السبت، 02 نوفمبر 2024

07:23 م

د. منى طه عبد العليم تكتب: عندما يلاعبك الحظ.. هتوصل.. كاميلا هاريس نموذجا

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2024 09:45 ص

د.  منى طه عبد العليم

د. منى طه عبد العليم

كاميلا هاريس.. لا أعرف لماذا شعرتُ بفرحة عندما تم ترشيحها للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024. هل لأنها امرأة استطاعت أن تصل إلى هذه المكانة المرموقة؟ ليس بالضرورة، فلم أشعر بهذه البهجة عند ترشحت هيلاري كلينتون لنفس الانتخابات عام 2016، وإن كنتُ تضايقت لهزيمتها! هل لأنها تذكرني إلى حد كبير بالرئيس الأسبق والمحبوب عالميا باراك أوباما؟.. ربما. 
ببساطة شديدة وبدون مقدمات، كاميلا هاريس هي نموذج حي لمن يصل. طبعا بجهده، ولكن يخدمه الحظ كذلك إلى أقصى درجة. وقد خدمها الحظ مرات عديدة في تاريخها السياسي.. 
الاختيار كنائبة لرئيس أمريكا في انتخابات 2020.
-    الموقف الأول في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والتي اختارها الرئيس جو بايدن نائبة له. وكانت في البداية منافسة له!، ففي 21 يناير عام 2019، أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية وخوضها المنافسة الداخلية بين مرشحي الحزب الديمقراطي وقتها، وهم كل من جو بايدن نائب الرئيس الديمقراطي السابق، وعضوة مجلس النواب تولسي جابرد. بالمناسبة في عام 2022 انسحبت تولسي جابرد من الحزب الديمقراطي واصفة إياه بأنه "عصابة نخبوية." 
-    والسؤال هنا، كيف تحولت هاريس من منافسة داخل الحزب الديمقراطي لجون بايدن إلى نائبة له بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية؟. لقد لاقت كاميلا هاريس في بادئ الأمر، تأييدا كبيرا، انحسر لاحقا لتنسحب من انتخابات الحزب الديمقراطي لحساب المرشح لرئاسة الولايات المتحدة.  ويرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن لمنافسة دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري. وعلى الرغم من أنها أثناء منافستها على ترشيح الحزب "وبخت" جو بايدن، إلا أن المثل العام الذي يقول:"المصالح بتتصالح" ينطبق هنا إلى حد كبير. فقد خدمها الحظ لتظل في دائرة الضوء وأن يختارها جو بايدن نائبة له. وجاء ذلك في ظروف مقتل جورج فلويد الأسود في مايو 2020 على يد ضابط أبيض، فأثار ذلك مظاهرات عارمة في البلاد ضد ممارسات الشرطة عامة، والعنصرية التي تمارسها خاصة. وفُتحت الأبواب لكاميلا هاريس وعلت التوصيات لجو بايدن أن يختارها نائبة له في انتخاباته الرئاسية، لتهدئة الوضع وتحقيق شعبية. وكان الأمر. أصبحت كاميلا هاريس أول امرأة سوداء ومن أصول أسيوية نائبة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

الترشح لرئاسة الولايات المتحدة وتوحيد أصوات الحزب الديمقراطي
-    الموقف الثاني والأحدث يتمثل في الانتخابات الرئاسية الحالية 2024. ففي بداية الأمر، كما نعلم، تمسك الرئيس الحالي جو بايدن بالترشح لولاية ثانية. وكان ترشحه في حد ذاته فرصة ملائمة لهجوم شرس من منافسه الجمهوري والرئيس الأسبق دونالد ترامب. وتمثل أكبر تهكم من قبل ترامب أن الرئيس بايدن "طاعن في السن" (81 عاما) ولا يصلح ليقود البلاد لفترة رئاسية ثانية. ولم يهتم بايدن واستمر حتى كانت أول مناظرة بينه وبين ترامب في يونيه 2024، والتي وصفها البعض بأنها "كارثة" للرئيس بايدن.  ومع تزايد ضغط "صقور" الحزب الديمقراطي وقادته، اضطر بايدن إلى التخلي عن ترشحه لفترة رئاسية جديدة مدعما نائبته "كاميلا هاريس". 
-    وهكذا جاء الترشح لهاريس على طبق من ذهب. صحيح لم يكن ترشيح بايدن لها إلزاميا، ولكن قادة الحزب الديمقراطي وأعضاءه البارزين مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما كان لهم الفضل في توحيد كلمة الحزب حول هاريس. وهكذا أعلن الحزب الديمقراطي في مؤتمره الانتخابي في شيكاغو في أغسطس الماضي، ترشيحه الرسمي لـ كاميلا هاريس لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في الخامس من نوفمبر 2024. 
إنها نالت في 2024، وبضربة حظ جيد (الترشح من قبل الحزب الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية)، ما أخفقت في الحصول عليه بل في الاستمرارية فيه في انتخابات الحزب الديمقراطي لترشيح ممثله في الانتخابات الرئاسية لعام 2020. 
لا يقلل ذلك أبدا من تاريخها السياسي كحقوقية ومحامية وأول مدعية عامة لولاية كاليفورنيا سوداء من أصول أسيوية وأفريقية. ولكن ذلك وحده لم يكن كفيلا لوصولها إلى ما وصلت إليه الآن، لولا السياق العام للأحوال الجارية في الولايات المتحدة. ولا ننسى ضربة الحظ!

search