السبت، 02 نوفمبر 2024

07:34 م

محمد مطش يكتب: فقه الاولويات.. مفتاح النجاح

الإثنين، 02 سبتمبر 2024 11:25 ص

محمد مطش

محمد مطش

تعتبر الأولويات هي تلك القيم والأنشطة التي يتم تصنيفها كالأكثر أهمية في حياة الإنسان، بناءً على أهدافه وقيمه الشخصية. يتعامل الإنسان مع الأولويات على أنها نقاط التوازن الأساسية التي توجه قراراته وتصرفاته اليومية. من خلال تحديد الأولويات، يمكن للفرد أن ينظم وقته وموارده بطريقة تحقق له أقصى استفادة، وتحقق أهدافه الشخصية والمهنية، كما ان تحديد الأهداف والمفاضلة في ترتيب هذه المقاصد والاغراض، يساعد الفرد على انجاز ما يرنو اليه وبصورة سهلة ومتقنة دون تخبط او تأخير.
لذلك توضع أولويات في حياة الانسان تتم وفقا لمعايير محددة وبصورة واضحة، فيجب أولاً تحديد الأهداف طويلة المدى وقصيرة المدى، ويمكن عمل ذلك من خلال عدة نقاط أساسية أولها؛ تحديد مدى أهمية النشاط او الهدف المرجو تحقيقه، ثم يأتي بعد ذلك الأثر. أي انعكاس وأثر تحديد الأولوية على حياة الفرد بشكل عام، معرفة الموارد المتاحة مثل الوقت والمال والعناصر البشرية التي تساعدنا في انجاز المهام وتحديد الأهداف.

لذا أصبح على الفرد دور في تحديد أهدافه وطموحه، وحتى لا يتم اختلاط في المعايير والضوابط، ولكي تتم إدارة الأولويات بفاعلية وبتأثير إيجابي ملحوظ، يجب من مراعاة عده نقاط؛ التخطيط المسبق قبل تحديد الهدف وذلك بوضع خطة واضحة ومفصلة للعمل او النشاط الذي نرجو تحقيقه، التقييم بصورة دورية للأولويات للتأكد من انها لاتزال تتماشى مع الأهداف التي نسعى لتحقيقها، توزيع المهام بشكل مناسب على الآخرين إذا كان ذلك ممكناً، لتقليل الضغط والعبء الشخصي، التركيز على مهمة واحدة في كل مرة وتجنب تعدد المهام الذي قد يؤدي إلى تقليل الكفاءة. وان تتناسب الأهداف والاولويات مع إمكانية الفرد العقلية والجسدية وكذلك مع قدراته المالية.
فالأولويات في حياة الانسان تتطلب الكثير، لكي يتم تحقيقها بالصورة المثلى وبالشكل الصحيح، ومن هذه الأمور؛ فهم نقاط القوة والضعف الشخصية وتقييم الإمكانيات المتوفرة، وضع ميزانية تتناسب مع الأهداف والأنشطة، وتجنب الإنفاق المفرط الذي قد يؤثر على تحقيق الأولويات، ضمان التوازن بين المسؤوليات المهنية والشخصية، بحيث لا تؤثر الأولويات في أحدهما سلباً على الآخر، وتحسين المهارات والتعلم المستمر لزيادة القدرة على التعامل مع الأولويات بفعالية.
وعندما يقوم الفرد بتحديد أهدافه وأغراضه مع وضع الية للتنفيذ بسياسة أولويات واضحة يعود بالنفع على الفرد أولا، وسينعكس على المجتمع بعد ذلك بطبيعة الحال.
فالتركيز على الأهداف الأساسية يساهم في تحقيق إنجازات ملموسة ويعزز الشعور بالنجاح، كذلك تجنب تضييع الوقت والجهد في أنشطة أقل أهمية، مما يؤدي إلى استخدام أفضل للأوقات، يساعد التركيز في تحديد الأهداف على تعزيز انتاجيه الفرد ورفع كفاءته المهنية والشخصية، عند وضع أولويات واضحة المعالم ومعرفة الأغراض تساعد الفرد على تحقيق التوازن على كافة الأصعدة وتقلل من إصابة الفرد بالقلق والارق وترفع معدل الرفاهية والسعادة.
ومهما كانت الحياة مليئة بالمفاجآت والأحداث الغريبة، إلا أننا نستطيع التعامل معها بهدوء وروية، إذا عرفنا كيف ندير أوقاتنا ونطور شخصياتنا للتأقلم مع مختلف الظروف والمواقف الطارئة، وذلك من خلال إعداد قوائم تتضمن جميع الأعمال المهمة والعمل على ترتيبها، كل حسب أهميته وحتى نشعر أننا بالفعل ننجز فلا بد من التركيز على مهمة واحدة والعمل على إنجازها بشكل كامل قبل التفكير بخوض مهمة جديدة. فالتشتت يفقدنا القدرة على الإنجاز ويزيد من ضياعنا لدرجة أننا نختار التوقف في مكاننا، فنحن لا نعرف بماذا نبدأ وإلى أين نتجه فتعود الفوضى من جديد لاقتحام حياتنا، لكن رغبتنا الشديدة في صنع حياة منظمة خالية من الفوضى والضغوطات، ستدفعنا إلى مواجهتها والقضاء عليها مع إتاحة المجال للتخطيط والتنظيم أن يحولنا من أشخاص فوضويين غير مبالين إلى أشخاص منظمين، ملتزمين بمواعيدهم يقدسون النظام ويوازنون بين أولوياتهم والاستمتاع بأوقات فراغهم.
في نهاية الحديث عن هذا الموضوع المعقد بعض الشيء والذي قد يتعذر على الكثير منا صعوبة في وضع تصور واضح لأولويات حياتهم وقدراتهم على رفع الإنتاج والانجاز دون عراقيل او معوقات، ولكن مع تحديد الهدف والسعي اليه بخطة واضحة يعيش الفرد حياة متوازنة وهادئة وناجحة، ويكون قادرا ان يكون فردا منتجا وفعالا في مجتمعة بصورة متميزة ومتطورة.

search