الأحد، 22 ديسمبر 2024

02:00 م

من «اللمبي» إلى «دكتور عدوة»..محمد سعد الكوميديان الاستثنائي (بروفايل)

السبت، 07 سبتمبر 2024 11:44 م

هدير جمعه

الفنان محمد سعد

الفنان محمد سعد

لم يكن طريق محمد سعد إلى النجومية مفروشًا بالورود، فبعد بداية متواضعة ومليئة بالتحديات، تمكن هذا الفنان الموهوب من كسر الحواجز والوصول إلى قلوب الملايين. بفضل إصراره وعزيمته، وبدعم من فريق عمل آمن بموهبته، استطاع محمد سعد أن يخلق لنفسه مكانة خاصة في عالم الكوميديا العربية.

بينما يمتلك محمد سعد موهبة فطرية في إضحاك الآخرين، حيث يتمتع بحضور ساحر وقدرة فائقة على تجسيد الشخصيات بأكثر من شكل. هذه الموهبة النادرة، إلى جانب حسه الفكاهي العالي، جعلت منه أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي.

حياة الفنان محمد سعد

ولد محمد سعد عبدالحميد في الرابع عشر من ديسمبر عام 1968، حاملًا معه شغفًا بالتمثيل رافقه منذ صغره. هذا الشغف دفعه إلى الانضمام إلى المعهد العالي للفنون المسرحية بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة، حيث سعى لتحويل حلمه إلى واقع، و بعد تخرجه من المعهد، بدأ محمد سعد رحلة صعبة في عالم الفن، حيث طرَق أبواب المسارح والاستديوهات بحثًا عن فرصة لإثبات نفسه. ومع تكرار الفشل، بدأ اليأس يتسلل إلى قلبه، وتساءل كغيره من الشباب عن مستقبله الفني.

وفي عام 1993 ابتسم الحظ، وتم ترشيحه للمشاركة في فيلم "الطريق إلى إيلات" ورغم صغر

حجم الدور، نجح في الإعلان عن نفسه، وجذب أنظار شركات الإنتاج.

تزوج الفنان محم سعد من خارج الوسط الفنى وله ثلاث أولاد: نور الدين، وكريم، ويس. وقد ظهر ابنه نور لأول مرة معه في مسلسل شمس الانصارى، وجسد شمس الانصارى صغيرًا، وبرع في أداء الدور، ونال إعجاب المشاهدين.

بداية مسيرة محمد سعد الفنية

قبل أن يتحول إلى أيقونة للكوميديا، بدأ محمد سعد مسيرته الفنية بأدوار صغيرة في الدراما التلفزيونية، وكانت فى مسلسلات مهمه مثل  "مازال النيل يجري" و"من الذي لا يحب فاطمة" و 

، "الشارع الجديد".

محمد سعد.. من اللمبي إلى النجومية

 بينما شهدت مسيرة الفنان محمد سعد العديد من المحطات، إلا أن نقطة التحول الحقيقية كانت في عام 2000. عندما رشحه المخرج شريف عرفة لتقديم شخصية اللمبي في فيلم الناظر، بجانب النجم الراحل علاء ولي الدين، استطاع محمد سعد أن يخطف الأنظار ويترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما المصرية. فبأسلوبه الفريد وتعبيراته المميزة، نجح في خلق شخصية محبوب لدى الجمهور، وفتح له أبواب الشهرة الواسعة. وقد ساهم هذا الدور بشكل كبير في صعود نجمه وجعله أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي، حيث أصبحت شخصية اللمبي مرتبطة باسمه بشكل وثيق، لتصبح فيما بعد علامة فارقة في مسيرته الفنية.

أدرك محمد سعد النجاح الكبير الذي حققته شخصية اللمبي، فقرر الاستثمار في هذه الشخصية بشكل أكبر، حيث قدمها في العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا ساحقًا، مثل "اللمبي"، "اللي بالي بالك"، و"اللمبي 8 جيجا". ومع ذلك، فإن الإفراط في استخدام هذه الشخصية في العديد من الأعمال قد أدى إلى بعض الانتقادات حول تكرار الأفكار وعدم التجديد. ورغم ذلك، لا يمكن إنكار أن شخصية اللمبي كانت بمثابة صانعة النجومية بالنسبة لمحمد سعد، وساهمت بشكل كبير في صعود نجمه وجعله أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر والعالم العربي.

لم يكن اللمبي مجرد شخصية كوميدية، بل أصبح رمزًا ثقافيًا يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات. فمن خلال هذه الشخصية، استطاع محمد سعد أن يعبر عن هموم وآمال الشارع المصري. كانت ضحكات اللمبي بمثابة متنفس للكثيرين، ففي خضم الحياة الصعبة، وجدوا في هذه الشخصية ملاذًا للهروب من الواقع. ولكن، مع تكرار هذه الشخصية في العديد من الأعمال، بدأت سحرها يتلاشى تدريجياً، وتحولت من نعمة إلى نقمة، حيث أصبح الجمهور يتوق إلى رؤية محمد سعد في أدوار جديدة ومختلفة.

في مفارقة غريبة، كانت الشخصية التي صعدت بمحمد سعد إلى قمة النجومية هي نفسها التي عجلت بإنهاء هذا الصعود. فالإفراط في تقديم شخصية اللمبي في أعمال متتالية، أدى إلى حالة من الملل لدى الجمهور، مما أثر سلبًا على إيرادات أفلامه وتسبب في تراجع شعبيته.

 

الحياة الفنية للفنان محمد سعد 

بدأ مشواره الفني بدور صغير في مسلسل ومازال النيل يجري. وفيلم الطريق إلى إيلات (1993)، ثم شارك في مسلسل ومن الذى لا يحب فاطمة (1996)، ومسلسل الشارع الجديد ، وفيلم امرأة وخمسة رجال ومسلسل مرفوع مؤقتا من الخدمة (1997) ثم قام بأول بطولة لة في فوازير تياترو (1998) لكنها لم تحقق نجاح، وشارك في مسرحية رد قرضي (1999) ليظهر موهبتة الكوميدية وحيويتة وتلونة في صوتة وحركاته الجسدية الهزلية. ثم انطلاقته الحقيقية مع شخصية اللمبي عام (2000) في فيلم الناظر مع المخرج شريف عرفة ليحقق نجاح ساحق، وحقق الفيلم أعلى إيرادات عام (2000) بإيرادا تقارب 16 مليون جنية. ليقوم بعدها بألبطولة مع أحمد حلمي بعد بفيلم 55 إسعاف (2001) لاكن حقق الفيلم نجاح متوسط . ثم قام بالبطولة المنفردة في فيلم اللمبي مع مؤلف فيلم الناظر أحمد عبد الله ليحقق نجاح كبير ويتربع على عرش الإيرادات ويحقق أكثر من 22 مليون جنيه عام (2002)،بعدها يقدم شخصية اللمبي للمرة الثالثة في فيلم اللي بالي بالك، ويحقق أيضاً أعلى إيرادات عام (2003) ويتخطى حاجز 18 مليون جنيه. وفيلم عوكل (2004)، ويحقق أعلى إيرادات ويتخطى الـ19 مليون جنيه، وفيلم بوحة، وحقق أعلى إيرادات للمرة الرابعة على التوالي ويتخطى حاجز 28 مليون جنيه عام (2005)، ليتربع علي صدارة إيرادات السينما المصرية أربعة أعوام متتالية. وفي عام (2006) بدأت المنافسة وتاخر نزول فيلمة الجديد كتكوت،وحقق الفيلم ما يقارب 18 مليون جنية جاء بها في المركز الثاني بعد فيلم عمارة يعقوبيان بفارق 2 مليون جنية فقط وكاد يتجاوزه رغم وجود عدد كبير من النجوم علي رأسهم عادل امام ونور الشريف وتأليف وحيد حامد إلا أن انتهي موسم الصيف. ، وبعدها قدم فيلم كركر (2007) وحقق أيرادات تقارب 15 مليون جنية جاء بها في المركز الخامس وتم هجوم الفيلم من النقاد ولم يحقق الفيلم النجاح الجماهيري المعتاد لأفلامة السابقة ، وبعدها فيلم بوشكاش (2008) وحقق ايرادات تقارب 15 مليون جنية، وفي عام (2010) يعود لشخصية اللمبي بفيلم اللمبي 8 جيجا (2010) وحقق ايرادات تقارب 12 مليون جنية، وبعدها فيلم تك تك بوم (2011) تسببت الثورة في عدم تحقيق بعض الافلام الايرادات العالية وقتها وحقق الفيلم ايرادات تخطت 8 مليون جنية لاكنة فشل جماهيرياَ ، بعدها قدم مسلسل شمس الانصاري تأليف واخراج جمال عبد الحميد وقام بدور درامي قوي، وشاركة البطولة فاروق الفيشاوي عدد كبير من النجوم، وبعدها عاد لسينما بفيلم تتح (2013) حقق ايرادات تخطت 14 مليون جنية، ومسلسل فيفا اطاطا بشخصية اللمبي وأطاطا (2014) ،وبعدها فيلم حياتي مبهدلة بشخصية تتح مرة ثانية (2015) وتخطت ايراداتة 8 مليون ولم يحقق نجاح جماهيري، وسنة (2016) قدم برنامج وش السعد بشخصية بوحة ولم يحقق نجاح جماهيري وفيلم تحت الترابيزة ولم يحقق الفيلم نجاح جماهيري وحقق الفيلم إيرادات 2 مليون و470 الف جنية فقط، في (2017) فيلم الكنز مع المخرج شريف عرفة ويتخطي 19 مليون جنية ويفاجئ الجمهور والنقاد بدور درامي قوي غير متوقع وفاز جوائز عديدة في الجزئين الأول والثاني ، بعدها في (2019) فيلم محمد حسين وحقق إيرادات 4 مليون و700 الف جنية ولم يحقق نجاح جماهيري ،وفي نفس العام في الكنز 2 وحقق إيرادات 6 مليون و140 الف جنيه.

ساهمت سلسلة من الإخفاقات المتتالية، مثل أفلام "حياتي مبهدلة"، "تحت الترابيزة"، و"محمد حسين"، في تراجع شعبية محمد سعد بشكل ملحوظ. حيث قوبلت هذه الأعمال بردود فعل سلبية من الجمهور، مما أدى إلى إقبال جماهيري ضعيف وإزالتها من دور العرض بسرعة. وقد كانت هذه الأفلام بمثابة ضربة قاضية لمسيرة محمد سعد، حيث أثرت سلبًا على صورته لدى الجمهور وأدت إلى تراجع شعبيته بشكل كبير.

على الرغم من التقلبات التي شهدتها مسيرته الفنية، إلا أن الفنان الكوميدي محمد سعد لا يزال يحتفظ بمكانة خاصة في قلوب جمهوره الواسع في مصر والعالم العربي. فبينما شهدت شعبيته تراجعًا نسبيًا على شاشة السينما، استطاع أن يحافظ على بريقه وجمهوره العريض على خشبة المسرح.

في تحول جديد لمسيرته الفنية، قرر الفنان محمد سعد، المعروف بلقب "اللمبي"، أن يعود إلى جذوره المسرحية من خلال تقديم مسرحية "علي بابا" ضمن فعاليات موسم الرياض. وقد لاقى هذا العرض إقبالًا كبيرًا من الجمهور، مما يؤكد استمرار جاذبية هذا الفنان المحبوب.

تجمع مسرحية "علي بابا" نخبة من ألمع النجوم، بجانب النجم الكوميدي محمد سعد، نجد كوكبة من الفنانين المميزين مثل سامي مغاوري، دارين حداد، ويزو، وكريم مغاوري. تدور أحداث المسرحية حول مغامرة شيقة لشخصية بسيطة تعمل ميكانيكيًا، تجد نفسها فجأة في زمن آخر، لتواجه تحديات صعبة تختبر قيمها ومبادئها.

بعد نجاح مسرحيته السابقة "اللمبي في الجاهلية" التي قدمها في موسم الرياض عام 2021، عاد الفنان محمد سعد مجددًا إلى خشبة المسرح بعمل جديد فى ٢٠٢٣ وهو "علي بابا". وقد أثبت محمد سعد من خلال هذه الأعمال المسرحية المتتالية تمسكه بالمسرح كصرح فني مهم في مسيرته الفنية.

ويعد فيلم "الكنز 2" أخر أعماله على شاشة السينما، والذي حمل توقيع المخرج الكبير شريف عرفه، وضم كوكبة من نجوم التمثيل في مقدمتهم: محمد رمضان، وأحمد رزق وروبي وهند صبري.

  سعد يستعد لتصوير "دكتور عدوة"

يشهد المشهد السينمائي عودة قوية للنجم الكوميدي محمد سعد من خلال فيلمه الجديد "دكتور عدوة" إخراج وائل إحسان. 

يدخل سعد حاليًا في مرحلة التحضيرات المكثفة للفيلم، حيث يعقد جلسات عمل متواصلة لتحديد كافة التفاصيل الإنتاجية والفنية، واختيار باقي أبطال العمل الذين سيشاركونه هذه التجربة الفنية الجديدة. ينتظر الجمهور بفارغ الصبر تفاصيل هذا العمل الذي يمثل عودة قوية للنجم الكوميدي بعد غياب دام خمس سنوات، ويتوقعون أن يقدم سعد من خلاله شخصية جديدة ومختلفة.

search