أكبر احتياطيات الذهب في العالم لعام 2024.. الولايات المتحدة تتصدر

حافظت ثلاث دول على الصدارة في امتلاك أكبر احتياطيات الذهب في العالم في عام 2024، مع استمرار التوجه نحو تعزيز احتياطي الذهب في ظل التوترات الدولية والأزمات الاقتصادية التي تحدث في آسيا وأوروبا .و وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، هذه الدول تواصل الاعتماد على الذهب كملاذ آمن للاستثمار وحماية احتياطياتها النقدية.

الولايات المتحدة: في صدارة احتياطيات الذهب

تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية القائمة بامتلاكها احتياطيًا ضخمًا يصل إلى 8133 طنًا من الذهب، مما يجعلها في المرتبة الأولى بفارق شاسع عن الدول الأخرى. جزء كبير من هذا الاحتياطي محفوظ في منشأة فورت نوكس، التي تُعتبر واحدة من أكثر المواقع أمانًا على مستوى العالم. الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الذهب كجزء من استراتيجيتها الاقتصادية، مما يرسخ مكانتها كأكبر دولة تحتفظ بهذا المعدن النفيس.

في المرتبة الثانية، تأتي ألمانيا بامتلاكها احتياطي ذهب يبلغ 3351 طنًا وهو الأكبر على مستوى أوروبا. بعد الحرب العالمية الثانية، تم تخزين جزء كبير من احتياطي الذهب الألماني في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة. وفي السنوات الأخيرة، قامت ألمانيا بإعادة جزء من هذا الذهب إلى أراضيها كجزء من استراتيجيتها الوطنية لتعزيز السيادة المالية. احتياطيات الذهب الألمانية لا تزال تشكل جزءًا كبيرًا من سياستها النقدية حتي يومنا هذا.

تأتي إيطاليا في المرتبة الثالثة عالميًا بحيازة 2452 طنًا من الذهب، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول احتفاظًا بهذا المعدن. تعتمد إيطاليا على الذهب كجزء أساسي من احتياطياتها النقدية، ويتم تخزينه في مواقع متعددة، بما في ذلك بنك إيطاليا في العاصمة روما. يمثل الذهب جزءًا مهمًا من استراتيجية إيطاليا، حيث يساعد في تعزيز استقرارها الاقتصادي.

الصين: أكبر مشترٍي للذهب في السنوات الأخيرة

بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) برز كأكبر مشترٍ للذهب في السنوات الأخيرة. عززت الصين احتياطياتها من الذهب بشكل ملحوظ كجزء من استراتيجيتها لتنويع احتياطياتها من العملات الأجنبية، في ظل التوترات التجارية والاقتصادية مع دول العالم. هذه السياسة تعزز مكانة الصين كلاعب رئيسي في سوق الذهب العالمي.

الأزمات تدفع البنوك المركزية لزيادة احتياطياتها من الذهب

تشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن الأزمات الدولية المتصاعدة، مثل الحروب والنزاعات الاقتصادية، جعلت الذهب ملاذًا آمنًا أكثر أهمية من أي وقت مضى. في عام 2023، أضافت البنوك المركزية حول العالم أكثر من 1037 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها، وهو ثاني أعلى معدل شراء سنوي في التاريخ، بعد الرقم القياسي الذي بلغ نحو 1082 طنًا في عام 2022. هذا الاتجاه يعكس رغبة الدول في استبدال جزء من احتياطياتها النقدية بالذهب، وهو ما بلغ في بعض الدول إلى 20% من إجمالي الاحتياطيات.

و مع استمرار التوترات العالمية  في اوكرانيا وتايوان ز الشرق الأوسط والتغيرات الاقتصادية بين الصين والهند وامريكا وروسيا ، يبدو أن الذهب سيظل الخيار الآمن للدول والبنوك المركزية في السنوات القادمة. توجه العديد من الدول إلى تعزيز احتياطياتها من الذهب يعكس إدراكها لأهمية هذا المعدن الثمين كجزء من استراتيجياتها الاقتصادية طويلة الأمد.