدجتاون" تأتي كاستجابة مباشرة لهذه التحديات، حيث دعت منذ إطلاقها إلى إصلاحات جوهرية في النظام المالي الدولي، بما في ذلك زيادة تدفق رؤوس الأموال لدعم الدول النامية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 المبادرة نالت دعمًا متزايدًا من مؤسسات دولية كبيرة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث تدعو إلى مراجعة وتحسين "إطار استدامة القدرة على تحمل الدين"، الذي تم وضعه لتوجيه قرارات الاقتراض في الدول منخفضة الدخل. وأوضحت الوزيرة أن هذا الإطار، في شكله الحالي، لا يزال بحاجة إلى تعديلات تمكن الدول النامية من تجاوز العقبات التنموية الكبيرة التي تواجهها.

تطرقت الدكتورة المشاط كذلك إلى أهمية المؤسسات الدولية، مثل بنوك التنمية متعددة الأطراف، في دفع عجلة التنمية في الدول منخفضة الدخل. 

وأكدت على ضرورة إصلاح هذه المؤسسات لتطوير برامج تمويلية جديدة أكثر فعالية، موجهة إلى الدول التي تواجه تحديات مالية وضغوطات اقتصادية، وأشارت إلى أن تطوير إطار استدامة الدين من شأنه أن يدعم هذه الدول في التعامل مع الأزمات المالية بشكل أفضل، ويسهم في تعزيز قدرتها على النمو الاقتصادي والاستدامة.

وبينما تواجه الدول النامية تحديات كبيرة في الحصول على التمويلات الميسرة، أوضحت الدكتورة المشاط أن الاتجاه نحو الاقتراض من الأسواق العالمية يأتي غالبًا بأسعار فائدة مرتفعة، مما يزيد من أعباء هذه الدول ويضعها في مواقف اقتصادية صعبة. ولذلك، فإن أحد المحاور الرئيسية للمبادرة هو تعزيز استدامة الدين وتطوير آليات تمويل أكثر مرونة وعدالة للدول النامية.

إصلاح نظام التصنيف الائتمانى العالمى

وفي نفس السياق، شددت الوزيرة على أهمية إصلاح نظام التصنيف الائتماني الدولي، الذي يعتبر أداة رئيسية في تمكين الدول النامية من الوصول إلى أسواق رأس المال وجذب الاستثمارات، لأن النظام الحالي، بحسب الوزيرة، لا يعكس بصورة عادلة الظروف الخاصة التي تواجهها الدول النامية، مما يقلل من فرصها في جذب الاستثمارات الضرورية لتحقيق النمو ومواجهة الأزمات البيئية.

 وأضافت وزيرة التخطيط أن تطوير هذا النظام سيسهم في تحسين الظروف الاقتصادية للدول الأكثر عرضة للصدمات المالية، وخاصة تلك التي تعاني من آثار تغير المناخ.

تجدر الإشارة إلى أن مبادرة "بريدجتاون" التي أطلقت في شرم الشيخ في عام 2022، تهدف إلى إعادة صياغة النظام المالي الدولي بشكل يعزز العدالة ويقلل من الفوارق المالية بين الدول، وشهدت المبادرة في عام 2023 دعمًا متزايدًا من البنوك التنموية، حيث أُجريت إصلاحات مهمة لمواجهة أزمة الديون والتنمية في الدول النامية، كما أن المبادرة تسعى إلى تغيير هيكل النظام المالي العالمي ليصبح أكثر استجابة للتحديات البيئية والاقتصادية التي تواجهها هذه الدول.

search