السبت، 02 نوفمبر 2024

09:33 م

الأردن: إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل لا يخدم فلسطين

الأربعاء، 18 سبتمبر 2024 09:35 م

محمد عماد

أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني

أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني

أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الأربعاء، أن الأردن لا يرى في إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، الموقعة في عام 1994، حلاً مجدياً يخدم مصلحة فلسطين أو الأردن، على الرغم من تصريحه بأن الاتفاقية باتت "وثيقة يملؤها الغبار". جاءت تصريحات الصفدي خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماع دولي يبحث الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة.

قال الصفدي في حديثه: "السؤال المطروح الآن: هل إلغاء اتفاقية السلام يخدم فلسطين ويخدم الأردن؟ نحن لا نعتقد ذلك". وأوضح أن المتطرفين في إسرائيل هم من يرغبون بإلغاء الاتفاقية، لأن ذلك سيتيح لهم التنصل من الالتزامات التي ترتبت على إسرائيل بموجبها. وأضاف أن اتفاقية السلام، رغم أنها مجمدة حاليًا في العديد من جوانبها، إلا أنها ظلت أداة لحماية المصالح الأردنية ودعماً للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية.

تأتي تصريحات الصفدي في وقت يشهد فيه الأردن تظاهرات شعبية مستمرة احتجاجاً على الحرب في غزة، والتي اندلعت في 7 أكتوبر. المتظاهرون يدعون إلى إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، معتبرين أن استمرار العلاقات مع إسرائيل في ظل تصاعد العنف في غزة يشكل تناقضاً مع الموقف الأردني الداعم للفلسطينيين.

أوضح الصفدي أن معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، التي مضى عليها ما يقارب ثلاثة عقود، لعبت دوراً مهماً في دعم حقوق الفلسطينيين. وقال: "بالنسبة لنا في المملكة، اتفاقية السلام موجودة منذ عقود ووُظّفت لخدمة الشعب الفلسطيني". وأشار إلى أن المعاهدة أتاحت للأردن استعادة أراضٍ محتلة، وثبتت مواقف سياسية واضحة لنصرة الفلسطينيين.

تحديدًا، أشار الصفدي إلى استعادة الأردن لسيادته الكاملة على منطقتي الباقورة والغمر الواقعتين على طول الحدود المشتركة بين الأردن وإسرائيل، بعد انتهاء اتفاقية مبرمة بين الطرفين كانت قد سمحت لإسرائيل باستئجار تلك الأراضي لمدة 25 عامًا.

في سياق الحرب التي دخلت شهرها الثاني عشر في قطاع غزة، ازدادت التوترات بين الأردن وإسرائيل. العلاقات الدبلوماسية بين البلدين شهدت توتراً ملموساً، حيث قامت عمّان في نوفمبر الماضي باستدعاء سفيرها لدى إسرائيل. في المقابل، أبلغت الأردن الحكومة الإسرائيلية بأنها لا ترغب في إعادة سفيرها الذي غادر المملكة سابقًا.

الصفدي أشار إلى أن اتفاقية السلام، التي كانت تمثل إطارًا للتعاون بين الأردن وإسرائيل، أصبحت غير فعالة في الوقت الحالي نتيجة للتوترات الإقليمية والسياسية المتصاعدة. وقال في هذا الصدد: "في ضوء ما يجري، أؤكد أن اتفاقية السلام هذه باتت وثيقة يملؤها التراب"، مشيراً إلى أن التعاون الذي كان من المفترض أن تنشأ عنه هذه الاتفاقية توقف في الوقت الراهن.

ورغم الجمود الحالي في العلاقات مع إسرائيل، أشار الصفدي إلى أن الأردن ما زال يرى في الاتفاقية أداة يمكن استثمارها لحماية مصالحه الوطنية ومصالح الشعب الفلسطيني. وأكد أن إلغاء الاتفاقية لن يكون في مصلحة أي من الطرفين، وأن الأردن سيواصل استخدام الأدوات الدبلوماسية والسياسية المتاحة لدعم الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه.

مع استمرار الحرب في غزة وتزايد التوترات في المنطقة، يبدو أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية ستبقى متوترة في المستقبل القريب. وبينما يدعو الشارع الأردني إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه إسرائيل، فإن الحكومة الأردنية تحاول الحفاظ على توازن دقيق بين دعم الفلسطينيين والاحتفاظ بإطار دبلوماسي يمكن من خلاله حماية المصالح الوطنية.

أخبار قد تهمك:

ولي العهد السعودي: لا علاقات مع إسرائيل دون دولة فلسطينية مستقلة

رئيس الإمارات: اتفاقية الشراكة مع اليابان تدعم النمو الاقتصادى للبلدين

الإمارات تلزم الشركات المساهمة بتمثيل المراة فى مجالس إداراتها

search