السبت، 02 نوفمبر 2024

09:38 م

انطلاق الدورة الحادية والثلاثين بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية

الإثنين، 02 سبتمبر 2024 12:40 ص

هدير جمعه

وزير الثقافة

وزير الثقافة

شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية انطلاق الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والذي يحمل اسم الراحل الدكتور علاء عبد العزيز. 

حضر الافتتاح الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ولفيف من النجوم والفنانين والمبدعين من مصر والعالم العربي. يمثل هذا المهرجان علامة فارقة في المشهد الثقافي المصري، حيث يوفر منصةً خصبة للإبداع المسرحي التجريبي، ويعزز الحوار الفكري بين مختلف الثقافات.
تستمر فعاليات الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي حتى الحادي عشر من سبتمبر الجاري، حيث يتنافس 26 عرضًا مسرحيًا يمثلون 19 دولة عربية وأجنبية على جوائز المهرجان. يهدف هذا الحدث الثقافي الفني إلى تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، وتشجيع الإبداع المسرحي، وكشف المواهب الشابة. كما يشهد المهرجان تكريمًا لعدد من الرموز المسرحية الذين أسهموا في تطوير الحركة المسرحية في مصر والعالم العربي.


 
انطلاق الدورة الحادية والثلاثين بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية


شهد المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية انطلاق الدورة الحادية والثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في حفل افتتاح حافل. بدأ الحفل بتقديم النشيد الوطني المصري، ثم قدمت الفنانة نورهان فقرة فنية مميزة استحوذت على إعجاب الحضور. بعد ذلك، ألقى الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، كلمته الترحيبية، حيث أكد على أهمية هذا الحدث في دعم الحركة المسرحية التجريبية في مصر والعالم العربي، ووجه الشكر لجميع الداعمين والمشاركين في هذا الحدث الثقافي الكبير.
في ظل احتفالنا بالدورة الحادية والثلاثين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، لا بد لنا أن نتوقف عند مفهوم التجريب نفسه. فالتجريب في المسرح ليس مجرد محاولة للخروج عن المألوف، بل هو رحلة استكشافية للبحث عن أشكال جديدة للتعبير الفني، وتجاوز الحدود التقليدية للمسرح. ومع ذلك، لا يزال هذا المفهوم يثير الكثير من الجدل والاستفسارات، حتى أن البعض يطرح أسئلة ساذجة حول ماهية التجريب، وكأن الأمر يتعلق بمجرد اللعب بالأشكال والمضامين. ولكن التجريب الحقيقي هو ذلك الذي يهدف إلى توسيع آفاق الإبداع، وإثراء الحوار الفكري والثقافي.
أضاف الدكتور سامح مهران قائلاً: ‘لا أود الدخول في جدالات عقيمة حول مفهوم التجريب، فالفجوة بيننا وبين من يسخرون منه عميقة للغاية. لكنني أؤكد أن التجريب لا يهدف إلى خلق الفوضى أو الارتباك، بل يسعى إلى تحرير الوعي من القيود التي تفرضها علينا المجتمعات والتقاليد. فالتجريب هو دعوة إلى التفكير النقدي، والتساؤل المستمر، ورفض كل ما هو جامد ومقدس. إنه محاولة للخروج من الأطر التقليدية، وابتكار أشكال جديدة للتعبير الفني، تعكس همومنا وتطلعاتنا المعاصرة.’
شدد الدكتور سامح مهران على أهمية الديمقراطية الثقافية في بناء مجتمعات عادلة ومتسامحة. قال: ‘إن الديمقراطية الثقافية هي التي تضمن لكل فرد الحق في التعبير عن رأيه، والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة. وهي الأساس الذي يمكننا من خلاله بناء مجتمعات مفتوحة على العالم، وقادرة على مواجهة التحديات المعاصرة. وأنا على يقين بأن هذا المهرجان سيساهم في تعزيز هذه الديمقراطية الثقافية، وفتح آفاق جديدة للحوار والتعاون بين الشعوب.’
 
وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو يعرب عن سعادته
كما أعرب معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو عن سعادته الغامرة بافتتاح الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، مؤكداً على أهمية هذا الحدث في إثراء المشهد الثقافي المصري، وتعزيز مكانة مصر كمركز إشعاع فني وثقافي في المنطقة. وأضاف: ‘إن هذا المهرجان ليس مجرد احتفال، بل هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، حيث يوفر لهم منصة لعرض مواهبهم وإبداعاتهم، ويحفزهم على الابتكار والتجديد.’
أضاف هنو : “نحتفل اليوم بمرور أكثر من ثلاثة عقود على تأسيس هذا المهرجان الرائد، الذي استطاع أن يحفر لنفسه مكانة خاصة في قلوب محبي المسرح والإبداع. لقد شهد هذا المهرجان على مر السنين تطوراً ملحوظاً، حيث تحول من مجرد حدث محلي إلى منصة عالمية تحتفي بالتنوع الثقافي والإبداعي. إنه بمثابة مرآة تعكس تطور الحركة المسرحية في مصر والعالم العربي، حيث تتلاقح فيها التجارب المختلفة، وتتفاعل الأفكار، لتولد أعمالاً فنية مبتكرة”.
وقال وزير الثقافة : " نلتقي اليوم في هذه الدورة المخصصة لتكريم الدكتور علاء عبد العزيز، الذي قدم إسهامات جليلة في تطوير الحركة المسرحية المصرية. وعلى مدار أحد عشر يوماً، سنحتفي بإرثه الفني، ونستلهم رؤيته الإبداعية. ستشهد هذه الدورة مجموعة متنوعة من الفعاليات والورش والندوات، والتي ستجمع نخبة من الفنانين والنقاد والباحثين من مختلف أنحاء العالم، لنناقش أحدث التطورات في مجال المسرح، ونستكشف آفاقاً جديدة للإبداع. وتعتبر هذه الدورة فرصة ذهبية لبناء جسور التواصل بين الثقافات والشعوب المختلفة، فمن خلال مشاركة نخبة من الفنانين والنقاد من مختلف أنحاء العالم، سنشهد تبادلًا للأفكار والخبرات، مما يساهم في إثراء الحوار الثقافي، وتعزيز التعاون بين الفنانين".
وفي الختام، أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث الثقافي الفريد. فبفضل جهودكم المتواصلة، تمكنا من تقديم هذا المهرجان الرائع الذي يليق بتاريخ وحضارة مصر العريقة. إنني أحيي كل الفنانين والتقنيين والمتطوعين الذين عملوا بجد وإخلاص لإنجاح هذا الحدث، وأشكر كل من ساهم في دعم هذا المهرجان مادياً ومعنوياً. كما أتوجه بالشكر الجزيل لجميع الحضور الذين شرفونا بحضورهم الكريم. وفي ختام هذا الحدث، أود أن أؤكد على أهمية هذا المهرجان في بناء مستقبل مشرق للفنون والثقافة في مصر. فمن خلال دعم المبدعين الشباب وتشجيع الإبداع والابتكار، نساهم في تطوير المشهد الفني، ونؤسس لأجيال جديدة من الفنانين المبدعين.
وفى سياق آخر قدمت دار الأوبرا المصرية، في مايو الماضي، عرضاً استثنائياً لأوبرا "كارمن" على مسرحها الكبير. وقد شهد العرض مشاركة نخبة من الفنانين والموسيقيين المصريين، حيث قدمت فرقة أوبرا القاهرة أداءً متميزاً، ورافقها أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة ماهرة، وفرقة باليه أوبرا القاهرة التي قدمت عروضاً رقصية ساحرة، بالإضافة إلى كورال أوبرا القاهرة الذي أضفى على العرض لمسة من الرقي والسحر. وقد استمتع الجمهور بأكثر من ساعتين من الموسيقى والأداء الرائع.
شهد عرض أوبرا "كارمن" تعاونًا فنيًا متميزًا بين نخبة من المبدعين المصريين، حيث تولى قيادة العرض المايسترو نادر عباسي، فيما أبدع المخرج حازم طايل في رسم لوحات بصرية خلابة. وقدمت فرقة أوبرا القاهرة، بقيادة مديرها الفني الدكتورة داليا فاروق، أداءً صوتيًا مذهلاً، فيما قدمت فرقة الباليه، تحت إشراف أرمينيا كامل، رقصات انسيابية أضفت على العرض لمسة من الرقي. كما ساهم أوركسترا أوبرا القاهرة، بقيادة المايسترو نادر عباسي، وكورال أوبرا القاهرة، بقيادة مينا حنا، في إنجاح العرض، فيما أضفى تصميم الديكور لمحمد عبد الرازق والإضاءة لياسر شعلان لمسة جمالية على المسرح. يعتبر عرض أوبرا "كارمن" حدثًا ثقافيًا بارزًا، حيث يعكس اهتمام مصر بالفنون الكلاسيكية، ويساهم في إثراء الحياة الثقافية في البلاد. وقد أظهر هذا العرض قدرة مصر على إنتاج عروض فنية عالمية المستوى، مما يعزز مكانتها كمركز ثقافي مهم في المنطقة.
تأسست فرقة أوبرا القاهرة رسميًا في عام 1964، ومنذ ذلك الحين، سطعت نجمة هذه الفرقة في سماء الفنون الكلاسيكية في مصر والوطن العربي. وقد قدمت الفرقة، على مر السنين، مجموعة متنوعة من أشهر الأوبرات العالمية، والتي تجاوز عددها الثلاثين عملاً. ولم تقتصر إنجازات فرقة أوبرا القاهرة على المسرح المحلي، بل امتدت إلى المسارح العالمية، حيث شارك أعضاؤها في عروض ضخمة، مما ساهم في رفع اسم مصر عاليًا في سماء الفنون العالمية. وبفضل هذا الإرث الغني، نجحت الفرقة في تكوين قاعدة جماهيرية عريضة من عشاق الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، الذين يرون في فرقة أوبرا القاهرة رمزًا للفخر الوطني والإبداع الفني

search