السبت، 02 نوفمبر 2024

11:27 م

مشروع ترميم معبد ادفو يكشف عن نقوش ملونة لأول مرة بسطح المعبد

الأحد، 15 سبتمبر 2024 02:59 م

باسم ياسر

أعمال ترميم معمل ادفو

أعمال ترميم معمل ادفو

أعلن شريف فتحى وزير السياحة والآثار أن البعثة الأثرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار، وجامعة فورتسبوج الألمانية نجحت فى الكشف عن الألوان الأصلية لمعبد ادفو لأول مرة.

 و أكد وزير السياحة والآثار أن النقوش المكتشفة ستساهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة خلال العصر البطلمي، حيث كشفت البعثة عن الألوان الأصلية لمعبد إدفو، وعدد من النقوش التي تظهر لأول مرة، وذلك أثناء أعمال مشروع ترميم سطح المعبد المكرس لعبادة الإله حورس، والذي بدأ عام 2021 بتمويل من مؤسسة جيردا هينكل الألمانية.

وأشاد وزير السياحة والآثار بالدور الذي يقوم به المرممين المصريين في الحفاظ على تراث مصر الحضاري، وما يبذلونه من جهد رائع ومحاولتهم الدؤوبة للكشف عن كافة النقوش الموجودة بالمعابد المصرية، واستعادة الألوان الأصلية التى كانت تزينها منذ آلاف السنين، واصفًا ما يبذلونه بالجهد الرائع لإزالة الأتربة التى كانت تغطيها على امتداد سنوات طويلة، والذى يعقبه القيام بمعالجات دقيقة للغاية لإعادة هذه الألوان لما كانت عليه، موجهًا بضرورة الإسراع فى اتمام الأعمال استعدادًا للموسم السياحي الشتوي واستقبال الزائرين المصريين والسائحين من كافة دول العالم.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن مشروع ترميم المعبد يأتي في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار في الحفاظ على تراث مصر الحضاري والثقافي، ويهدف المشروع إلى تنظيف جدران المعبد وإعادة نشر النصوص والمناظر الخاصة بها وتوثيقها توثيقًا رقميًا في إصدارات جديدة تحمل ترجمات ودراسات أكثر دقة من الإصدارات السابقة التي نشرت خلال القرن الماضي، كما يتضمن المشروع أيضًا ترميم وتنظيف المقاصير والجدران الداخلية للمعبد، فضلاً عن تثبيت الألوان، وإزالة السناج، وعمل دراسات مفصلة للنصوص والمناظر الموجودة بجدران قدس الأقداس والغرف المجاورة لها.

وأشار الأمين العام إلى أنه خلال ترميم سقف وجدران قدس الأقداس بالمعبد تم الكشف عن بقايا مناظر ملونة وكتابات للكهنة مدونة بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى آثار ألوان ذهبية كانت تُستخدم لتذهيب النقوش البارزة من مجوهرات وشارات ملكية وكذلك أجساد الآلهة.

وأثني الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على الجهود المبذولة في المشروع لإظهار النقوش والألوان، والتي ستعمل إلى عودة المعبد لما كان عليه عند بنائه، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على المعبد ونقوشه، والمساهمة في تحسين التجرية السياحية لزائري المعبد.

ومن جانبه قال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن النصوص الموجودة بالمعبد تشير إلى أن بعض المباني به كان مغطاة بطبقات من رقائق معدنية سميكة مصنوعة من النحاس (المُذهّب)، والتي لم يتبق منها إلا مجموعات من الثقوب في الجدران، الأمر الذي أدي إلى ندرة توثيقها في السجلات الأثرية، مشيرًا إلى أن فريق العمل المصري الألماني نجح في الكشف عن هذا النوع من التذهيب في أماكن عديدة في الأجزاء العلوية من جدران مقصورة القارب المقدس بالمعبد.

فيما أشار  أحمد عبد النبي المشرف على المشروع أن فريق العمل أزال الاتساخات العالقة بالأسطح، وفضلات الطيور والأتربة والسناج، وكذلك تكلسات الأملاح مما أسفر عن ظهور بقايا الألوان الأصلية التي كانت تغطي النقوش البارزة بأكملها، موضحًا أنه جاري حاليًا فحص وتحليل الألوان المستخدمة وترميمها، لعودة المناظر إلى صورتها الأصلية عند تشييد المعبد.

ومن جانبه قال الدكتور مارتن أ. شتادلر، رئيس المشروع ورئيس قسم المصريات بجامعة يوليوس ماكسميليان بفورتسبورج، أن جودة الألوان بالمعبد تعكس مدى تقدم الفن المصري، مشيرًا إلى العثور على نص ديموطيقي مرسوم بالحبر كان مختفيًا تمامًا تحت العوالق، يتحدث عن دخول الكهنة إلى قدس الأقداس وهو نقش فريد حيث أنه من المعروف أن الكتابات الشخصية تظهر دائمًا في المحيط الخارجي للمعبد أو على المداخل وليس في المقصورة الرئيسية أو قدس الأقداس، حيث يوجد القارب المقدس وتمثال الإله، مؤكدًا على أن النصوص المُكتشفة، ستساهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة في هذا الوقت.

ومن جانبها قالت فكتوريا ألتمان فيندلنج مديرة المشروع والباحثة بجامعة يوليوس ماكسميليان بفورتسبورج، أن الكشف عن الألوان الأصلية للنقوش ساهمت بشكل كبير في معرفة مزيد من تفاصيل المناظر والكتابات الهيروغليفية التي لم تظهر في النقوش البارزة، بالإضافة إلى إضفاء طابع فريد على قدس الأقداس خاصة عند دخول أشعة الشمس له.

search