الأحد، 22 ديسمبر 2024

10:30 ص

وزير الكهرباء: مصر تعتمد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون

الخميس، 05 سبتمبر 2024 07:35 م

باسم ياسر

وزير الكهرباء والطاقة

وزير الكهرباء والطاقة

أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن مصر تعتمد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة.

جاء ذلك خلال كلمة الوزير التي ألقاها نيابة عن  الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء خلال افتتاح قمة أفريقيا العالمية للهيدروجين المنعقدة فى العاصمة الناميبية ويندهوك، خلال الفترة من ٣ إلى ٥ سبتمبر الحالى تحت عنوان "من الطموح إلى العمل .. نحو ثورة صناعية خضراء".

كلمة وزير الكهرباء والطاقة أمام قمة إفريقيا العالمية للهيدروجين

وخلال كلمته أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر مستعدة دائما للتعاون والتنسيق وتبادل الخبرات، وتقديم كافة سبل الدعم ونقل خبراتها في مجال الهيدروجين الأخضر للأشقاء فى افريقيا، وذلك في اطار التوجيهات الدائمة والمستمرة للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، بتدعيم أواصر الشراكة والتعاون والعمل المشترك بما يعود بالنفع ويحقق الفائدة لدول القارة، مشيرًا إلى أن القارة الأفريقية هي واحدة من أغنى قارات  العالم من حيث الموارد الطبيعية،  ومصادر الطاقة المتجددة بالإضافة إلى الموارد البشرية.

اوضح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أهمية الهيدروجين الأخضر كجزء أساسي من مستقبل الطاقة منخفضة الكربون، والذي سيساهم في إطلاق أول فرصة صناعية خالية من الكربون في العالم، وأفريقيا هي القارة التي سيتحقق فيها هذا المستقبل ، مشيرا إلى ان سوق الهيدروجين بحاجة إلى جهد كبير، ولا تزال العلاقة بين العرض والطلب في مرحلة التطور  وقد تختلف التوازنات بين الاستخدام المحلي والتصدير وفقًا لعدة عوامل، بما في ذلك السياسات الحكومية والحوافز التي غالبًا ما تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الاستخدام المحلي والتصدير للهيدروجين الأخضر ، موضحًا أن القارة الأفريقية سجلت مؤشرات نمو واعدة على مدار العقد الماضي، رغم ان العديد من الدول الأفريقية لا تزال تعاني من النقص في الطاقة، وتواجه العديد من التحديات المتمثلة فى نقص البنية التحتية، فضلاً عن التكلفة العالية وصعوبة تأمين التمويل اللازم، مما يؤثر سلبًا على تنافسية القارة الأفريقية ومشاركتها في الأسواق العالمية مشيرًا إلى ضرورة تكاتف الجهود من أجل أن تكون أفريقيا جزء من التحول العالمي لنظم الطاقة لتحقيق اقتصاد مستدام مع مراعاة المنفعة الاجتماعية والبيئية لكافة الأطراف.

فرص الاستثمار فى الطاقة المتجددة فى إفريقيا

وأكد وزير الكهرباء والطاقة أن هذه القمة الهامة بمثابة فرصة عظيمة لجميع المشاركين لتبادل الخبرات والمعرفة وإطلاق العنان لإمكانات الهيدروجين في أفريقيا، والاستفادة من تأثيرها المتوقع على تحقيق انتقال طاقة مستدام وعادل عالميًا، واتخاذ قرارات داعمة في مسار تنفيذ  أجندتنا الكبرى 2063 بعنوان أفريقيا التي نريدها، موضحًا أهمية الاستفادة من المشاركة في هذه القمة الحاسمة للقارة الأفريقية، التي تُعقد تحت رعاية وتنظيم حكومة ناميبيا، بدعم من وزارة التعدين والطاقة، بحضور ومشاركة المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية والوزراء وقادة الأعمال ومطوري المشروعات، والمستثمرين والتقنيين والمستخدمين النهائيين من جميع أنحاء أفريقيا والعالم، بهدف تشجيع الشراكات والاستثمارات وتوفير التمويل اللازم لمشروعات الطاقة الخضراء  ذات الأهمية الاستراتيجية والوطنية في جميع أنحاء أفريقيا. 

وأشار "عصمت"، فى كلمته إلى أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة فى مصر شهد تحولًا منذ فترة طويلة، وبدأ القطاع الاعتماد على  مصادر الكهرباء منخفضة الكربون، وأعتمد بشكل أساسي على استغلال موارد الطاقة المتجددة التي ساهمت بشكل كبير في تحسين كفاءة الطاقة وتأمين إمدادات الكهرباء وتقليل الانبعاثات، مشيرا إلى الموافقة على "استراتيجية الطاقة المستدامة المتكاملة حتى عام 2035"، والتى حددت نصيب مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة ب 42% من إجمالي الطاقة المولدة بحلول عام 2035، مع استمرار العمل على تحديثها حتى عام 2040، في ضوء التطورات العالمية المتعلقة بتقنيات الطاقة المتجددة، وتطوير انظمة تخزين الطاقة والاتجاه الجديد نحو الهيدروجين الأخضر، واعتماد استراتيجية وطنية متكاملة لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون، باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة في المستقبل القريب.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة إلى الاهتمام الذى توليه الحكومة المصرية لمشروعات الطاقة المتجددة،  ورغبتها في تشجيع اقتصاد الهيدروجين الأخضر حيث تم اتخاذ العديد من التدابير لتطوير الهيدروجين في مصر، وأولهها صدور مرسوم رئيس مجلس الوزراء بإنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر ومشتقاته، والذى يهدف إلى توحيد جهود الدولة لتحفيز الاستثمار في هذا المجال، وضمان تنافسيتها على المستويات الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى موافقة المجلس الأعلى للطاقة  في فبراير 2024، على الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون تأكيدًا لحلم المواطن المصرى بأن "تصبح مصر واحدة من القادة العالميين في اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون"، موضحًا الخطط الطموحة لقطاع الهيدروجين، والتى تستهدف الوصول الى ما يقرب من  5 إلى 8% من السوق العالمي القابل للتداول بحلول عام 2040، مشيرًا إلى صدور قانون بشأن الحوافز لمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وضوابط منح هذه الحوافز والذى سوف يساهم بشكل كبير فى تشجيع القطاع الخاص على المشاركة بفاعلية فى مشروعات الهيدروجين الأخضر

فى نفس السياق أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء خلال لقائه مع ممثلى كبرى الشركات الصينية العاملة فى مجال الطاقة المتجددة، أن الحكومة المصرية مستعدة لتقديم كل الحوافز الممكنة، لتوطين التكنولوجيا المتعلقة بالطاقة المتجددة.

وأعرب"مدبولى" عن تطلع مصر لمشاركة الشركات الصينية في عددٍ من المشروعات ذات الأولوية لمصر، أهمها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومنها مشروع محطة الطاقة الشمسية التي يتم تنفيذها حاليًا، لافتًا إلى العرض الذي تقدمت به الشركة لضخ استثمارات فى تطوير قرية البضائع في مطار القاهرة الدولي.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث تعتبره أولوية قصوى من مختلف المجالات، مثل توليد الطاقة الكهربائية من الرياح، أو مشروعات الهيدروجين الأخضر، وغيرها، مشيرًا إلى العروض التى تقدمت بها الشركة لتنفيذ مثل هذه المشروعات، آملاً أن يتم تفعيلها خلال الفترة المقبلة، وأن تقوم شركة "تشاينا انرجي" خلال الفترة المقبلة بخطوات تنفيذية في هذا الملف.

وأشار "مدبولى" إلى رغبة مصر الكبيرة في توطين صناعة الألواح الشمسية، وكل التكنولوجيات المرتبطة بالطاقة الجديدة والمتجددة، واستعدادها للشراكة فى مثل هذه المشروعات، حيث تدرك جيداً أن الصين دولة رائدة في هذا المجال، خاصة فيما يرتبط أيضاً ببطاريات التخزين، لافتًا إلى أن مصر لديها خطة لإدخال طاقات متجددة تزيد على 50 جيجا بحلول عام 2030، وتأمل أن تنظر شركة "تشاينا انرجي" بجدية شديدة لفرص الدخول في هذه المشروعات بالشراكة مع مصر. 

وأكد رئيس شركة"تشاينا إنرجى" أن مشروع الهيدروجين الأخضر، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتم تقديم طلب لتوفير الأرض الخاصة به، وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون مع الحكومة المصرية في مجال تصدير الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة لقارة أوروبا، مشيرًا إلى رغبة شركته فى نقل مقرها الأساسي في شمال أفريقيا إلى مصر، وأملها في الحصول على محفزات لذلك.

كما أعرب"سونج" عن تطلع الشركة للإسراع في إنشاء أول مصنع في شمال أفريقيا ومصر لانتاج الأمونيا الخضراء، في إطار تعزيز التعاون بين الجانبين، وتعمل الشركة على التعاون لإنشاء مصانع أخرى في عدد من المجالات المرتبطة بالطاقة الجديدة والمتجددة.

وعقب استعراض خطط الشركة، شدًد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على أن ما تريده مصر تحديدًا هو إسراع الشركة في إنشاء مصانع لتوطين الصناعات الكهروضوئية المرتبطة بالطاقة الشمسية، وبطاريات التخزين للطاقة المتجددة، وأبراج الرياح، مؤكداً أن الحكومة المصرية ستكون جاهزة في سبيل ذلك لتقديم كل الحوافز المُمكنة، حيث تعتبر هذا الملف أولوية قصوى لها حالياً. 

search