ولي العهد السعودي: لا علاقات مع إسرائيل دون دولة فلسطينية مستقلة

أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، خلال خطابه الملكي السنوي الذي ألقاه نيابة عن الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، الأربعاء. وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم تتحقق دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

أعرب ولي العهد عن إدانة المملكة الشديدة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات تتجاهل القانون الدولي والإنساني. وأكد أن السعودية ستواصل مساعيها الدؤوبة لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يشمل إقامة دولة مستقلة للفلسطينيين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما وجّه شكره إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، داعياً باقي الدول لاتخاذ خطوات مشابهة تجسيداً للشرعية الدولية.

وفي سياق حديثه عن السياسة الخارجية للمملكة، أكد ولي العهد أن المملكة ملتزمة بتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وقال إن السعودية تعمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات في المنطقة، بما في ذلك اليمن والسودان وليبيا، وتسعى لإيجاد تسوية للأزمة الروسية الأوكرانية. وأضاف أن المملكة تؤمن بأن التعاون الدولي واحترام استقلالية الدول ومبدأ حسن الجوار هي السبل المثلى لتحقيق مستقبل أفضل للبشرية.

أشار الأمير محمد بن سلمان إلى أهمية دور مجلس الشورى في تطوير الأنظمة وتعزيز الأداء الحكومي، مشيداً بما تم تحقيقه منذ إطلاق رؤية المملكة 2030. وأكد أن المواطن السعودي هو محور هذه الرؤية وغايتها. كما لفت إلى الإنجازات التي حققتها المملكة على الصعيدين الوطني والدولي، مشيراً إلى تقدم المملكة في المؤشرات الدولية، والتزامها بالمراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات لتحقيق المزيد من النجاحات.

فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، أوضح ولي العهد أن الأنشطة غير النفطية في المملكة سجلت إسهاماً قياسياً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 50% خلال العام الماضي، وهو ما يعزز استدامة النمو الاقتصادي ويحقق التنوع الاقتصادي المنشود. وأشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يواصل دوره كقوة محركة للاستثمار، بينما تراجعت معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها التاريخية، حيث بلغت 7.6% في الربع الأول من عام 2024، مقارنة بنسبة 12.8% في عام 2017.

تطرق الأمير محمد بن سلمان إلى نجاحات المملكة في مجال الإسكان، حيث ارتفعت نسبة تملك المواطنين للمساكن من 47% في عام 2016 إلى أكثر من 63% حالياً. وفي قطاع السياحة، تجاوزت المملكة مستهدفات استراتيجية السياحة الوطنية، حيث استقبلت أكثر من 109 ملايين سائح في عام 2023، ما جعلها في المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية سياحياً.

وأشار ولي العهد إلى اكتشافات الثروات الطبيعية التي تعزز مكانة المملكة كواحدة من أكبر مخازن الثروات في العالم. كما أحرزت السعودية تقدماً كبيراً في مجال الطاقة المتجددة، وأصبحت من اللاعبين البارزين في هذا المجال إقليمياً ودولياً.

أبرز ولي العهد المكانة التي حققتها المملكة على الساحة الدولية بفضل رؤيتها وإنجازاتها، حيث باتت وجهة أولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى. وأشار إلى استضافة المملكة لمراكز دولية عدة في الرياض، بالإضافة إلى اختيارها لاستضافة إكسبو 2030، وتحضيراتها لتنظيم كأس العالم 2034.

وفي ختام خطابه، أعرب الأمير محمد بن سلمان عن فخره بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، مؤكداً التزام المملكة بتطوير التعليم ليكون نوعياً ويعزز الابتكار والتميز العلمي. وأضاف أن المملكة تسعى لبناء أجيال متعلمة تتمتع بالمهارات العالية وتتاح لها جميع الفرص لتحقيق التفوق العلمي.

إقرأ أيضا: 

رئيس الإمارات: اتفاقية الشراكة مع اليابان تدعم النمو الاقتصادى للبلدين

الإمارات تلزم الشركات المساهمة بتمثيل المراة فى مجالس إداراتها

الرئيس السيسى يطمئن على رئيس جزر القمر ويدين محاولة الإغتيال