الأحد، 22 ديسمبر 2024

04:48 ص

رئيس الإمارات يبدأ أول زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة

الإثنين، 23 سبتمبر 2024 01:50 م

باسم ياسر

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

يبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية اليوم الإثنين، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ توليه منصبه كرئيس للدولة. 

وأكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أن هذه الزيارة ستكون ذات أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الحيوية.

خلال هذه الزيارة، من المتوقع أن يبحث الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، مجموعة من القضايا المهمة التي تهم البلدين، بما في ذلك تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، بالإضافة إلى تطوير الشراكة الاستراتيجية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتغير المناخي، هذه المحاور تأتي في إطار رؤية الإمارات الطموحة لتعزيز مكانتها كشريك عالمي في الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، مما يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.

شراكة تجارية واستثمارية متينة بين الإمارات والولايات المتحدة

تعد الإمارات العربية المتحدة الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث سجلت التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين نموًا ملحوظًا خلال العام 2023، إذ وصلت قيمتها إلى 39.5 مليار دولار أميركي، بزيادة قدرها 20% مقارنة بالعام السابق. وارتفعت واردات الإمارات من الولايات المتحدة بنسبة 22% لتصل إلى 25.9 مليار دولار في 2023، بينما زادت صادرات الإمارات إلى أميركا لتصل إلى 3.9 مليار دولار، مما يعكس قوة العلاقة الاقتصادية بين البلدين.

بالإضافة إلى ذلك، تتجاوز الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة حاجز التريليون دولار، مما يجعل الإمارات واحدة من أهم المستثمرين الأجانب في الاقتصاد الأميركي. وتشمل هذه الاستثمارات قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والاتصالات، والعقارات، وتكنولوجيا المعلومات.

 وفي المقابل، تبلغ الاستثمارات الأميركية المباشرة في الإمارات حوالي 9.5 مليار دولار خلال الفترة ما بين 2018 و2023. كما أن هناك أكثر من 1500 شركة أميركية تعمل في الإمارات، ويسكن فيها أكثر من 50 ألف مواطن أميركي، مما يعكس التداخل العميق في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

التعاون في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

أحد أبرز المجالات التي تشهد تطورًا كبيرًا في التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة هو التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي. وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology الأميركية اتفاقية استراتيجية مع شركة NXT Global الإماراتية لإنشاء أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر. ويعد هذا المشروع أحد أكثر المبادرات استدامة على مستوى العالم ويعكس التزام البلدين بتطوير تقنيات متقدمة تخدم مستقبل البشرية.

إضافة إلى ذلك، في أبريل 2024، أعلنت شركة مايكروسوفت عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة G42 الإماراتية، المختصة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة، إلى جانب توفير المهارات اللازمة للعاملين في هذه المجالات.

كما أن التعاون الإماراتي الأميركي في مجال استكشاف الفضاء شهد إنجازات ملحوظة، كان أبرزها إطلاق الإمارات لمسبار الأمل في عام 2021، والذي ساهم في تعزيز التعاون العلمي بين البلدين حول دراسة الغلاف الجوي للمريخ. وتسعى الإمارات لمواصلة هذا التعاون عبر مشاركتها في مشروع NASA’s Lunar Gateway، الذي يتضمن إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر بحلول عام 2030.

مواجهة التحديات المناخية والتعاون في الطاقة المتجددة

في إطار التزام الإمارات بدورها كقوة دافعة في مجال العمل المناخي، تتعاون مع الولايات المتحدة في عدد من المبادرات التي تهدف إلى تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة. إحدى هذه المبادرات هي "PACE"، التي تهدف إلى إنتاج 100 جيجاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.

 كما تشارك الإمارات في قيادة مبادرة "AIM for Climate"، التي تشمل أكثر من 500 مشروع للطاقة النظيفة في 50 دولة، مما يعكس الدور الريادي الذي تلعبه الإمارات في مواجهة تحديات التغير المناخي على مستوى العالم.

كما استثمرت شركة "مصدر"، الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في الإمارات، في 11 مشروعًا للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، من بينها مشروع "Big Beau" للطاقة الشمسية والبطاريات بالقرب من لوس أنجلوس، مما يعزز التعاون بين البلدين في هذا المجال الحيوي.

زيارة تاريخية تدفع العلاقات إلى آفاق جديدة

وصف يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى واشنطن، زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى الولايات المتحدة بأنها "تاريخية"، مؤكدًا أنها تشكل مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين. وأضاف أن الإمارات والولايات المتحدة تمثلان قوة حاسمة للتغيير الإيجابي في المنطقة، وتلعبان دورًا رئيسيًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي والازدهار.

search