الأحد، 22 ديسمبر 2024

02:18 م

أحمد محارم يكتب: المجتمع الدولي وضمير أبلة حكمت

الخميس، 29 أغسطس 2024 10:11 ص

أحمد محارم

أحمد محارم

أحمد محارم

منذ بداية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ورغم التطورات التى تبعته، والقلق الذى أصاب منطقة الشرق الأوسط وتداعيات هذه الحرب على السياسة الدولية ومستقبل العالم، فإن
الأمم المتحدة من خلال جلسات مجلس الامن والجمعية العامة وما صدر عنهما من قرارات وتوصيات، لم تنجح فى ايقاف آلة الحرب. 
وكذلك محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية كلاهما صدرت عنهما توصيات ولم تنفذ حتى الآن. 
المظاهرات التى كانت فى كل بقعة من بقاع الارض، والتى شهدت انتفاضات طلابية فى الجامعات الإمريكية والأوربية، مطالبة حكوماتها بالعمل على السعي الجاد من اجل وقف الحرب. 
العديد من المنظمات الدولية الانسانية طالبت بأنه يجب ايقاف نزيف الدم والبحث عن حلول سياسية لهذا الصراع الذى دام اكثر من ٧٥ عاما.
عبارة ( ضمير العالم ) سمعناها كثيرا ويحاول الكثيرون البحث عن معنى حقيقي لها على ارض الواقع.
الضمير حالة إنسانية ويفترض ان كل البشر لديها مشاعر واحاسيس هى التى تحرك هذا الضمير. 
الحكومات ايضا هى مجموعة من الناس لهم مسئولية اكبر فى التعبير الجماعي عن ما يطالب به المواطنون. 
من سنوات عديدة كان التلفزيون المصري يذيع مسلسلا اجتماعيا حاز على اعجاب وتقدير المشاهدين وقتها، واعيد عرض حلقاته لأكثر من مرة وعنوان المسلسل كان ( ضمير ابلة حكمت ) وهى سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. 
كانت تعمل فى المسلسل كمديرة لمدرسة، وحاولت ان تطبق قواعد الاخلاق والعدالة بين جميع الطلاب الدارسين، وواجهتها واحدة من المشكلات والتحديات التى كانت وما زالت تقف امام كل صاحب رسالة وضمير،. كانت احدى الطالبات غير ملتزمة تعليميا او اخلاقيا وحاولت ان تظهر امام زميلاتها الطالبات انها صاحبة سطوة من خلال نفوذ والدها رجل الأعمال وعضو البرلمان، واستمرت حلقات المسلسل تقدم للمشاهدين كيف ان فاتن حمامة ( ابلة حكمت ) انتصرت فى اظهار اهمية الضمير الذى نستطيع من خلاله ان نحقق العدالة بين الناس وان نعلى من قيم الحق. 
كيف استطاعت الفنانة فاتن حمامة ان تقدم هذا العمل الدرامي المتميز لملايين المشاهدين، بينما فشل عالم اليوم فى ايقاظ الضمير وإيقاف الحرب. 
ضمير ابلة حكمت تفوق على ضمير العالم.

search