الأحد، 22 ديسمبر 2024

03:14 ص

انطلاق النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعى فى السعودية

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024 09:29 م

الدكتور عبد الله بن شرف الغامدى

الدكتور عبد الله بن شرف الغامدى

انطلقت اليوم أعمال النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعى، التى ينظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعى"سدايا"، تحت رعاية صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولى العهد رئيس مجلس الوزراء.

يشارك فى القمة التى تنعقد بمركز الملك عبد العزيز الدولى للمؤتمرات فى مدينة الرياض، 450 متحدثًا، من النخب والشخصيات العالمية والإقليمية والمحلية، وصنّاع السياسات الاقتصادية، وقادة الفكر، والمختصين فى الذكاء الاصطناعى، الذين حضروا من 100 دولة ويشتركون فى اكثر من 150 جلسة وورشة عمل، خلال فترة القمة الممتدة من 10 إلى 12 سبتمبر.

كلمة رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعى



وألقى الدكتور عبد الله بن شرف الغامدى رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"، كلمة افتتاح القمة عبر في مستهلها عن خالص شكره وامتنانه لرعاية سمو ولي العهد لأعمال القمة في نسختها الثالثة، مشيرًا إلى أن الهيئة تسترشد خلال عملها في مجال الذكاء الاصطناعي برؤية المملكة 2030 ، حيث وضعت القيادة الراسخة المملكة في مصاف دول الابتكار في الذكاء الاصطناعي، كما حظيت سدايا بالدعم المستمر لتقوم بالدور المناط بها، للارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصاديات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي.
وأضاف رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعى،  أن المملكة ترفع السقف في هذه القمة، وتدفع حدود الذكاء الاصطناعي إلى أعلى وأبعد من أجل خير البشرية، مشيرًا إلى التطور فى مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يعد ثورة في الإبداع والابتكار والتعاون، وتسبب صعوده في طفرة بالمعلومات، والتزييف العميق، كما شكلت المعلومات المولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي معضلة أخلاقية يجب علينا التصدي لها وجهًا لوجه.
وأكد رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعى"سدايا"، أن التنافس العالمي على المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي يشكل تحديًا معقدًا ومتشابكًا وحاسمًا يتوجب علينا التغلب عليه، واجتذاب الشمال العالمي للمواهب يوسِّع الفجوة؛ مما يهدد التنمية الرقمية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الدولي، إلا أنه بالرغم من التحديات مازلت مُتفائلاً، وأدعو إلى التعاون للتعامل مع عالم الذكاء الاصطناعي.
واستعرض "الغامدي" الجهود التي بذلتها سدايا في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي منذ إنشائها عام 2019م، ومنها تنظيم النسخة الأولى من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، حيث انطلقت منها الدعوة لإنشاء هيئة استشارية للذكاء الاصطناعي تابعة للأمم المتحدة واليوم في النسخة الثالثة من القمة يتم الاحتفال بهذا النجاح، وفي النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي قدمت سدايا للعالم أكبر حدث لقادة الفكر في الذكاء الاصطناعي.
كما استعرض"الغامدى"، الجهود الدولية التي بذلتها سدايا من أجل تحقيق الاستفادة من البيانات والذكاء الاصطناعي ومن ذلك استضافة إحدى أكبر مشاورات حوكمة الذكاء الاصطناعي للأمم المتحدة في مدينة الرياض بمشاركة أكثر من 50 دولة، مشيدًا بجهود منظمة اليونسكو في تشكيل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي العالمية، واعترافها في المؤتمر العام لها بالمركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) ، تحت رعايتها ضمن الفئة الثانية كمركز دولي مقرّه مدينة الرياض، مما يؤكد ريادة المملكة في تعزيز أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
واستعرض "الغامدى" العديد من المشروعات والابتكارات التي عملت عليها سدايا ومنها : نموذج علَّام، وهو نموذج لغوي عربي كبير رائد تمَّ تطويره في المملكة العربية السعودية، وكذلك ابتكار "صوتك"، الذي تم الكشف عنه في النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وهو الأداة الأدق في تحويل الكلام إلى نص باللغة العربية، ويغطي 15 لهجة عربية، موضحًا أن وزارة العدل تستخدم "صوتك" لتدوين آلاف الساعات من جلسات المحكمة الافتراضية في كل يوم، مما يضع الوزارة بين القادة العالميين في الأنظمة القضائية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ولفت النظر إلى أن سدايا واصلت جهودها في العمل على توظيف استخدام الذكاء الاصطناعي مع الجهات الحكومية لتعمل في مجال الرعاية الصحية على إحداث ثورة في هذا القطاع من خلال الذكاء الاصطناعي، بغية مواجهة التحديات الطبية الحرجة مثل : اعتلال الشبكية السكري، كما ساعدت سدايا في تقديم حل قائم على الذكاء الاصطناعي بمسمى "عيناي" الذي أسهم في التشخيص المبكر لـ (846) مريضًا محتملاً في آخر 12شهراً.
وأوضح الدكتور الغامدي أن سدايا ملتزمة بالتصدي لتحديات مواهب الذكاء الاصطناعي المحلية والعالمية، وعليه نظمت أكبر أولمبياد وطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي شارك فيه أكثر من 570 ألف طالب وطالبة في المملكة، واليوم تستضيف المملكة أول أولمبياد دولي للذكاء الاصطناعي، بمشاركة أكثر من 25 دولة يتنافسون الآن بمكان آخر في الرياض.
وبين معاليه أن سدايا واصلت مسيرتها في بناء القدرات الوطنية وعملت على تحقيق المساواة بين الجنسين بنسبة 50% في القوى العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في سدايا؛ كما أنها وصلت إلى العالمية في جهودها الإنسانية لتسهم في تعزيز المساواة بين الجنسين على الصعيد العالمي، مستشهدًا بمبادرة Elevate التي تم إطلاقها في النسخة الثانية من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي؛ وتم خلالها صقل مهارات نساء من 28 دولة.
وشدّد الدكتور عبدالله الغامدي أن الذكاء الاصطناعي ليس أداة تحل محل القدرات البشرية، وإنما عامل تمكين قوي لتوسيع نطاق القدرة البشرية، مفيدًا أن هذه الرحلة لا تتعلق فحسب بالمُنجزات التقنية، وليست سباقاً نحو أذكى ذكاء صناعي؛ إنما تتعلق بصياغة شراكة بين البشر والآلات، لحل التحديات المُلحَّة ولجعل الذكاء الاصطناعي يعمل مع الإنسانية ومن أجلها.
ودعا الغامدى خلال القمة إلى العمل من أجل ذكاء اصطناعي محوره الإنسان، حيث تعزز التقنية الإبداع والتعاطف الإنساني ولا تحل محلها، كما دعا إلى الانضمام لنقاشات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لتجسير الفجوة ولتحسين جودة الحياة، ولإيجاد مستقبل يمكن فيه للتقنية وللإنسانية أن ينسجمان في حياتنا المعاصرة والمستقبلية وتزدهر في وئام مستمر.

كلمة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودى


من جهته، شارك المهندس عبد الله بن عامر السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة العربية السعودية، فى الجلسة الأولى للقمة بعنوان "تمكين المجتمع من خلال التكنولوجيا القائمة على الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي" نظرية الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، مبينًا أنها في المملكة تكمن في كيفية الانطلاق من ذروة الطموحات والآمال لتحقيق الإنتاجية للناس وتحقيق الازدهار من خلال المبتكرين المحليين والإقليميين والعالميين.
وقال"السواحة"، يمكننا القياس على الحوسبة السحابية مثلاً ، حيث انطلق الابتكار فيها خلال عام 2006 حتى عام 2013، ومر القطاع بالكثير من التحديات على الصعيد المادي والتقني كذلك، لكنها نجحت في الانتقال من صناعة بلغت قيمتها 10 مليارات دولار إلى سوق واسع تتجاوز قيمته النصف تريليون دولار.
وتطرق وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودى إلى ثلاثة تحديات رئيسة في مجال الذكاء الاصطناعي أولها: الأجهزة وكفاءة الطاقة، مبينًا أن هناك قلة في كفاءة الطاقة المستخدمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتحدي الثاني يكمن في التخزين والذاكرة، حيث يحتاج الإنسان لبعض الوقت لكي يتذكر لكن هناك جهود ملموسة حاليًا لتسريع عملية تطوير أجهزة الذاكرة من قبل العديد من المطورين العالميين، والتحدي الثالث يتعلق بالنماذج حيث قد يحدث الخلط بين المعلومات الحقيقية والخاطئة أو حدوث بعض التحيزات.
وتخلل حفل الافتتاح تقديم عروض مرئية تناولت أبعاد الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالإنسان وتطور هذه التقنيات، ثم بدأت بعد ذلك جلسات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تستمر على مدى ثلاثة أيام.

 

search