الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024

05:36 ص

من هي حسناء البيجر؟

الأحد، 22 سبتمبر 2024 06:06 م

محمد عماد

حسناء البيحر

حسناء البيحر

تصدرت سيدة الأعمال المجرية كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو عناوين الأخبار بعد تقارير تربط شركتها بتفجيرات قاتلة هزت لبنان يومي 17 و18 سبتمبر/أيلول الجاري. هذه التفجيرات أسفرت عن مقتل 37 شخصًا وإصابة الآلاف، مما أثار تساؤلات حول طبيعة الشركة المجرية التي تُدعى "بي إيه سي" ومقرها في العاصمة بودابست، والتي يُعتقد أنها وراء تصنيع أجهزة النداء الآلي "بيجر" التي استخدمت في التفجيرات.

لغز كريستيانا بارسوني وشركتها الغامضة

تظل كريستيانا بارسوني، البالغة من العمر 49 عامًا، وتحمل الجنسيتين الإيطالية والهنغارية، بالإضافة إلى مهاراتها اللغوية المدهشة حيث تتحدث سبع لغات، وحاصلة على درجة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات

وهي شخصية غامضة تحيط بها الكثير من التساؤلات. فوفقًا لتقرير بريطاني، كشفت مصادر مقربة منها أنها كانت دائمًا ما تحيط حياتها المهنية بالكثير من السرية. تحدث أحد أصدقائها المقربين لوسائل الإعلام البريطانية، قائلاً: "كانت كريستيانا دائمًا تتجنب الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بعملها. كانت تقول فقط إنها تعمل في تجارة عادية، لكن لم يكن أحد يعرف على وجه الدقة طبيعة تلك التجارة".

الشكوك حول بارسوني بدأت تتزايد بعد أن كشفت التحقيقات أن الأجهزة المستخدمة في التفجيرات كانت من إنتاج شركتها "بي إيه سي". وقد أدى هذا الاكتشاف إلى فتح ملفات حول مدى تورطها في أنشطة غير قانونية أو ارتباطها بشبكات استخبارية.

تصاعدت التساؤلات بعد أن أظهرت تقارير أمريكية معلومات مثيرة، مفادها أن شركة "بي إيه سي" قد تكون جزءًا من شبكة معقدة من الشركات الوهمية المرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية (الموساد). ولم تتوقف الشكوك عند هذا الحد، بل ربطت بعض المصادر بين شركتها وأنشطة استخباراتية دولية.

ورغم هذه الاتهامات، نفت كريستيانا بشكل قاطع أي تورط في التفجيرات أو صلة بالاستخبارات الإسرائيلية. وأصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه براءتها من أي علاقة بالشبكة الاستخبارية أو العمليات المشبوهة. كما أضافت: "ليس لدي أي علم بمثل هذه الأمور، وكل ما تم تداوله عني غير صحيح".

في سياق متصل، نفت شركة "غولد أبوللو" التايوانية، التي تعد من كبرى الشركات المصنعة لأجهزة الـ"بيجر"، أي علاقة لها بالتفجيرات. وأكدت أن الأجهزة التي استخدمت في الحادثة كانت من تصنيع شركة "بي إيه سي" المجرية، والتي تملك ترخيصًا لاستخدام العلامة التجارية لـ"غولد أبوللو". وهذا النفي من الشركة التايوانية أضاف مزيدًا من الغموض حول دور شركة كريستيانا في التفجيرات.

أثارت التفجيرات أيضًا تفاعلات سياسية واسعة، حيث اتهم "حزب الله"الحكومة الإسرائيلية بأنها وراء هذه التفجيرات. وتزامن ذلك مع تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية للبنان بين "حزب الله" وإسرائيل، خاصة بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. تبادل الطرفان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي، مما أدى إلى تصاعد حدة المواجهات والتهديدات الإسرائيلية بشن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.

وسط هذه الأجواء المتوترة، تزداد المخاوف من تحول الصراع الحالي بين إسرائيل و"حزب الله" إلى حرب إقليمية أوسع قد تجر دولًا أخرى في المنطقة. ويرى بعض المراقبين أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى تصعيد لا يُحمد عقباه، خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية المعقدة التي تشهدها المنطقة.

ختامًا، ما زالت كريستيانا بارسوني وشركتها "بي إيه سي" تحت مجهر التحقيقات الدولية. وبينما تستمر السلطات في البحث عن ملابسات التفجيرات، يبقى السؤال: هل ستكشف الأيام المقبلة عن حقائق جديدة تربط هذه الشركة المجرية بأعمال استخباراتية أو عمليات مشبوهة ذات طابع دولي؟

search