السبت، 02 نوفمبر 2024

11:36 م

سامية فاروق تكتب لـ "المصري الآن": توريث البلطجة

الأحد، 22 سبتمبر 2024 02:23 م

بقلم: سامية فاروق

سامية فاروق

سامية فاروق

لم يكتف الفنان محمد رمضان، بما رسخه في أذهان الشباب والمراهقين من جميع انواع البلطجة، واستعراض القوة علي شاشات التلفزيون فقط، بل تخطي ذلك واتضح أنه يستخدم نفس الأسلوب علي أرض الواقع. في واقعة غريبة بأحد نوادى أكتوبر، كان نجل الفنان محمد رمضان قد وقعت مشاجرة بينه وبين طفل آخر وأصدقاءه فقال لهم "أنتم لا تعلمون انا مين وابن مين، وبعد انتهاء المشاجرة تتبع الطفل واغلق عليه باب الحمام إلي أن أنقذه زملاؤه وفتحوا له الباب، والغريب أن نجل الفنان لم ينته به الأمر إلي ذلك، بل استدعي والده الذي حضر مسرعاّ وقام يتوببخ الأولاد، وسأل ابنه مين فيهم اللي ضربك؟ ثم همس في أذن نجله، الذي أسرع بصفع الطفل الآخر على وجهه. هل هذا التصرف يليق به كفنان وقدوة أو حتي أب؟

التصرف الذي قام به محمد رمضان غير مسئول نهائياً، فما فعله يتسبب في غرس أخلاقيات وسلوك غير محمود  لدى الطفل، وجميع الأطفال الذي حضروا الواقعة بما فيهم نجله أيضاً، فقد أعطاهم درساً في البلطجة دون أن يشعر، وسيتسبب أيضاً في أثر نفسي يظل طوال العمر مع الطفل الذي تم صفعه أمام جميع أصدقائه.

للأسف الشديد أن  محمد رمضان جعله الشباب والمراهقين المثل الأعلى لهم في الحياة، وانتشرت البلطجة واستعراض القوة في السنوات الأخيرة بالمجتمع، بسبب الأعمال التي يخرج علينا بها هذا الفنان، لدرجة أن أعماله أصبحت يجرى عليها دراسات علمية عن مدى تأثيره فى  المجتمع بشكل عام، والشباب والمراهقين بشكل خاص .

الكارثة أن العنف الذي يمارسه فى  الدراما التلفزيونية، ينظر إليه بوصفه علامة على القوة والشجاعة، مما يحث الناس على الشعور بالفخر، واتخاذه وغيره من الفنانين الذين يقدمون نفس النوعية من هذه الأدوار كقدوة لهم.

البلطجة أصبحت أمراً مخيفاً ومتبعاً في أماكن مختلفة، واختفت من المجتمع عادات وتقاليد كنا قد تربينا عليها، وهي أن الأب والأم يكونون عين الحكمة للأبناء ويرفضون ارتكاب الأخطاء، ويقومون بمصالحة الأبناء مع بعضهم البعض، حتي يغرسوا في نفوس الأبناء التسامح وحب الخير، بينما أصبح الأن أولياء الأمور أنفسهم يمشون على خطوات محمد رمضان، ويجعلون جملة "خد حقك بدراعك" قاعدة لهم ولأبنائهم في الحياة، وكأننا أصبحنا في غابة، القوى فيها يأكل الضعيف، لا ينظرون إلي الخطوات المتبعة في حل المشكلات، بل يبدأن بالتصعيد مباشرة وبدون أي مقدمات.

ومن المؤسف أن نماذج الفنان محمد رمضان، أصبحت كثيرة في المجتمع بجميع فئاته وطبقاته. لا بد من تغيير المحتوى الذي يقدم جميع انواع البلطجة، ولابد أن يستغل الفنان محمد رمضان، حب الشباب والمراهقين له بأن يكون قدوة حقيقية لهم في الأخلاق والسلوك الحسن والسماحة، بدلاً من أن يكون هداماً. فالمجتمع بحاجة إلي العودة مرة أخرى الى الأخلاق، للمساعدة في تشكيل شخصية الفرد والتأثير على تصرفاته وقراراته وتصوراته، وفهمه لقيم الإنصاف والعدالة والرحمة والصدق واحترام الآخرين.

search